سل كراماً

| |عدد القراءات : 1314
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

سل كراماً ([1])

سل كراماً وُسّدوا أرضَ الطفوف

 

ما دعاهم جابه تلك الحتوف

هم أباة الضَيم أحباب السماء

 

أولياء اللهِ نعمَ الأولياء

رفضوا ظلم الطغاةِ الطلقاء

 

شرِّ خلقِ الله بئس الأدعياء

                من على الإسلام قد سلّوا السيوف


يا بني الزهراء يا أهل الوفاء

 

هذه حوزتكم فيض الرجاء

شادها أرباب علمٍ أتقياء

 

صدرها الماضي بركب الشهداء

ثم يعــــقوبيُّها الفذُّ الشـــــــريف

حوزة الصدر مهاد الارتقاء

 

للعلا أسسها صدر الاباء

انها مفتاح عزٍ وولاء

 

لأولي الأمرِ واصحاب الكساء

تبتغي العلمَ وتوحيد الصـــــفوف

زعماءَ الناسِ يا أهل الكساء

 

خصّ مولاكم بركبِ السعداء

هذه أمُّ أبيها بالبلاء

 

كابدت دنيا تجلّت بالفناء

وهي مرضـــــيةُ رحمنٍ رؤوف

لرضاها الله يرضى لا مراء

 

هي سرّ اللهِ أمّ النجباء

إنّها الزهراءُ نورٌ وضياء

 

فهي للمؤمنِ من نارٍ وقاء

فطمت أحـــــبابها كلّ مخــــوف

إنّ في القرآنِ إرث الأنبياء

 

ثابتٌ ليس به أدنى خفاء

فلتةٌ أخرى فزادت بالجفاء

 

وسبيلٌ من نصيب الأثرياء

فدكٌ للآلِ رفـــــد ورغـــــيـــف

خطبة الزهراءِ لا شكّ نداء

 

حجةٌ تلزمُ كلّ السفهاء

إنّ من لا يرعوي للحقّ باء

 

بضلالٍ وامتهانٍ ووباء

خطبةُ الزهراءِ إمضاءٌ حصيف

إنّ طه شادَ مجداً للعلاء

 

عند محو الجورِ في دنيا الشقاء

بعليٍ قام دينُ الأصفياء

 

غصنُ زيتونٍ وسيفٌ وعطاء

مبدءٌ قد زانه الفعلُ العفـــيف

حسنٌ ثمّ حسينٌ في النقاء

 

عرفا وهو سبيل الأوفياء

فهما السبطانِ أهلٌ للفداء

 

وفيا حقاً فكانا الأمناء

لهما عن زهرة الدنيا عزوف

تسعةٌ بعد حسينٍ علماء

 

قد حباهم ربّهم حسن الثناء

هم أولو العصمة أرضاً وسماء

 

علمهم مبعث نورٍ وسناء

فهم الطودُ ومرقاهم منــــــيف

سورةُ الكوثر من غير امتراء

 

خصّت الزهراءَ في أجلى بهاء

ولها في آية البهل ثناء

 

عندما جاء بها ذكر النساء

وهي في التطهيرِ إذكارٌ طريف

بضعةُ الهادي زهورٌ ورُواء

 

عمرها كالزهرِ في القصر سواء

صبحها الزاهرُ غطّاهُ المساء

 

وهي لم تبلغ حدودَ الإستواء

دخلت شرخ صباها في الخريف

حبّ أهل البيت للقلب شفاء

 

لأولي الإيمانِ من سبعين داء

وهو يومَ الفصلِ أمنٌ ونجاء

 

تلك بشرى لمحت الشفعاء

من له قــلــبٌ بلقــياهم شــغوف

 

سل كراماً قُتّلوا في كربلاء

 

يوم عاشوراءَ ظمأى دون ماء

وبقيعاً ضمّ مثوى العظماء

 

وغريّاً لحكيم الحكماء

ذاك من للمصطفى الهادي رديف

سل كراماً كيف ضحّوا نبلاء

 

سُفكت منهم دماءٌ ودماء

سل أعاديهم جفاةَ الدهماء

 

كيف للشيطانِ كانوا أولياء

حيث في النارِ لهم مثوى سخيف

 



([1]) انشودة مواكب الوعي الفاطمي لطلبة الجامعات والمعاهد العراقية المشاركين في الزيارة الفاطمية لعام 1434/2013 نظمها فضيلة المقرء الأديب الشيخ علي البرهان.