جامعة المذاهب الإسلامية خطوة على طريق التقريب
بسمه تعالى
جامعة المذاهب الإسلامية خطوة على طريق التقريب
أكّد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على ان توحيد الأمة والتقريب بين المذاهب الإسلامية عمل مبارك دعا إليه القرآن الكريم والقادة المعصومون (سلام الله عليهم)، ولكي تنجح هذه المساعي فلابد ان تتضمن برامج علمية وعملية.
وأوضح سماحته لدى استقباله([1]) جمعاً من الطلبة العراقيين الدارسين في جامعة المذاهب الإسلامية في ايران ان البرامج العلمية تتضمن اطلاع كل فريق على ما عند الاخر والاستفادة منه بموضوعية ومهنية وإنصاف، وان تعرض البحوث على نحو مقارن بعيداً عن التعصب والتحجر، وقد كان هذا المنهج متبعاً لدى الكثير من السلف الصالح ككتاب الخلاف للشيخ الطوسي وكتابي تذكرة الفقهاء ومنتهى المطلب للعلامة الحلي، وكان السيد البروجردي يشجع عل هذا المنهج ويسير عليه في بحثه الشريف، وتجد له تطبيقات كثيرة في المنهج الذي اتخذته لبحثي في (فقه الخلاف) .
ان هذا المنهج يساهم في تقارب وجهات نظر المسلمين وإزالة الحواجز المصطنعة بينهم ويفيد كلاً منهم مما عند الاخرين وهو تراث ضخم لا يصح اهماله، مضافاً الى انه يغني البحث ويفتح أمامه آفاقاً حقيقية لفهم النصوص الشرعية لان الكثير منها صدر بلحاظ ما عند الاخرين من فتاوى ومواقف ومناهج للتفكير والسلوك فالاطلاع عليها يوفّر بيئة وقرائن مساعدة على فهم النص ووضعه في موضعه الصحيح، وقد جّربت ذلك في موارد كثيرة في (فقه الخلاف).
فتأسيس جامعة المذاهب الإسلامية خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز هذا المنهج بإذن الله تعالى ولابد ان تراعي المدارس الدينية والجامعات الاكاديمية ذلك في كلياتها واقسامها ذات العلاقة في جميع بلاد المسلمين.
اما على صعيد الخطوات العملية فقد أشار سماحته إلى ضرورة تجنّب الاستفزازات وإثارة الفرقة والشحناء فانها من عمل الشيطان (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) (المائدة : 91) وعدم تحميل الطائفة كلها مغبّة بعض التصرفات والأقوال التي تصدر من بعض الأشخاص، وعدم التركيز على الشطحات الموجودة في الكتب نتيجة ظروف معينة عاشها المؤلف، ومثل هذه الشواذ لا تعبّر عن رأي الطائفة جميعاً، وعلينا جميعاً الحذر من الأعداء المتربصين بنا الذين يريدون تمزيق وحدتنا واشعال الحروب العبثية بين أبناء الأمة مستخدمين الطائفية كأفتك سلاح لتحقيق هذه الأهداف فهي حرب طويلة وقذرة ومدمّرة ولا رابح فيها من المتحاربين ولا خسارة فيها على الأعداء الذين يشعلونها ويغذّونها لإدامة استنزاف البلاد وتحطيم قدراتها البشرية والمادية .
ومن الجدير بالذكر ان جامعة المذاهب الإسلامية مقرها في طهران ولها عدة فروع بالمحافظات الإيرانية وتستقبل آلاف الطلبة من جميع المذاهب الإسلامية من داخل ايران وخارجها، وقدّم مندوب الجامعة في العراق درعاً تكريمياً وبعض مؤلفات سماحة العلامة مختاري رئيس الجامعة.
[1] - تاريخ اللقاء الأربعاء 6/ربيع1/1440 الموافق 14/11/2018