أقام سماحة الشيخ ( دامت تأييداته ) يوم الجمعة 10 ذي الحجة صلاة عيد الأضحى المبارك في داره حيث أم العشرات من المصلين وفدوا من مدن مختلفة وبعد الصلاة قام خطيباً فيهم وتحدث في الخطبة الأولى عن المحنة والأزمات التي يمر بها الشعب العراقي مما لا يحتمله شعب أخر.
وقال إن في هذا البلاء معنيين:
أحدهما: ايجابي وهو انه يساهم في تربية هذا الشعب وإعداده لتحمل أعباء واستحقاقات حركة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) العالمية التي ستنطلق من عاصمته في العراق.
والآخر: سلبي وهو إعراض الناس عن ذكر الله تعالى وإقامة شعائر أهل البيت فينزل بهم البلاء لأعادتهم الى الطريق الصحيح رحمة بهم ، فبدلاً من أن يزداد إقبال الناس على مجالس الذكر والدعاء وفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ومصائبهم بعد سقوط صدام شكراً لله تعالى على نعمه انشغلوا بالستلايت وأنانياتهم وسعيهم لتحصيل المناصب وجمع الثروات.
فإذا أرادوا رفع البلاء فليعودوا الى تلك الشعائر المباركة فليس من المعقول أن تمر وفاة الإمام الباقر (عليه السلام) وغيرها من المناسبات ولا نرى اهتماماً واضحاً بأحياء هذه المناسبات.
وقال سماحته إن هذا الالتجاء الى الله في أوقات الاضطرار والمحن يمثل الحد الأدنى من المطلوب ، وإلا فان الإنسان في كل حالاته وفي كل نفس هو مضطر ومفتقر ومحتاج الى الله فكيف يستغني عن الله تعالى.
ونبه سماحته الى إن هذا هو الحل الحقيقي وان كنا في أروقة السياسة نقول إن الأسباب تعود الى المسيرة الخاطئة للعملية السياسية والفساد الإداري والإقصاء والتجاهل والحرمان لشرائح واسعة من الشعب العراقي ، وذكر سماحته عدة حوادث نقلها الثقات رفع فيها البلاء بما يشبه المعجزة ببركة ذكر الله تعالى كقراة ختمتين من القرآن وإهداء إحداها الى مؤمني النجف الأشرف والأخرى الى مؤمني مشهد المقدسة ،أو بالمواظبة على الصلاة في أوقاتها أربعين يوماً أو بإقامة مجالس التعزية لأهل البيت.
وفي الخطبة الثانية نبه سماحته الى وجوب حشد كل الطاقات للمشاركة الواسعة في الانتخابات التي اقترب موعدها وان المرجعية قد تحملت عبئاً كبيراً وجازفت بمستقبلها وسمعتها حين أفتت بوجوب المشاركة وتصدت لأعداد قائمة تضم أفضل تشكيلة ممكنة للمرشحين وهو تصرف نادراً ما تقوم به المرجعية عبر تاريخها حرصاً منها على مستقبل الأمة وحفظ حقوقها من الضياع ولتأسيس حالة جديدة يعبر فيها الشعب بحرية عن إرادته في اختيار الحكام وإنهاء التسلط بالسلاح والإنقلابات العسكرية التي تدبر بليل ، وكمحاولة ولو جزئية لإصلاح الفساد الموجود لترشيح العناصر الكفوءة النزيهة المخلصة فلابد أن تتحمل الأمة مسؤوليتها كذلك وتشارك بفعالية في الإنتخابات لتكسر إرادة الشر والتحالف المشؤوم بين الصداميين والتكفيرين الذين يريدون أن يعيدوا عقارب الساعة الى الوراء ويملأوا السجون والمقابر الجماعية وأحواض التيزاب بالمؤمنين الشرفاء أو يصادروا أموالهم أو يهجروهم قسراً عن أهلهم وديارهم.
* خطبتا صلاة عيد الاضحى المبارك ونشر ملخصهما في الصفحة الثانية من العدد (13) من صحيفة الصادقين بتاريخ 14 ذ.ح 1425 الموافق 25 كانون الثاني 2005.