لنحوّل الذكرى السنوية الأولى لتفجير سامراء فرصة لوحدة العراقيين

| |عدد القراءات : 2077
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
 
تطلّ علينا بعد أقلّ من شهر الذكرى السنوية الأولى للفاجعة الأليمة التي قصمت ظهر العراق وشتّتت شمل العراقيين وضاعفت عليهم المحنة حيث ازدادت وتيرة القتل والتهجير القسري وحوادث العنف الطائفي، تلك هي فاجعة انتهاك حرمة الروضة العسكرية المطهرّة في سامراء الحبيبة، حيث استيقظ العالم صباح الأربعاء 23 محرم 1427 ليجد ان يد الحقد والأنانية والعداء قد امتدّت لوحدة العراق ونموذجه الراقي في التعايش المذهبي والعرقي لتحدث فيه هذا الشرخ العظيم.
أيها العراقيون الاماجد:
إن النبي الأكرم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) جمع المسلمين في حجة الوداع وأستنشدهم عن حرمة بيت الله الحرام فأجابوه بكل تعظيم وتبجيل وحينئذ أقسم بالله تبارك وتعالى ان حرمة المؤمن عند الله تعالى اشد من حرمة الكعبة، فاتقوا الله أيها الناس والتزموا بوصايا نبيكم في صون حرمة دمائكم وأعراضكم وبلدكم ومستقبل أبنائكم وإياكم أن ترتكبوا ما يُسخط الله تعالى ونبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) فان كل شي يمكن تعويضه إلا دم البريء فانه إذا سفك فانه لا يعوّضه شيء (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93).
فلنجعل من فعاليات هذه المناسبة الأليمة فرصة لتوحيد كلمة العراقيين ولمّ شملهم ونبذ العنف الطائفي والوقوف صفاً واحداً لمواجهة كل من تسبَّب في هذه الفتنة وأحدث في بلدنا ما لم نكن نعرفه طيلة المدة السابقة فان أئمتنا (سلام الله عليهم أجمعين) كانوا حريصين على وحدة الأمة وضحّوا بالغالي والنفيس وغضّوا النظر عن غمط حقوقهم المقدسة ليصونوا وحدة الأمة وكرامتها ويحفظوا هيبة الدولة.
وينبغي للحكومة أن تُسرع بتقديم بعض المبادرات التي تطيّب النفوس وتخفّف الاحتقان وتُساهم في إطفاء الفتنة وسنقف جميعاً في دعم كل حركة مخلصة صادقة توصل إلى حرية العراقيين وازدهار بلدهم.
أيها الأحبّة:
إن العراق ومستقبل أبنائه أمانة في أعناقكم وسيسجّل التاريخ مواقف الجميع في هذا المفصل التاريخي من حياة الأمة فكونوا أوفياء بررة (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة: 105).
 
محمد اليعقوبي - النجف الاشرف
1 محرم الحرام 1428

21/1/2007

*نُشِر في العدد (53) من صحيفة الصادقين الصادر بتاريخ 9 محرم 1428 المصادف 29/1/2007.