إحياء سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان

| |عدد القراءات : 2582
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
بسم الله الرحمن الرحيم
 
ورد عن المعصومين (سلام الله عليهم) حثّ أكيد على الاعتكاف في المساجد خصوصاً في العشر الأواخر من شهر رمضان ففي حديث صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت له قبة من شعر، وشمّر المئزر وطوى فراشه).
وروى الشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبائه (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اعتكاف عشر في شهر رمضان تعدل حجتين وعمرتين) وقد نال هذا الفضل جملة من المؤمنين هذا العام فقد اعتكف حوالي مئة وخمسين ممن شملهم الله تعالى بلطفه في مسجد الرحمن في حي المنصور ببغداد على دفعتين وقامت إدارة المسجد بجهود مشكورة في توفير الطعام والشراب وسائر الخدمات اللائقة بهم ونظمت للمعتكفين برامج منوعة من العبادات والذكر واللقاءات والمسابقات القرآنية وأحسوا بأجواء روحية لم يشهدوها من قبل وشعر البعض وكأنه في أجواء مناسك الحج في مكة المكرمة.
ووجّه سماحة الشيخ اليعقوبي كلمات حفاوة وثناء وتبجيل لهذه المبادرة التي يُرجى لها الدوام لإحياء القلوب وتطهير النفوس ورجوع الناس إلى الله تبارك وتعالى في زمن قاتم ملبّد بحب الدنيا والصراع على السلطة حتى انتهكت كل المقدسات.
وشكر للإدارة جهودها المخلصة في توفير كل أسباب الراحة والتفرغ للعبادة وإصرارها على المواظبة على هذه الشعيرة وإنجاحها في السنوات المقبلة بإذن الله تعالى حتى تعمّ بركاتها المجتمع كله.
وكان سماحته قد بادر إلى طبع كتاب الاعتكاف من رسالته العملية (سبل السلام) قبل شهر رمضان المبارك ليتفقّه المؤمنون بأحكام وآداب هذه الشعيرة المباركة.
وقد بعث المؤمنون الذين احيوا هذه السنة المباركة برسالة الى سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) نشرت في العدد (62) من صحيفة الصادقين الصادر بتاريخ 24 شوال 1428 المصادف 5/11/2007 وهذا نصها:
 
كلمة المعتكفين
 
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: 32)
عن داود بن الحصين، عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان في العشر الأولى، ثم اعتكف في الثانية في العشر الوسطى، ثم اعتكف في الثالثة في العشر الأواخر، ثم لم يزل (صلى الله عليه وآله وسلم) يعتكف في العشر الأواخر .
نشكر الله تبارك وتعالى أولاً ورسوله والأئمة الأطهار( صلوات الله عليه وعليهم) لهذه النعمة العظيمة وهذه الفيوضات والألطاف الكريمة التي من بها علينا تبارك وتعالى برحمته وببركة رسوله (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين أئمتنا وسبل نجاتنا في الدنيا والآخرة.
و لا يفوتنا هنا أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان للمقام السامي للمرجعية الشاهدة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) لهذه الالتفاتة العظيمة والمبادرة الكريمة - والتي عبر عنها سماحته بأنها ادخلت السرور على قلب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) - بكل ما تحمل من آثار عظيمة وانعكاسات مهمة على واقع شعبنا الجريح وما يمر به من مآسٍ ومحن والتي اثبت الواقع انه لا سبيل للخروج منها إلا بالهروب إلى الله عز وجل والتماس المخرج منه تبارك وتعالى، ونسأله تعالى أن يجعل مبادرة المرجعية الشاهدة حافزاً للآخرين على الدعوة إلى الله وإقامة شعائره العظيمة التي هي من تقوى القلوب خالصةً له وحده وخالية من أي عناوين وشعارات دنيوية ضيقة.
ونتمنى عليه أدام الله بقائه أن يشمل إخواننا المؤمنين بالدعوة إلى إقامة هذه الشعيرة المباركة في كافة محافظاتنا العزيزة للتوفر على النعمة التي رزقناها وهم أن شاء الله يمتلكون من الامكانات والمؤهلات أكثر مما نمتلك.
وهنا نتوجه بنية صادقة إلى إخواننا متولي المساجد والجوامع والجهات القائمة على المقامات الشريفة والمراقد الطاهرة والمساجد المشهورة بالتوجه إلى إقامة هذه السنة المباركة في مناطقهم لما فيها من خير وبركة وتقارب للنفوس وانقطاع عن الدنيا.
ولا بد أن نسجل هنا تثميننا وتقديرنا للجهود الخيرة والمساعي الكبيرة التي قامت بها مؤسسة الرحمن الإسلامية والتي سخرت كل ما تملك من إمكانيات في سبيل إنجاح هذه التجربة المباركة وكذلك نشكر جميع الإخوة المؤمنين المتبرعين الذين لم يقصروا في توفير الكثير من الاحتياجات سائلين المولى عز وجل أن يخلف عليهم بالخير والبركة والرزق الحلال الطيب .
ونهمس هنا في آذان إخواننا السياسيين عامة وكل المتصدين للعمل الاجتماعي وخصوصاً الإسلاميين منهم وندعوهم إلى ممارسة هذه الشعيرة المباركة لكي يغرفوا منها ما يعينهم على تأدية دورهم الخطير في رسم طريق النجاة لهذا الشعب المظلوم الذي ينتظر منهم الكثير، وليخرجوا من جو السياسة والمادة الضيق إلى حيز الروح وفضاء التقرب إلى البارئ عز وجل.
وأخيراً ننتظر من ونتمنى على جميع مؤسسات المرجعية الرشيدة دعم هذه التجربة المعطاءة بكل الإمكانيات المادية والمعنوية وخصوصاً في الجانب الإعلامي.
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ، رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (النور: 36 – 38) .
 
أبناء المرجعية المعتكفون في جامع الرحمن

بغداد يوم القدر 23 من شهر الصيام 1428 هـ

*نُشِر في العدد (61) من صحيفة الصادقين