لا بديل عن الحوار والقبول بالتنازلات العادلة

| |عدد القراءات : 6798
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

  لا بديل عن الحوار والقبول بالتنازلات العادلة

 حسناً فعلت المحكمة الاتحادية العليا والهيئة القضائية المكلفة بالنظر في الطعون حينما كثّفت جهودها للإسراع في المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقد تمت المصادقة اليوم.

إن المصادقة على النتائج يمكن جعلها منعطفاً تاريخياً في حياة العراق وشعبه ووجودهما بأن نجعل منهما تحولاً في الحالة السياسية فننقلها من حالة التشرذم والانقسام والصراع التي أوصلتنا الى الوضع الكارثي الذي يمر به البلد، الى حالة الانسجام والشراكة الحقيقية والانصاف والمروءة في نيل المواطنين بكل أديانهم وطوائفهم وقومياتهم وأجناسهم وأيديولوجياتهم حقوقهم كاملة غير منقوصة على اساس المواطنة فقط دون ملاحظة أي اعتبار.

ويتحقق ذلك ببدء حوار شفاف بين الكتل السياسية الممثلة لفئات الشعب وفق الخارطة الجديدة التي صودق عليها، وان يقبل الجميع بكل التنازلات التي يتطلبها إنقاذ العراق وشعبه من محنتهما، مهما كانت تلك التنازلات صعبة من وجهة نظر أصحابها.

وان الجهة الكفيلة برعاية هذا الحوار  وتحقيق حالة العدالة والانصاف في مطالب المتحاورين وإدارة خلافاتهم هي المرجعية الدينية بأبويتها وحكمتها وشعورها العالي بمسؤوليتها وثقة الجميع بها، وبمساعدة بعثة الامم المتحدة بموضوعيتها وحيادتها وخبرتها وان يبدأ هذا الحوار عاجلاً، لأن كل تأخير يعني مزيداً من الدماء والخراب.

لقد جرّب الجميع – وان كانت المسألة لا تحتاج الى تجربة لإجماع العقلاء على معرفة النتائج- ان حالة الاحتراب وتجييش كل فئة لشارعها لا يخدم احداً من هذا البلد وهو يحقق مآرب اعداء العراق والطامعين فيه والساعين لتمزيقه واضعافه وقد استُخدِمتْ التنظيمات الارهابية المعادية للحياة والانسانية كأداة لتنفيذ تلك الاجندات والسيناريوهات المؤلمة.

إن تطويق ودحر الارهاب وإفشال المخططات المعادية للعراق وشعبه لا يتم إلا بتوحيد صفوفنا والانتقال بالعملية السياسية الى الحالة التي يطمئن اليها كل مكونات الشعب ويشعر فيها بكرامته والعيش بسلام وأمن وحرية, وهذا استحقاق انساني ووطني لكل مواطن , ويجب على الجميع السعي لتحقيقه ولا يمثل هدفاً صعب المنال مع تحقق الارادة الجدّية والاخلاص وحب الشعب والبلد الكريم.

نسأل الله تعالى ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

 محمد اليعقوبي – النجف الاشرف

 17  شعبان المعظم 1435 هـ

  16 /6/2014