أصداء توجيهات المرجعية

| |عدد القراءات : 2138
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

أصداء توجيهات المرجعية

لاقت توجيهات المرجعية إلى النساء المواليات العفيفات في المحافظات الجنوبية بالامتناع عن التوجه مشياً إلى كربلاء المقدسة وقطع مئات الكيلومترات في القفار والبوادي لأداء زيارة الأربعين الشريفة استجابة منقطعة النظير من لدن المؤمنين والمؤمنات عامة، ولم تختص باتباع المرجعية الرشيدة لما في البيان من وعي ورحمة وشفقة وواقعية ومصداقية، لأن الجميع يعلم بما يرافق هذه الزيارات من مخالفات شرعية.

وأثنوا على شجاعة سماحة المرجع وتصدّيه لحركة الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كلّف الثمن، وسعيه الدؤوب لرفع الجهالة من المجتمع وانقاذهم من الضلالات والشبهات والخرافات.

وسعت جملة من المؤمنات إلى اتخاذ التدابير لتجنب المخالفات الشرعية التي أشار إليها البيان، ومن تلك الإجراءات: الانتقال بالسيارات إلى كربلاء المقدسة أو إلى النجف الأشرف ومواصلة السير إلى كربلاء، ومصاحبة المحارم، أو الخروج في تجمع كبير ليكون بعضهن لبعض ستراً والمبيت في أماكن معروفة، وتأمين العودة السليمة من كربلاء المقدسة، وتجنب مواطن الزحام والتدافع مع الأجانب ونحوها من الإجراءات فجزاهنّ الله تعالى عن الزهراء والعقيلة زينب (عليها السلام) خير جزاء المحسنين، وقد قدّر المراقبون أن نسبة النساء إلى الرجال في زوار تلك المحافظات التي قصدها الخطاب لم تتجاوز 1-2% أو أقل.

وقد أغاظ هذا النجاح قطاعاً ممن يتزيى بزيّ أهل العلم فعملوا على تحريف الكلام وتزييف الحقائق لخداع الناس وتأليبهم ضد المرجعية العاملة، فصّورا لهم أن الشيخ اليعقوبي يمنع من زيارة النساء لأبي عبد الله الحسين مطلقاً وأخذوا يستدلون لهم بالروايات على استحباب زيارة النساء للإمام الحسين (عليه السلام)، خلافاً لموضوع التوجيهات التي صدر البيان لإيضاحها، ونحو هذا من تزييف الحقائق.

وكان بعضهم قد استغل الشعائر الحسينية في أيام محرم الحرام داخل العراق وخارجه للتطاول على المرجعيات الدينية التي تسعى بإخلاص لتهذيب الشعائر الحسينية من الممارسات الدخيلة عليها، والتي تشوّه صورة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وتنفّر الناس منها، بدلاً من تحبيبها وهداية الناس إليها، فنعم الحكم الله والخصيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

وقد نظم بعض الفضلاء أبياتاً في نصرة  مواقف سماحة الشيخ المرجع وترفّعه عن الرد على مناوئيه ومنهم فضيلة المهندس الحاج عماد الهلالي فقال:

يكفيك أنك موئل العقلاءِ                وبأن غيرك محفل الطغماءِ

وبأن نور كلامكم لا يرتقي           لذراه غير مُعانق الجوزاءِ

تفتي فيبتهج الهداة لقولكم             في حين يصعب عن ذوي الأهواءِ

(ومن العداوة ما ينالك نفعه)             كم حكمةٍ عرفت من الجهلاءِ

فتبينُ حتى من عداك فإنما               يصف السلامة من بُلي بالداءِ

 

وثنى عليه فضيلة الشيخ حسنين قفطان بنفس الوزن والقافية، ومما جاء في قصيدته:

نظمُ القريضِ شعائرُ الشعراءِ             وشعائرُ العلما مِدادُ دماءِ

وعلى هدى الهادينَ سارَ مُتوَّجاً          بالموجِعاتِ فتاكَ صدرَ إبائي

فأقام –وِتراً- كلَّ أضلعَ مائلٍ           وأبانَ حكمَ اللهِ في الأشياءِ

كالشمس ظاهرةٌ بدائعُ علمِهِ           في الدين صارَ لمجدبٍ كالماءِ

مثلُ الحسينِ بكربلاءَ وحسبُهُ           كالسبطِ في كربٍ غدا وبلاءِ

يا غصنَ يعقوبٍ وأنتَ لِيوسفٍ           صِنوٌ بحجمِ رزيّةٍ وعزاءِ

وهل ابنُ يعقوبٍ فَدَيتُ وجودهُ             منعَ الأحبّةَ من أسىً وبكاءِ

أم كانَ ليسَ يُثيبُ مُوجِعَ نفسِهِ          حزناً لمصرع سيدِ الشهداءِ

وهو الذي وَرِثَ احتضانَ مُديمِها         عن جدهِ ومعلَمِ الخطباءِ

ما كان ماحيها شعائِرَ أحمدٍ            بل كان حاميها منَ الجُهلاءِ

 

ومن قصيدة لجناب الأديب علي خصاف عباس نقتطف هذه الأبيات:

إزأر بجنب علي أيها الأسدُ               واخطف بأبصارِ من قرّوا ومن جحدوا

إزأر لترعب أبواق النفاق فقدْ            أمسى صريعاً بوسواسٍ لها الجسّدُ

فزادها الله من طغيانها مرضاً           فالجهل مالِؤها والحقد والحسدُ

وإن رقت منبراً أو كان ملبَسُها        سود الثياب فللغايات تجتهدُ

إنا عهدناك حين النائبات أباً             والبدرُ في الليلة الظلماء يفتقدُ

الدين يشكوا رياح الجهل عاصفةً      يرجو الثبات وأنت الحبل والوتدُ

فإن أضعنا بتجهيلٍ نتائجها               فقد هوى الركن من بنيانها العمدُ

وافرغت دون وعيٍ من مبادئها           وما الأئمة من أحيائها قصدوا

إنّا وأنت أقمنا الدين في زمنٍ            من يرتدي اليوم ثوب الدين قد قعدوا

مع النساء وما كنا نرى أحداً            يحمي الشعائر منهم أو لها شهدوا

فكنت ناراً بوجه البعث لاهبةً           احرقتَ وجهَ دعي حينما خَمدوا

وكنت دفئاً لشعبٍ قلَّ ناصِرهُ            والواترون كثيرٌ حينما بَردوا

وكنت طوفانَ حقٍ هادراً حِكَماً       زلزلت للبغي عرشاً حينما رَكدوا

لم تعطِ إعطاءَ ذُلٍ مثلما فعلوا            ولم تفر فرار العبد تلتحدُ

إن ينزغوك بنزغ فاستعذ حذراً          من كيدِ قوم سوى الأموال ما عبدوا

يكفيك أحمدُ والكرار حيدرةٌ         وصاحبُ الأمر بعدَ الله مُعتمدُ

من بعدهم أنبياءٌ بل ملائكةٌ             وصالحُ المؤمنين العونُ والسندُ

فكلما أوقدوا نيرانَ فتنتهم             أطفأتَ بالحلم والإحسان ما وقدوا

يا شيخنا عَقِمت والله بل يئست          كمثل قادتنا حوزاتهم تلدُ

ما ينفعُ الناسَ يبقى خالداً سمحاً        وللزوالِ خسيساً يذهبُ الزبدُ