البيت العراقي الآمن لرعاية الايتام

| |عدد القراءات : 3178
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
 
لا يتابع الكثيرون نشرات الاخبار ولا يولونها الاهتمام الكافي واذا تابعها البعض فللاطلاع والتعرف، اما الرسالي المخلص الحريص على وطنه وشعبه فيسمعها ويتابعها ليتحمل مسؤوليتها ويقوم بما يمليه عليه واجبه الشرعي والوطني والانساني وكأنه هو دون غيره المخاطب به.
اذكر هذه المقدمة بعد ان شد انتباهي التقرير الذي عرضته فضائية (الحرة - عراق) في ساعتها الاخبارية عن العراق يوم الثلاثاء 25 شوال 1428 المصادف 6/11/2007 وتحدث فيه مراسلها عن (البيت العراقي الآمن لرعاية الايتام) في مدينة الصدر الذي تكفل برعاية حوالي (30) يتيماً من مختلف مدن العراق فقدوا آبائهم وامهاتهم وذويهم في عمليات الارهاب الاعمى ومنهم من شاهد مصرع ابويه وهو ابن بضع سنوات، وقيض الله تبارك وتعالى لهم هذه الايدي الرحيمة التي تولت رعايتهم تطوعاً قربة لله تبارك وتعالى ولم يقف هؤلاء الشرفاء عند حدود الرعاية والتربية وتوفير الاحتياجات بمقدار المتيسر لهؤلاء الايتام بل نجحوا في تفجير طاقاتهم وابداعهم حيث ظهرت مواهبهم في مجالات عديدة وأنا إذ اسجل شكري واحترامي واجلالي للقائمين على هذا المشروع، ولكل من يساهم في دعمهم وانجاح عملهم، فانني اشيد بجهاد وجهود كل المراسلين الذين يبحثون عن هؤلاء الجنود المجهولين ويشخصون مواطن الشكر كما يسجلون مواطن التقصير والخلل لا للانتقاص من اصحابها بل لتصحيح المسار واصلاح الخلل.
ولكن راعني في وسط كل هذه المشاعر الانسانية النبيلة هو ما قاله احد المشرفين لما سئل عن المعوقات في عملهم فاجاب انه حرمان هؤلاء المبدعين من الوثائق الرسمية بما فيها هوية الاحوال المدنية وقد طرقوا ابواب كل الجهات المعنية ولم ينجحوا بسبب الروتين الاداري القاتل. خصوصاً حينما يحرم هؤلاء - الذين يجب على الجميع تكريمهم- من ابسط حقوقهم وهو الانتماء الى هذا الوطن الحبيب، وفاتهم بسبب ذلك عدد من السفرات الى عدة دول لتكريمهم بعدما اطلعوا على وضعهم لسبب بسيط انهم لا يمتلكون الاوليات المطلوبة.
فمن اين يأتي هؤلاء الذين فجعوا بذويهم وهم بعمر اربع سنوات او ستة ولم يبق لهم احد ورموا على قوارع الطريق حتى بعث الله تعالى لهم هذه الايدي الحانية لتعويضهم عن بعض ما فقدوه ؟
وعلى اثر اطلاعي على التقرير كلفت عدداً من المؤسسات الخيرية المرتبطة بنا بعمل المستحيل من اجل اجراء استرجاع هوية وكرامة هؤلاء الايتام.
ثم اغتنمت الاتصال الهاتفي للسيد وزير الداخلية بي في مساء اليوم التالي لتفقد صحتي واحوالي فعبرت له عن اهتمامي بهذا الامر ولعلاقة الموضوع به وذكرت له الحديث النبوي الشريف (انا وكافل اليتيم كهاتين) ثم قرن باصبعين من اصابعه الشريفة، ولا اشك ان اعادة الاعتبار لليتيم ومنحه استحقاقه من أعلى أنواع الكفالة، فهذه فرصة عظيمة لنيل رضا الله تبارك وتعالى.
وقد تفاعل السيد الوزير مشكوراً مع الطلب ووعد بان يبعث صباح اليوم التالي مفرزة من الوزارة الى هذه الدار لانجاز المطلوب(1).
وانني إذ اسأل الله تعالى ان يرفع المحنة والبلاء عن كل المظلومين والمحرومين حتى يسود الحق والعدل والكرامة الانسانية ارجاء الارض فانني اصدر هذا البيان لأخلد النبل والشهامة والرحمة التي جسدها كل من ساهم في إقامة هذا المشروع المبارك او دعمه مادياً ومعنوياً او دل على الخير فان (الدال على الخير كفاعله).
 
محمد اليعقوبي
النجف الاشرف 26 شوال 1428

7/11/2007

*نُشِرت في العدد (63) من صحيفة الصادقين.

(1) وفى السيد الوزير بوعده في اليوم التالي وارسل مجموعة من كبار المسؤولين لتثبيت المعلومات عن الايتام وانجاز معاملاتهم، وقامت وسائل الاعلام بتغطية الزيارة وسالت دموع الفرح من عيون الايتام بعد ان كانوا يائسين من حصولهم على هذه الوثائق، وقد قام المشرفون على الدار باصطحاب الايتام لزيارة سماحة الشيخ اليعقوبي يوم 4 ذ.ق 1428 المصادف 15/1/2007 وتقديم الشكر له على هذا العمل الانساني وتحدث معهم سماحة الشيخ بكلمات دعا فيها كل المسؤولين الى اتخاذ مثل هذه المواقف النبيلة خصوصاً الوزارات المعنية بخدمة الشرائح المحرومة كوزارة العمل والصحة واثنى سماحته على جهود القائمين على هذه الدار الذين يتفانون بكل اخلاص ومن دون مقابل للاعتناء بالايتام وشاركت عوائلهم ببعض الخدمات كطهي الطعام لهم ونحوها وقال سماحته: (لقد كنا نسمع عن مثل هذه المآثر في عصر صدر الاسلام ونعدها من النوادر اما اليوم فانتم مصداق حي لذلك، فلابد من تكريم هذه المواقف النبيلة التي جسدتموها على ارض الواقع بدلاً من التركيز على تكريم الشخصيات التاريخية مع كل الاعتزاز بهم، فلماذا هذا الاستخفاف بما لدينا من عناصر القوة في وقتنا الحاضر).
وفي يوم السبت 6 ذ.ق اقام وزير الداخلية حفلاً وزع فيه هويات الاحوال المدنية وشهادات الجنسية على الايتام.