بيان بمناسبة ما تتعرض له الكرادة الشرقية من تفجيرات وإهمال حكومي
03/08/2010 10:18:11 |
1431-8-22 10:18:11|عدد القراءات : 3777
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
لا زالت منطقة الكرادة الشرقية تستهدف من قبل القتلة والمجرمين بأساليب متنوعة كانت آخرها الشاحنة الكبيرة التي انفجرت وسط منطقة سكنية مكتظة قرب حسينية آل مباركة، ونقلت لنا وسائل الإعلام صوراً مروعة من هذا الحادث الجلل الذي أصابنا بالذهول وملأنا بالأسى العميق حيث دمرت شقق وبيوت ومحلات بمن يسكنها بالكامل، وهناك عوائل كاملة قضت عن آخرها واستمرت عملية إزالة أنقاض الأبنية المتراكمة يومين وتحتها الشهداء والمظلومون.
إن استهداف الكرادة بهذا الشكل المتواصل ليس اعتباطياً وإنما لأنها الوجه الحضاري المشرق في بغداد والمنجبة للعلماء والمفكرين والشباب الرساليين وهي مفخرة بغداد التي تباهي بها وتتجلى فيها وحدة الشعب العراقي وانسجام مكوناته من مختلف الطوائف والأعراق.
وقد درجت في شوارعها صغيراً حيث كنا نستأجر بيتاً لامرأة مسيحية، ودرست في مدارسها ومنها الإعدادية الشرقية العريقة ونهلنا الكثير من العلم والأخلاق ونحن صبية في منتدياتها ومساجدها ومجالسها العلمية والأدبية وكانت زاهرة ومزدانة بالنجوم الذين حلقوا في ميادين العلم والعمل الصالح.
ويشدُّك انسجام أهلها على تنوع طوائفهم وأعراقهم فالمسجد والكنيسة مزدهران ومتآلفان في هذه المدينة الحبيبة، وجاء الإرهاب الأعمى ليستهدفهما معاً اليوم ويضرب في الصميم هذه المظاهر الإنسانية النبيلة.
ومما زاد في لوعة المصاب عندنا وعند أهلها إهمال المسؤولين الحكوميين حيث لم يتفقدها أحدٌ منهم وهم على بعد أمتار منها ويسكنون المناطق الجميلة الراقية فيها فهل هذا جزاء هذه الضاحية المشرقة الوادعة غرة جبين بغداد؟ وما حال أهلنا في بقية المناطق البائسة المحرومة إذا كان نصيب الكرادة الزاهرة مثل هذا الإهمال والتغاضي.
إن آلامنا وحسراتنا لا تنقضي حتى يمنّ الله تبارك وتعالى على هذا الشعب الأبي الأصيل ذي المكرمات بزوال كوابيس الاحتلال والإرهاب القادم من الداخل والخارج وبوجود حكومة نزيهة أمينة على مقدرات الشعب وكفوءة تعمل بإخلاص من أجل إعمار البلد والأمن والازدهار لأهله والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه أحد سواه.