أبن المرجع الدين سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دامت تأييداته) شهداء الحق والفضيلة الشهيد مؤيد الكعبي (أبو عبد الله) والشهيد جاسم الطائي (ابو جعفر) والشهيد (أبو زهراء) والشهيد (ابو مجتبى) وقال سماحته في محضر عدد من عوائل الشهداء أن هؤلاء الشهداء أنما أختاروا طريق الشهادة لانه طريق الحسين (عليه السلام) وأهل البيت الاطهار وهم إذ خيروا فقد اختاروا طريق الكرامة والمجد. وقد كانت العواطف الجياشة حاضرة في المجلس سالت فيها دموع الحاضرين وعلى رأسهم سماحة الشيخ.
وفيما يلي نص البيان التأبيني لسماحة الشيخ (دامت تأييداته)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (البقرة /156 – 157)
عند الله نحتسب أربعة من شهداء الفضيلة الشهيد مؤيد الكعبي المشرف على تنظيمات حزب الفضيلة في الحلة وكربلاء والشهيد جاسم الطائي (أبو جعفر)، وأبو زهراء، وأبو مجتبى أمين وأعضاء أمانة فرع الحزب في ديالى الذين كانوا من خيرة شباب الإسلام في وعيهم الرسالي وهمتهم العالية في العمل الإسلامي المبارك وإخلاصهم لله تبارك وتعالى وولائهم لقيادتهم وكلفهم ذلك تحمل الكثير من الظلم والاضطهاد والمعاناة وقضوا سنين طويلة في سجون صدام المظلمة وفي قبضة جلاديه ولم يثنهم ذلك من المضي يثبات على طريق ذات الشوكة لم يستوحشوا الطريق لقلة سالكيه بل حملوا ارواحهم على اكفهم طالبين رضا الله الرحيم الكريم حتى امتدت اليهم يد الحقد والتعصب والطائفية والتحجر فاختطفتهم في اللطيفية من بين آلاف المؤمنين المتوجهين إلى النجف الاشرف ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان لاحياء مراسيم الزيارة والعزاء في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يدعوا ذمة للإسلام ولالشهر رمضان ولالليلة القدر وصدق قول الله فيهم (لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلاَ ذِمَّةً) التوبة/8.
لقد كان همهم بعد زوال حكم الطاغية المجرم أن يبنوا مجتمعا تسوده الفضيلة ولا مكان فيه للظلم والفساد والرذيلة وعملوا ضمن الامانة العامة لحزب الفضيلة من أجل تحقيق هذه الاهداف النبيلة وكان كل منهم أمة وحده بما يمتلك من مؤهلات خلقية وثقة جماهيرية وشهادة اكاديمية راقية واخلاص في النية لكن ذلك لا يقبله جنود البغي والتعصب فحرموا الامة منهم وهي احوج ما تكون إلى امثالهم ليعيدوا لها هويتها وحريتها واستقلالها وكرامتها فحزننا بهم عظيم بقدر عطائهم المبارك للأمة ولا يسلينا في مصيبتنا إلا أنهم مضوا على ما مضى عليه الانبياء والائمة والصالحون (عليهم السلام) ولا يجبر مصابنا بهم إلا بان تثوب الامة إلى رشدها وتعي أهدافها وتميز بين أعدائها وأصدقائها وتنجب المزيد من الرساليين الذين يعرفون الحق ويتبعونه ويثبتون عليه ليواصلوا حمل الامانة حتى يسلموها إلى حجة الله على خلقه.
*نشر في العدد السادس على الصفحة الثانية من صحيفة الصادقين الصادرة بتاريخ 27 رمضان 1425 الموافق 12 تشرين الثاني 2004.