في أهمية زيارة المدينة المنورة على مشرفها آلاف التحية والسلام

| |عدد القراءات : 1479
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

في أهمية زيارة المدينة المنورة على مشرفها آلاف التحية والسلام:

          يستحب للحاج استحباباً مؤكداً بعد الفراغ من مناسك الحج وزيارة بيت الله الحرام الإتيان إلى المدينة المنورة التي أظهر الله بها دينه لزيارة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وأئمة البقيع (عليهم السلام) وسائر المشاهد المشرفة.

          فإن زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تمام الحج كما ورد في الأحاديث الكثيرة.

          فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (أتموا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرجتم إلى بيت الله الحرام فإن تركه جفاء وبذلك أمرتم، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها).

          وقال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): (إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا، لأن ذلك من تمام الحج).

          فلا ينبغي المسامحة في التشرف إلى المدينة المنورة وأداء حقها، وعلى الزوار المحترمين أن يغتنموا الفرصة الثمينة من وجودهم في أرض الوحي والرسالة للزيارة والعبادة، لا أن تذهب أوقاتهم بالكسل والبطالة والسياحة وسائر الأعمال التي لا تنفعهم في آخرتهم، بل يصرفوها بالعبادة والزيارة والدعاء وخصوصاً الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ورد في الأحاديث المستفيضة أن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة، وبحسب بعض الأحاديث تعدل عشرة آلاف صلاة فيما سواها.

          والأفضل لإخواننا المؤمنين والأخوات المؤمنات أن يغتنموا هذه الفرصة من الزمان وشرافة المكان ويجعلوا صلواتهم الواجبة والمندوبة في المسجد النبوي الشريف، وإضافة على ذلك الاشتغال بقضاء الصلوات الفائتة التي على عهدتهم، سواء القطعية منها أو الاحتمالية لتفريغ ذمتهم.

          وعليهم بالدعاء في ذلك المكان المقدس بجوار الروضة المحمدية المباركة لأنفسهم ولوالديهم ولأقربائهم ولإخوانهم المؤمنين، لا سيما لجميع المؤمنين والمسلمين في شتى أقطار الأرض الذين هم في المحنة البلاء والعذاب على أيدي شياطين الإنس وطواغيت الزمان.

          وفي الأحاديث المعتبرة: (مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحرمة الصيد في المدينة وقطع شجرها ونبتها كحرمة الصيد وقطع الشجر والنبت في حرم الله) وتحمل هذه الأحاديث على الكراهة الشديدة على الأقوى وإن كان الأحوط الاجتناب، وبالنسبة إلى صيد ما بين الحرّتين([1]) لا يترك هذا الاحتياط وخصوصاً بالنسبة إلى الزوار المحترمين الذين هم وردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم ضيوف عنده.

          وحد الحرم من (عائر) إلى (وعير) وهما جبلان يكتنفان المدينة المنورة من المشرق والمغرب.

 



([1]) الحرتان موضعان تكتنفان بالمدينة أحدهما من المشرق والآخر من المغرب.