قصيدة حشد الله

| |عدد القراءات : 1397
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

"حشد الله" ([1])

نثرتَ عدوَّ اللهِ في سوحها نثرا

 

فكنت لهذا العصر آيته الكبرى

دَهمتَ قلاع الجبت في عقر داره

 

فصيرتَها لما عصفت بها قبرا

لويتَ أكفّ الموت حتى تركته

 

كسيراً يسيل الدمع من مقلة عبرى

ورامت جنود الموت تحمي عرينه

 

فآليتَ أن تهمي على رأسها جمرا

وما كنت ترجو أن تعيش بذي الدنا

 

ولكن طلبت الخلد في عالم الأخرى

فما كان غيرُ الصبر جسراً فرمتَه

 

وروَّضتَ نفساً أن تكون له جسرا

(تمر بك الابطال كلمى هزيمة)

 

وانت تصلي الشفع تُردفُه الوَترا

فيا أيها الكرار في كل صولة

 

تقحمْ قلاع الهول كي تُفرِح الزهرا

فكل الذي يحيا يذوق منية

 

ولكنَّ أسمى الناس من ذاقها حرّا

فما نفع أن تبغي سماءً وسيعة

 

إذا لم تكن تسمو بساحاتها صقراً

ثري من اصطاد الكنوز بسعيه

 

ولكنّ من بالنفس جاد هو الأثرى

(فتىً مات بين الطعن والضرب ميتة)

 

تجاوز فيها فرط همته النصرا

إذا المرء لم يركب على صهوة الردى

 

فليس له حق بان ينشد الظفرا

فما انصاع مجد للغفاة على الأسى

 

ولا ذلّ خصم للذي يقتفي العذرا

وما تركع الاهوال إلا لمغرمِ

 

إذا نفسهُ كلت يصيح بها صبرا

وما تشمَخ الأوطان إلا بمدنَف

 

أبى أن يرى غير الجهاد له وكرا

وحقك هذا الحشد حشدُ محمد

 

فمن صال قد ألفى بصولته بدرا

فيا ليل ان العشق ولّه خافقي

 

ولابد للولهان أن يدرك الفجرا

(سيذكرني قومي إذا جدّ جِدهم)

 

بأني بجوف الليل استنزل البدرا

فما حيلةُ المهيوب إن ديس بيتُه

 

سوى ان يحيل الخير في نفسه شرّا

وشتان بين اليحتسي الزهد والتقى

 

وبين الذي قد عاش محتسياً خمرا

سمونا بساحات الصمود واننا

 

لنا أنفس من عشق تربتها سكرى

سنرغم رأس الشر أن ينحني لنا

 

ولم نخشِ زيداً في القراع ولا عمرا

مناقبنا بدر إذا عسعس الدجى

 

وما فتئت تلك النجوم لنا أُسرى

نصاحب عضباً ما يزال مدللاً

 

إذا فارق اليمنى حبونا له اليسرى

فيا من على جهل دنوت حدودنا

 

تمهل قليلاً فالحدود بنا ادرى

نزاحم جيش المجد سعياً الى الذرى

 

ونأخذ ما استعصى على غيرنا قهرا

سكبنا بجرف الصخر أرواحنا فدىً

 

فاصبح صخر الجرف من فعلنا نصرا

وكان العراقيون أنّى تدافعت

 

جيوش الظما طلّو ببيدائها قطرا

أباةٌ كماةٌ أن تجحفل هائج

 

عبرنا وذاك المدُّ نجعلهُ جزرا

وكنّا إذا راغ الجبان من اللظى

 

ضحكنا إباءً أن نصيب له ظهرا

نَقِدُّ أكفَّ الريح إنْ مُسَّ ثوبنا

 

ولكننا في الحشد من زهونا نعرى

إذا لم نكن بالسيف نزجر خصمنا

 

فأسيافنا في الخطب تزجرنا زجرا

سرجنا ظهور الخطب في كل مهمٍ

 

وطرّاً قضمنا ما تركنا بها شبرا

فكاد غبار الحرب ان صال ضيغم

 

يتيهُ على ذي الأرض من زهوه كبرا

وكاد الوغى يشقى لزحف خيولنا

 

وكاد الردى يجثو لأصغرنا ذعرا

إذا ما شكت هونا سُعَيفةُ نخلة

 

نفرنا خِفافاً من مرابضنا طرّا

ورُحنا نكِدّ الخيل حتى إذا امتلا

 

بفرساننا بَرٌّ سرجنا لها البحرا

 

 



[1] ) قصيدة القاها الاديب عباس العجيلي (فرزدق الصدر) للإشادة ببطولات المتطوعين من الحشد الشعبي لحماية المقدسات والقضاء على الإرهاب وذلك في محضر سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) يوم 9 جمادى الاخرة 1437 الموافق 19/3/2016.