كيف يتقبل الله حجَّ أعضاء البرلمان ومسؤولي البلاد

| |عدد القراءات : 2351
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
 
منذ عدة أسابيع والبرلمان يفشل في عقد جلسة لان النصاب لا يكتمل أي أن أكثر من نصف أعضائه غائبون رغم ان البلد يمر بأخطر مرحلة من تاريخه وتفوق حالة الطوارئ التي تتجاوز فيها كثير من البلدان حالة الروتين والسياقات المتعارفة لإدارة الأمور للحاجة إلى السرعة والحزم في اتخاذ القرارات فمثلاً عندما ضرب إعصار كاترينا الولايات المتحدة قبل اشهر وحصلت فوضى وانفلات وغياب للقانون وانتشرت عصابات الجريمة والقتل منحت السلطات صلاحيات للقوات المسحلة للتعامل مباشرة مع الحوادث لتجاوز الازمة قبل استفحالها.
أما نحن في العراق فان قيادات البلد عجزت حتى عن إتباع الطرق الرتيبة البالية في اتخاذ القرار وأصيبت بالشلل التام رغم ان البلد والشعب في بؤس وشقاء ويتركه قادته المزعومون ليؤدوا مناسك الحج، ألم يقرأوا قوله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة: 27)، وهل من المتقين من يترك شعبه وبلده بهذه المعاناة ويذهب لأداء مناسك الحج، ولو كانوا طالبين رضا الله حقاً لطلبوه بالتخفيف عن معاناة الناس وباتخاذ القرارات الصعبة لإنقاذ البلد من محنته وليتأسوا بالإمام الحسين (عليه السلام) الذي أحلّ من إحرامه يوم التروية والناس تستعد للخروج إلى الموقف في عرفة ملبّياً نداء واجبه الشرعي والإنساني وليتذكر هؤلاء (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ،يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين: 4-6).
وعند الله تجتمع الخصوم، فنعم الحكم الله والخصيم (محمد صلى الله عليه وآله وسلم) واقل ما ينطبق عليهم من عنوان (وهو عظيم) إنهم من (المطففّين) الذين قال فيهم الله تبارك وتعالى: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففون: 1-3).

وهؤلاء يتمتعون بالامتيازات والغنائم وكل ما فيه مصلحة لأنفسهم وأحزابهم ولا يعطون الشعب حقه ولا ينصفون الناس من أنفسهم فبئست الصفقة.

*ونشر في العدد (52) من صحيفة الصادقين.