كيف نكون من المقربين؟
بسمه تعالى
كيف نكون من المقربين؟
حث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي – مد ظله – المؤمنين على استثمار كل فرص التكامل المتاحة في الحياة، ومنها فرصة الالتحاق بالحوزة العلمية الشريفة لينهلوا من علوم اهل البيت – عليهم السلام – وينشروها بين الناس لينالوا بذلك الدرجات العالية و المنزلة الرفيعة في الدار الآخرة...
جاء ذلك لدى استقباله ثلة من خريجي الجامعات الذين التحقوا بالحوزة الشريفة لدراسة العلوم الدينية، بمكتبه في النجف الأشرف [1] .
وقال سماحته : ان المؤمن الطامح للكمال يرنو ببصره إلى أعلى تلك الدرجات ويسعى اليها، وقد وصل اليها أناس ليسوا من المعصومين (عليهم السلام) وكان وصولهم بأسباب ووسائل متعددة ، فبعضهم بموقف جهادي أو الشهادة في سبيل الله تعالى أو بعلو الهمة أو بالمعرفة الكاملة باهل البيت (عليهم السلام).
وأضاف سماحته : (... وقد يصل الأنسان إلى تلك الدرجات السامية بكفالة الأيتام فاقدي الأبوين او الأيتام المعنويين وهم الناس المقطوعين عن إمام زمانهم فيأخذ بأيديهم ويرشدهم [2] ، وقد ورد في الحديث الشريف : ((أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة اذا اتقى ) وأشار بالوسطى و التي تليها.
كما جدد سماحته استغرابه من عدم تسارع الناس نحو الدراسات الحوزوية بقوله : ( ... وكلما ذكرنا مثل هذه المعاني استغربنا كيف لا يلتحق كل الناس بالحوزات العلمية الدينية لينالوا هذه المرتبة العظيمة ).
[1] ) وتمكنوا بلطف الله تعالى من طي المسافة واختصار الزمن بالجد و الاجتهاد و المثابرة و الدراسة المكثفة حتى اجتازوا الجزء الأكبر من مرحلة المقدمات خلال عام وثلاثة اشهر.
[2] ) وفي ذلك يقول الأمام الحسن العسكري (عليه السلام) ( حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال : اشدُّ من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول اليه ولا يدري كيف حكمه فيما يُبتلى به من شرائع دينه ، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل في شريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ، ألا فمن هداه وارشده وعلمّه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى ) بحار الأنوار: الباب 8 من كتاب العقل و الجهل الاحاديث 1-11