تهنئة العالم المسيحي بذكرى عيد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)
03/08/2010 10:18:11 |
1431-8-22 10:18:11|عدد القراءات : 3922
هنّأ سماحة الشيخ المسيحيين في العالم بحلول ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام وكتب الرسالة التالية الى بابا الفاتيكان
بسم الله الرحمن الرحيم
قداسة البابا بوب بندكت زعيم الفاتيكان
اهنئكم بذكرى ميلاد السيد المسيح النبي الكريم والرسول العظيم وكلمة الله التي ألقاها الى مريم المقدسة وروحٌ منه ليهب للبشرية الرحمة والسلام والمحبة والتسامح ونبذ الدنيا التافهة التي تزرع البغضاء والشحناء وتصنع الحروب والجرائم وتفرّق بين البشر.
لقد كان السيد المسيح (عليه السلام) من أولي العزم من أصحاب الرسالات الإلهية الذين أمر الله تعالى نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسير على هداهم ويلتزم بطريقتهم المثلى فقال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل).
إننا نحن المسلمين نعرف عظمة السيد المسيح بما عرّفه لنا القرآن الكريم النازل من الله تبارك وتعالى في آيات عديدة ونحترم اتباعه ونحبّهم لأنه أقرب الناس إلينا كما جاء في القرآن الكريم (ولَتَجِدَنَّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسّيسينَ ورهباناً وأنهم لا يستكبرون. وإذا سمعوا ما أنزِلَ الى الرسول ترى أعينهم تفيضُ من الدمع مما عرفوا من الحق يقولونَ ربّنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين. وما لنا لا نؤمنُ بالله وما جاءنا من الحق ونطمعَ أن يدخلنا ربُّنا مع القوم الصالحين. فأثابهم الله بما قالوا جنّاتٍ تجري كمن تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين) وهذه الآيات جزء من سورة طويلة اسمها (المائدة) لأنها خلّدت معجزة السيد المسيح بنزول مائدة من السماء عليه وعلى الحواريين.
لقد عاش المسلمون والمسيحيون على هذه الارض الطيبة متآلفين متحابّين وساهموا معاً في تشييد الحضارة الانسانية.
نأمل من قداستكم أن توجّهوا أتباعكم ومريديكم الى الالتزام بتعاليم السيد المسيح (عليه السلام) الذي لا يرضى بالظلم والعدوان والانحراف الذي يمارسه الكثير من قادة الدول المسيحية وقد وقف علماء الإسلام في وجه مثل هذا الانحراف وقدموا على هذا الطريق القرابين والشهداء من مرجعيات دينية وعلماء ومفكرين ومثقفين وغيرهم.
يتمنى علماء الاسلام والحوزة العلمية لقداستكم طول العمر بالصحة والعافية لتقودوا أمتكم لهذه المبادئ السامية ونشكر مواقفكم النبيلة تجاه قضايانا ومشاكلنا وأزماتنا ونأمل منكم ان تكونوا معنا ومع كل المخلصين الأنقياء من بني البشر لنسير يداً بيد نحو تحقيق المثل الانسانية العليا التي ضحّى من أجلها الأنبياء والرسل الكرام نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ونصلّي وندعو لكي يأتي اليوم الذي يتآلف فيه الناس جميعاً وتسودهم العدالة والمحبة ليرضى الله عنهم ويدخلهم جناته الواسعة، وانتم في موقفكم الشريف لكم الدور العظيم في ذلك فأسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم ويجري الخير على أيديكم للناس وتقبلوا تهنئتي وشكري ودعائي لكم ولكل لعاملين من أجل الخير والمحبة والسلام.
محمد اليعقوبي / النجف الأشرف
13 ذ.ق 1426 - 16/12/2005م
*نشرت على الصفحة الاولى من العدد (35) من صحيفة الصادقين الصادر بتاريخ 19 ذي القعدة 1426 المصادف 22 كانون الاول 2005.