ماذا نستفيد من حياة الامام السجاد ع في مرحلتنا الراهنة

| |عدد القراءات : 5889
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ماذا نستفيد من حياة الامام السجاد ع في مرحلتنا الراهنة (1)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله كما هو أهله وصلى الله على نبيه محمد وآله الطاهرين.

وصف الله تبارك وتعالى القرآن بأنه (تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)([2]) وقال عز من قائل عنه: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)([3])، وما على الانسان الا ان يستثير كوامنه ويستخرج درره وجواهره بالوسائل التي تؤهله لهذا (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)([4])، وأولها الاخلاص لله تبارك وتعالى وتطهير القلب من الرذائل والنفس من الاهواء، وثانيها طلب العلم والمعرفة على يد المؤهلين الصادقين(فَلْيَنْظُرِ الأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)([5]).

وقد دلت الاحايث الشريفة بل الآيات المباركة على أن أهل البيت ع هم عدل الكتاب وصنوه كما في حديث الثقلين المشهور وأنهما لن يفترقا فحيثما تجد القرآن تجد أهل البيت ع وكل ما تريد ان تعرفه من الكتاب تجده في صدور أهل البيتع مجسداً في سلوكهم لذا لما قيل لاحدى امهات المؤمنين صفي لنا رسول الله ص قالت: كان خلقه القرآن فلو حولت القرآن إلى سيرة عملية لكانوا هم ع ولو دونت سيرتهم ع في كتاب لكان هو القرآن فهم ع كتاب الله الناطق قال تعالى: (فِي كِتَابٍ مَكْنُون لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ)([6])، أي ان حقائق هذا القرآن ومعارفه في اللوح المحفوظ المكنون ولا يصل إلى هذه الحقائق ويطلع عليها الا المطهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس وهم أهل بيت النبي ص بنص القرآن الكريم >إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ([7]).

ومحل الشاهد من هذه المقدمة العميقة ان سيرة أهل البيت ع كتاب مفتوح تجد فيه العلاج الناجح لكل مشاكلنا وأمراضنا والجواب الشافي لكل هواجسنا وتساؤلاتنا لأن في سيرتهم تبياناً لكل شيء وما علينا الا ان نفهمها فهماً صحيحاً ومعمقاً وجديداً بعد ان نقرأ الواقع الخارجي بدقّة ونشخص مواطن العلة.

وما أحوجنا نحن المسلمين اليوم ان نستلهم من تلك السيرة المباركة ما نواجه به التحديات المتكثرة والمتنوعة واريد ان اتخذ من حياة الامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين ع في ذكرى مولده مضماراً للشواهد على ذلك.

فنحن على ابواب انفتاح واسع على ثقافات العالم من خلال وسائل الاتصال المتطورة كالبريد الالكتروني والستلايت مما يهدد هوية المسلم في عقيدته واخلاقه اضعاف ما يحصل له في غيرها من الشهور فاذا فشلت لا سامح الله في استغلالها فسوف تكون خسارة عظيمة ولا تتوقع تعويضها في غيرها من الشهور واذا كان الامام المعصوم يقول: (لولا اننا نزداد في كل ليلة جمعة لنفد ما عندنا) فكم نحتاج نحن من هذه الشحنات المتدفقة علماً وإيماناً وحياة للقلب ولا نحتاج الى مؤونة كبيرة في تهيئة الزاد فان كلمات المعصومين ع فيها الكثير مما يحيي القلوب ويهذب النفوس والصحيفة السجادية حافلة بالمعاني السامية التي تصف العلاقة بالله تبارك وتعالى فله ع دعاء في الحمد والثناء على الله تبارك وتعالى، وآخر في اللجوء اليه، وآخر في الرضا بقضائه، وآخر في الشكر، وآخر في التذلل له سبحانه، وآخر في طلب الستر والوقاية، وآخر في الالحاح، وآخر في الاستعاذة ثم يصلي على النبي وآله والملائكة وحملة العرش والانبياء والرسل ع.

ولا يترك مناسبة الا احياها فله ع دعاء في الفطر، والاضحى، وعرفة، ويوم الجمعة، وايام الاسبوع، واستقبال شهر رمضان ووداعه، بل في كل صباح ومساء ليكون العبد على ذكر دائم واتصال مستمر بربه وخالقه ومدبره ومولاه، (واجعل اوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة) وهذا الذكر المتواصل وعدم الغفلة