هكذا نبدأ

| |عدد القراءات : 4183
هكذا نبدأ
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

هكذا نبدأ

المقدمة



هذا الكتاب الذي بين ايدينا هو محاولة لطرح بعض الاتجاهات المعرفية والفلسفية بصورة مبسطة، وتقييمها بحيث تنسجم مع الطبقة المثقفة، التي تريد ان تعرف ولو بشكل اجمالي ما يدور في اروقة النخب من افكار واستنتاجات ونظريات، تتحفز من خلاله لطلب المزيد، ويفت لهذه الطبقة نافذة الى عالم الفكر والابداع تستشرف منها مستوى البشرية الفكري: الى أي حد وصل. هذا في الجانب النظري، واما من الجانب العملي فتستفيد ركائز اساسية من الحجج في تحديد مواقفها العملية، وسلوكها طريقاً معيناً دون باقي الطرق وفقا لما اعطته له تلك الرؤى المعرفية والفلسفية.

.فاهمية الكتاب تكمن في الموضوع الذي يعالجه، وهو عرضه للاسس المعرفية والمنهجية التي يبني عليها الانسان تفكيره وفلسفته ورؤاه؛ فانه يعرض لنظرية المعرفة، والاتجاهات فيها، وما ينبغي ان يتبع منها. ثم يطرح بعد ذلك بعض المباحث الفلسفية التي ترتكز على ما توصل اليه من موازين وضوابط معرفية، ومن ثم يلحق بكتاب اخر، يتناول بعض المسائل الاعتقادية، ترتكز على ما نقح من المسائل الفلسفية.

فالكتاب يعطي لقارئه فكرة موجزة عن البحوث المعرفية والبحوث الفلسفية والبحوث العقائدية، وكل ذلك بشكل مبسط، يتلائم مع طبقة من الفهم الذي تستعصي عليه تلك الكتب الشخصية المعقدة والمغلقة، والتي تدار في اروقة النخب في هذه المجالات. فان جيل الشباب المتطلع لنيل الثقافة وبناء الذات بغاءً رصيناً متماسكاً امام تحديات العصر، بكل ما يحتويه من تيارات فكرية وعقائدية وفلسفية، هذا الجيل معنيُّ جداً بان يضع قدمه في الطريق الصحيح في خضم هذا التيه من تيارات الفكر في العصر الحديث؛ كي لا يكون كالريشة في مهب الريح، تتقاذفه تلك الافكار والرؤى، من دون ان يكون عنده ادنى ما يمكنّه ان يحصنه ويتشبث به في تلك العواصف.

فما احوج شباب الامة ــ في بناء الذات بناءاً فكرياً صحيحاً ومتيناً ــ الى الاطلاع على هذا الكتاب، والتمعن فيه والوقوف على مطالبه، ومن خلال الشعور بهذه الحاجة لهذه الطبقة المهمة، التي يقع على عاتقها النهوض بالامة مستقبلاً ــ وهم الشباب المؤمن ــ برزت فكرة اعادة طبع هذا الكتاب، الذي يكفي فيه ان يقيمه ابرز مفكري العصر، وهو الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (قد)، وهو الواقف على الاتجاهات الفكرية العالمية في عصره، والناقد البصير لها، والواقف على مواطن ضعفها وقوتها، يرى ان هذا الكتاب وفق بمحاولته التي مارسها، من تبسيط المذاهب والاتجاهات الفكرية والمعرفية والفلسفية المتعددة، وسد فجوةً وهوةً كبيرة، كان يعيشها المبتدئون؛ بسبب تعقيد تلك المسائل وإغلاق عبارات القوم في هذه المجالات.

وكذلك من دواعي اعادة الطبع مرة اخرى لهذا الكتاب، هو وفاء لدم الشهيد المؤلف ــ صاحب الكتاب ــ كي يبقى صدقة جارية له وعلماً ينتفع به من بعد ومداداً يرجح على دماء الشهداء يوم تخف فيه الموازين.

وانه لمن دواعي السرور والغبطة ان اتشرف بوضع مقدمة للطبعة الجديدة لهذا الكتاب، اكون من خلالها قد ساهمت بجزء يسير في التعريف به بصورة اجمالية للقراء الكرام، ومدى اهميته بالنسبة الى شبابنا المؤمن.

والله من وراء القصد.

الشيخ

عبد الكريم صالح اللامي

9صفر1428



الكتاب متوفر في دار جامعة الصدر للطبع والنشر والتوزيع/ النجف الاشرف