المرجع اليعقوبي يدعو الى وجود قيادة وطنية واعية موحدة للمظاهرات
بسمه تعالى
المرجع اليعقوبي يدعو الى وجود قيادة وطنية واعية موحدة للمظاهرات
الثلاثاء 11/ذق/1439
25/7/2018
دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) النخب المثقفة والأكاديميين من اساتذة الجامعات وغيرهم الى ان يأخذوا دوراً واضحاً ومحوريـاً في التظاهرات التي تشهدها البلاد لتوحيد المطالب ووضعها على طاولة المفاوضات باتجاه بلورة مشروع وطني اصلاحي واضح المعالم، ولضبط بوصلة حركة الجماهير وحماية المظاهرات من الانحراف واختراق المندسين وخاطفي الانجازات.
وقال سماحته في كلمة القاها امام عددٍ من الاساتذة والأكاديميين المتخصصين في الدراسات والبحوث الاستراتيجية بمكتبه في النجف الاشرف: ان غالبية الشعب يطالب بحل المشاكل الظاهرة التي يراها امامه ولا يلتفت الى الاسباب الاصلية المؤدية لها، كما لا توجد مطالب موحدة للمتظاهرين، فالمشكلة لا تقتصر على انقطاع التيار الكهربائي او تردي الخدمات بل المشكلة أكبر من ذلك بكثير وهنا تبرز اهمية دور النخب في تشخيص جوهر المشكلة اولاً ودراسة الاسباب الاساسية دراسة موضوعية ثم تقديم الحلول الجذرية لهذه المشاكل ثانياً.. واوردنا قبل ثلاث سنين مثالاً على ذلك مفوضية الانتخابات التي تكونت من ممثلي الكتل السياسية الكبيرة.. فكيف نتصور انها ستكون مستقلة وقد شكلت لرعاية مصالح تلك الكتل؟ بل كيف نتصور ان الانتخابات ستمضي بشكل نزيه مادام المال السياسي والنفوذ والمصالح والوظائف الحكومية بيد الكتل المهيمنة وكذلك قانون الانتخابات الذي صُمم على مقاس المتنفذين لكي يقطع الطريق على اي مشروع نهضوي يضم دماءً جديدة، الامر الذي أدى الى إعادة تدوير نفس الوجوه في كل عملية انتخابية، مع وجود تدجين وتخدير للشعب يساعد على سوقه الى حيث يريد المتسلطون، لذا فالحل لا يقتصر على السياسيين المتسلطين والنظام السياسي وإنما يمتد الى المؤسسات والجهات الساندة لهم.
وفي نفس السياق دعا سماحته الى ان تشكل المفوضية من قضاة وجامعيين متخصصين بهذا الشأن وبمساعدة منظمات المجتمع المدني والمراكز الدولية المتخصصة.
كما أكد سماحته على ضرورة ان تكون العلاجات الاصلاحية جذرية وفعّالة وليست شكلية او ترقيعية لانها ستكون خاضعة لتأثير الفاسدين الذين ركب بعضهم موجة التظاهرات لتغطية مفاسده والبعض الآخر اطلق التصريحات النارية لخلط الاوراق ليبقى الحال كما هو عليه ويبقى الشعب يرزح تحت قسوة الفساد والارهاب.
واضاف سماحته: ان عملية الاصلاح ليست لقلقة لسان بل تحتاج الى عمل دؤوب وضغط مستمر فحركة الجماهير وان كانت ليست واسعة وفق المقاييس لكنها ارعبت الفاسدين وهزتهم واجبرتهم على الرضوخ للحل بعد ان اخذت الجماهير دورها وتحركت وقد نبهنا لذلك ودعونا اليه قبل خروج هذه المظاهرات
وذكّر سماحته بالرؤية الاستشرافية التي تتمتع بها القيادة الرشيدة وقراءتها للمستقبل قبل وقوعه لذا فإنها تُصدِر التنبيهات المستمرة والتحذيرات المتوالية من الاخطار المحدقة بالعراق وشعبه التي تضمنتها خطاباته وبياناته منذ عام 2006 والتي حذر فيها من خطر الفساد الاداري والمالي واعتبره اشد خطراً من الارهاب .([1])
كما حذر من سياسة الاستئثار ودعوات التقسيم والانفصال وتحشيد الجماهير طائفياً لتفكيك الائتلافات الطائفية وان تكون الائتلافات والاحزاب السياسية على اساس البرامج الوطنية التي تخدم الشعب .([2])
وفي لقائه الأخير مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق يوم الخميس الماضي وضع سماحة المرجع المجتمع الدولي والدول المجاورة امام مسؤولياتهم عن معاناة العراق فالبنك الدولي يشترط إيقاف التعيينات ورفع الدعم الحكومي للبطاقة التموينية وأسعار الوقود ونحو ذلك والدول الجوار تقطع المياه عن العراق وأخرى تتآمر عليه.
1) (خطاب (إذا لم يحترق السياسيون بالنار فإنهم لا يحلّون مشاكل البلاد) بتاريخ 18/7/2006 http://yaqoobi.com/arabic/index.php/5/1/2384.html
2) (حوارات سياسية النقطة هـ) بتاريخ 24/11/2006 http://yaqoobi.com/arabic/index.php/128/382/384/1012.html