في ظلال نهج البلاغة/ للشيخ محمد جواد مغنية
بسم الله الرحمن الرحيم
بالإضافة إلى المميزات الخاصة للإمام (عليه السلام) التي جعلته جبلاً تنحدر عنه جميع المعارف الإنسانية ويستلهم منه جميع المفكرين حلول استفهامتهم على طول الزمان.
إن التنوع في الخطب والتنوع في المعارف التي تطرق لها أمير المؤمنين (عليه السلام) والتنوع في الابتلاءات التي مرّ بها المجتمع بين يديه، والتنوع في الأعداء وارتباط كل هذه العناصر بالإسلام صدقاً وكذباً، كل ذلك وغيره جعل مفكري كل عصر وكل اختصاص يشعرون وكأن نهج البلاغة يتحدث عن حالهم وزمانهم ويخاطب مجتمعهم ويرون فيه حلاً لجميع مشاكلهم، فلا عجب أن تكثر الشروح والكتب المتعلقة بنهج البلاغة في كل زمان، وربما من هذا أوصى سماحة الشيخ اليعقوبي (حفظه الله تعالى) في إحياء الأذهان بدراسة الكتاب والتمعن فيه ملياً، وهو (دام ظله) يوصي اليوم بمطالعة كتاب (في ظلال نهج البلاغة) للمفكر المجاهد و(الشيخ الأحمر) -كما يلقّب-: الشيخ محمد جواد مغنية صاحب الكتابات الاجتماعية الكثيرة التي تتناغم مع أفكار الشباب الرسالي المتلهث للثقافة والنضوج الديني.
وقد جمع الكاتب في هامش كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) الكثير من ثقافته الاجتماعية وأفكاره الفذة وكلماته البليغة، ولكن لا يمكننا أن نسمي هذا الكتاب ولا غيره شرحاً لنهج البلاغة وتكفلاً ببيان جميع معاني الإمام (عليه السلام) بل هو كما سمّاه المؤلف –بتواضعه- محاولة لفهم جديد، ونسميه نحن قراءة معاصرة واعية للكتاب واستلهام الحلول والمنافع والأمثال من قبل هذا المفكر الجليل، وتوطئة لمطالعته مطالعةً موضوعية تعيد قراءة الواقع المعاصر وفق الرؤية الإمامية التي كان الإمام (عليه السلام) يثقف جنوده عليها.
ملاحظة: الكتاب في أربع مجلدات وهو متوفّر في معرض الكتاب الدائم في جامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف