تأبين : شهيدة الفضيلة الدكتورة خولة محمد تقي زوين

| |عدد القراءات : 3400
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بيان حول شهيدة الفضيلة الدكتورة خولة محمد تقي زوين([1])

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

        لقد التحق اليوم بالرفيق الأعلى ليحظى بمقعد صدق عند مليك مقتدر مع الأحبة محمد وآله الطيبين الطاهرين كوكب آخر من شهداء الفضيلة، فقد امتدت يد الغدر والإجرام من أعداء الحضارة والإنسانية والمثل العليا لتمطر بالرصاص الشهيدة العلوية الدكتورة خولة محمد تقي زوين التي كانت نبراساً في الحركة الإسلامية الرسالية النجفية، وقد تعدى تأثيرها المبارك مجتمع النساء لتؤثر في كل شرائح المجتمع بما تمتلك من عناصر القوة، وجعلت من كل المواقع التي كانت تتحرك فيها منبراً لهذه الدعوة المباركة ولإيصال صوت الحق والهداية سواء في كلية الطب جامعة الكوفة حيث كانت أستاذة فيها أو في عيادتها الطبية الخاصة أو المحافل والاجتماعات واللقاءات، وقد كانت وفية وموالية للمرجعية الرشيدة ومتواضعة في حياتها مما زاد في كمالاتها .

        لقد وهبت الشهيدة حياتها لله تعالى ولم يثنها عن عزمها ولا قلل من همتها ولا حماسها في العمل الأخطار المحدقة بالعاملين الرساليين المخلصين في هذا الزمان وفي كل زمان، حتى فازت بما كانت تصبوا إليه من نيل رضا الله تبارك وتعالى [وَرِضوَانٌ مِنَ اللهِ أكبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ].

        لقد كنا نعدها لتحمل المسؤوليات الكبرى وقد كانت لها أهلاً، لكن الله تبارك وتعالى اختارها إليه طيبة مرضية؛ ليعلي درجاتها وليلحق العار بقتلتها المجرمين الغدرة الجبناء والذين لم يرقبوا فيها إلاً ولا ذمة ولا حرمة شهادتها العلمية الراقية ولا انتسابها إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولا ضعفها كونها امرأة عزلاء وحيدة، فهنيئاً لها الجنان ومرافقة الأبرار وعظم الله أجر زوجها وذويها وعوضهم بما يجبر مصابهم ويسر قلوبهم إنه نعم المولى ونعم النصير.

 

محمد اليعقوبي

النجف الأشرف

6/شوال/1426هـ

9/11/2005م

 



([1])  الدكتورة الفاضلة من أسرة علوية شريفة، وهي طبيبة متخصصة في العيون ورئيسة قسم في كلية الطب في جامعة الكوفة، وكانت من العاملات الرساليات على مدى سنين ومهتمة بنشر الفكر الإسلامي وإصلاح المجتمع، وقد عُرفت بالتواضع والأخلاق العالية وخدمة الناس حيث خصصت يومين أسبوعياً للمعالجة المجانية في عيادتها للفقراء، ولم تجد في الموقع الاجتماعي الكبير لها مانعاً عن القيام بالأعمال الإنسانية والنشاط الحركي، وكانت من المتابعين لحركة المرجعية الرشيدة والداعمين لها وتنشر صحيفة الصادقين حتى في عيادتها الخاصة.

           وفي تلك الفترة أيضاً امتدت يد الغدر والجهل والتعصب لتغتال الدكتورة تحفة جعفر التي وصف سماحة الشيخ قلمها وتحليلها بأنه اجتهادي ومن كتبها التي نشرها سماحة الشيخ بإشرافه في أيام الجور الصدامي كتاب (حل اللغز القرآني) وكانت محبّة للعلم والمعرفة حيث لم تشغلها مهنة الطب عن مواصلة دراستها في علوم القرآن في كلية الآداب وشارفت على تحصيل درجة الماجستير حينما استشهدت وكانت متفوقة بلا منافس.

          وقد كتبنا هذه الخلاصة لتخليد ذكر هذه النماذج المباركة وإنا لله وإنا إليه راجعون.