خطاب المرحلة (312)... المرجع اليعقوبي يقلّل من تأثير الانسحاب الأمريكي على حل مشاكل البلاد

| |عدد القراءات : 1820
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

المرجع اليعقوبي يقلّل من تأثير الانسحاب الأمريكي على حل مشاكل البلاد([1])

           أكد المرجع الديني سماحة الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) قلقه من أجواء عدم الثقة والصراع التي تسود الكتل السياسية وانشغالهم بإدارة هذه الصراعات لإزاحة الأخر بدلاً من انشغالهم بإدارة البلد بحكمة وإخلاص ونزاهة ومهنية، لتحقيق الازدهار للعراق والرفاه للشعب.

          جاء ذلك في معرض إجابة سماحته على سؤال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (مارتن كوبلر) عن تقييمه لقرار سحب القوات الأمريكية من العراق وتداعياته على مجمل الحياة وقال سماحته لدى استقباله له في مكتبه في النجف الأشرف:

          إن هذه المشكلة أصل كل معاناة الشعب والتعقيدات التي تكتنف المشهد السياسي، فكلما تجدد الأمل بحلِ مشكلةٍ ما، تستجدُ أخرى أكثر منها خطورة وفي ضوء ذلك قلّل سماحته من تأثير قرار سحب القوات على حل المشكلات التي يعاني منها البلد وعلى تقدّم البلاد وازدهارها ما دام الزعماء السياسيون غير مكترثين بحلها بل هم الأصل فيها وسبب وقوعها، وهمُّهم الأكبر تحقيق مغانمهم الخاصة.

          وضرب سماحته مثلاً في دعوة مجلس محافظة صلاح الدين لإقامة إقليم للمحافظة([2])، فانه لم يكن قراراً ناشئاً من قناعةٍ راسخةٍ مدروسةٍ، وإنما جاء كردِ فعلٍ على بعض الإجراءات، فلو استطعنا فك تلك العقد والاحتقانات لتبددّتْ هذه المخاوف.

          واستغرب سماحته من دعم البعض للمشاريع المؤدية إلى التقسيم عاجلاً أو آجلاً مع أن العالم يتجه إلى التكتلات وتوحيد الدول كالاتحاد الأوروبي الذي وحّد العملة وألغى سمة الدخول بين دوله.

          وفي ضوء هذا التجذّر للمشاكل قلّل سماحته من تأثير قرار سحب القوات الأمريكية على حل المشكلات التي يعاني منها البلد، وعلى تقدّم البلاد وازدهارها.

          ووصف سماحته قرار الانسحاب بأنه أمريكي مبني على حسابات سياسية ومالية تتعلق بالداخل الأمريكي وعلى حسابات إستراتيجية اقتضتها التغييرات الجارية في المنطقة وإعادة ترتيب الأوراق فيها.

          ولم يجد سماحته فرقاً بين وجود القوات الأمريكية في البصرة أو العمارة وبين انتشارها في الدول المجاورة للعراق خصوصاً مع وجود النفوذ السياسي والاقتصادي في القرار العراقي.

          وتمنى سماحته أن لو كان شكل العلاقة بين العراق والقوى المتقدمة على غير النهج الذي سارت عليه في السنوات السابقة، ليستفيد من إمكانياتها المتطورة وتجاربها في بناء بلد مزدهر وهو ينهض من ركام الخراب والدمار الذي خلفه النظام البائد، بدلاً من الحالة التي عشناها طيلة السنوات العجاف التي تركت البلاد نهباً لكل طامع وساحة لكل مجرم قاتل حاقد.

          كما أكد سماحته على مقبولية بعثة الأمم المتحدة لدى جميع الجهات، مما يجعلها قادرة على لعب دور العامل المساعد المقرّب بين الأطراف المتنازعة، وتقديم المشورة ومشاريع القوانين التي تُسهِم في إيجاد الحلول. وإن كنّا نعتقد أن العامل المساعد وحده لا يكفي ما لم تتوفر النية الصادقة والج