خطاب المرحلة (74)...تقييم العمل النسوي خلال عامين

| |عدد القراءات : 2090
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

تقييم العمل النسوي خلال عامين([1])

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله الذي نصر عبده وهزم الأحزاب وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله الطيبين الطاهرين.

يملؤني الفخر والاعتزاز وأنا أتشرف بخدمة هذه الثلة الرسالية وأطلّع على جهودهن -التي لم تغب عني- في نشر الوعي الإسلامي والعمل الاجتماعي المبارك.

إنكن حقاً الجنود المجهولون الذين يتحملون الحصة الأكبر من العناء والتضحية في هذه المواجهة الحضارية الشاملة مع أعداء الإسلام.

فإننا حينما نقيّم العمل الإسلامي خلال السنتين الماضيتين سنجد أن الأمة تجاوزت الكثير من الصعاب والمغريات ووسائل هدم الأخلاق ومسخ الهوية الإسلامية مما كنا نتخوف عليها منها، فكانت أولى محاضراتنا حينما وطأت أقدام المحتل أرض بلادنا الطيبة تتحدث عن أخطار جهاز (الستلايت) الذي كان أول هدية قدمها الغرب لشعبنا مستغلاً تشوقه لكل جديد بعد أن عاش الحرمان الطويل خلال الحكم المقبور، وبينّتُ في تلك المحاضرة الآثار السلبية الكثيرة المترتبة على سوء استخدام هذا الجهاز واستوعبت الأمة هذا التحذير ووعته، وها هو جهاز (الستلايت) يدخل إلى بيوت العراقيين وتمر على استعماله سنتان دون أن يؤثر على أخلاق الأمة والتزامها بدينها، بل إن الحالة الإسلامية تتصاعد وتزدهر والشواهد على ذلك كثيرة، كما ظهرت بوضوح في يوم الانتخابات والمسيرة المليونية الراجلة إلى كربلاء في ذكرى زيارة الأربعين.

وتجلى هذا الصمود والثبات على المبدأ أيضاً في مشاركة أكثر من عشرين ألف طالب جامعي في مسيرة مهيبة قطعت مسافة (42)كم من الحلة إلى كربلاء مشياً على الأقدام، لتظهر للأعداء قبل الأصدقاء أن تربية الأمة بشبابها ونسائها قد قطعت شوطاً كبيراً، بحيث لم تعد تؤثر فيهم وسائل الفساد والانحراف والضلال الذي راهنوا عليه في أوساط الجامعات، فهؤلاء الشباب والشابات الذين قبضوا على دينهم هم مصداق للحديث الشريف: (إن الله يباهي ملائكته بالشاب الذي ينشأ في طاعة الله تبارك وتعالى)، وسوف يذكرون بكل خير كما خلد الله تبارك وتعالى ذكر نبيه يوسف الصديق (عليه السلام) الذي عصم نفسه من الوقوع في الفاحشة رغم تهيؤ ظروفها.

إن صمود الأمة هذا وثباتها وحفاظها على توازنها والتزامها بثوابتها الأخلاقية والدينية لم يحصل جزافاً ولم يحدث على نحو المعجزة وان كان مؤيداً بلطف الله تبارك وتعالى، ولكنه كان حصيلة جهود جبارة مضنية قامت بها طليعة الأمة من العلماء والفضلاء والمثقفين والعاملين الرساليين من الرجال والنساء، وقليل منهم الذي عرفت الأمة اسمه وثمنت جهده، أما الأكثر فكانوا مجهولين في الأرض لكنهم معروفون في السماء بما ترفع الملائكة لهم من أعمال صالحة وأهداف سامية ونوايا مخلصة وانتنّ من هؤلاء الجنود المجهولين.

وأستطيع القول أن حماس النساء وهمتهن في العمل كانت أكثر من الرجال، ولا اعتقد أن الرسالي يضره عدم التفات الناس إلى ما يبذله من جهود لأنه لا يبتغي من أحد جزاءً ولا شكوراً، وغاية ما يستهدف رضا الله تبارك وتعالى وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ويحول بين المرء وقلبه ومطلع على ما تخفي الصدور فلا ضير إذن، وقد وصفت الأحاديث الشريفة المؤمن بأنه (مجهول في الأرض معروف في السماء).

ولعل من سوء توفيق شرائح كبيرة من المجتمع أنها لا تلتفت إلى العاملين ولا تعرفهم فتحرم من الانتفاع منهم ودعمهم ومساندتهم، وفي ذلك ما لا يخفى من ثواب الله تبارك وتعالى والدرجات الرفيعة.

نعم، قد يتعرض العاملون الرساليون إلى ضغط اجتماعي ونفسي بسبب هذا التجاهل والإهمال من المجتمع الذي قد يصل إلى الممانعة والاعتراض وخلق العقبات، وحينئذ يحتاج العامل إلى ما يطيب خاطره ويمسح على آلامه وهمومه، وهو ما نجده كثيراً في القرآن الكريم حينما كانت تشتد المحنة على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من قريش في مكة فيسليه ربه ويزيل عنه بعض همومه كقوله تعالى [وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ] (الحجر: 97-99) وقوله تعالى [وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ] (النحل:128).

وحينما نلفت نظر الأمة إلى هذا الانجاز الكبير الذي حققته، نحذرها من الوقوع في آفة العجب والرضا عن النفس، وأننا قد أدينا ما علينا وتجاوزنا مرحلة الخطر ونستطيع أن نطمئن على مستقبل الأمة ! لكن هذا العجب هو بداية الانهيار والفشل والهزيمة، وهو ناتج من الجهل بان المواجهة مفتوحة ومستمرة وقائمة على الجبهتين الداخلية والخارجية، ونقصد بالداخلية الصراع داخل النفس مع الشهوات والأطماع والأهواء التي يسوق أتباعها إلى الردى [أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ] (الجاثـية:23) [فَأَمَّا مَنْ طَغَى، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فإن الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فإن الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى] (النازعـات: 37-41).

 وتبقى النفس الأمارة بالسوء تدعو صاحبها إلى العصيان والتمرد على الخالق العظيم، ويزين الشيطان أوامرها ما دام الدم يجري في عروق الإنسان وحتى في لحظاته الأخيرة يمكن أن تزل قدمه ويتردى في الشقاء، كما يروي الأئمة الهداة عن ناسٍ أريد تلقينهم الشهادتين ساعة الاحتضار فلم يفعلوا وقالوا كلمة الكفر حيث يستغل إبليس الظروف الصعبة التي يمر الإنسان بها في تلك اللحظات وحاجته الماسة إلى المساعدة فيريه كأساً من الماء البارد ويقول له هذا لك إن فعلت كذا وكذا فيسقط البعض في هذه اللحظات الحاسمة.

قد يقول بعضكم إذن ما هو مصيرنا حينئذٍ ومن الذي يضمن أننا سنثبت على الهدى والاستقامة ونحن على ذلك الحال؟ والجواب إن ذلك التصرف لا يقوم به الإنسان بمعزل عن معتقده وطريقة حياته الطويلة، بل هو نتاج تلك الحياة فإن كان عاملاً بما يرضي الله تبارك وتعالى متجنباً لما يسخطه فهو آمن من الزلل وسيحضره المعصومون (عليهم السلام) في تلك اللحظات ويبشرونه بمقعد صدقٍ عند مليك مقتدر قبل أن تفارق روحه الدنيا، كما يروي المؤرخون أن الشهيد علي بن الحسين الأكبر نادى أباه الحسين (عليه السلام) بعد أن قطعه الأعداء بسيوفهم (عليك مني السلام يا أبه، هذا جدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يسقيني بيده شربة من الماء لا أظمأ بعدها أبدا).

بعكس الذين قضوا حياتهم في المعاصي والبعد عن الله تعالى، فإنهم سيتركون لما كسبت أيديهم من ظلمات ولتسويلات الشيطان.

وينقل القرآن الكريم بعض حواراتهم مع المؤمنين الذين ابيضت وجوههم بالأعمال الصالحة فأخذوا يشعون نوراً [يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِإيمانهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ، يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أمر اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ، فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ] (الحديد: 12-15).

وحينما نجد في كتب الأدعية والمستحبات دعاءاً باسم (العديلة) يقرأ للأمن من العدول عن الحق ساعة الاحتضار، فإنه لا يعني أن نفس قراءة الدعاء تحقق تلك النتيجة وإنما التدبر في معانيه والالتزام بمقتضياته واستحقاقاته ينظم حياة الإنسان بالشكل الذي ينتج نهاية طيبة له يؤمن عليه معها من العديلة.

وأما الحرب على الجبهة الخارجية واقصد بها مواجهة المشروع الغربي بكل أشكاله، والتي استطاعت الأمة الوقوف في وجهه وإحباطه سواء على الصعيد السياسي أو الأخلاقي أو الفكري أو الاجتماعي أو العقائدي، فعلى الصعيد السياسي كان الاحتلال قد اعدَّ خطة لعملية سياسية تدريجية تنسجم مع خططه الستراتيجية، لكن المرجعية الرشيدة وقفت بحزم من أول يوم وعبئت الجماهير للمطالبة باحترام إرادتها واستقلالها وحريتها في اختيار من يديرون شؤون البلاد، وأفلحت في انتزاع هذا الحق وانتصرت في يوم الثلاثين من كانون الثاني الماضي، ولا زالت ماضية في انتزاع حقوقها بالتدريج وسيعينها الله تبارك وتعالى في مسيرتها ما دامت مخلصة له ومحبة للخير ومتجردة عن الأنانية وحب الدنيا.

وأما على الصعيد الأخلاقي والديني فقد أشرنا إليه في بداية حديثنا هذا واللقاءات والبيانات المتعددة، لكن الأعداء لا يكلّون ولا يملّون وهم طويلو الأمل ويضعون خططاً ستراتيجية لا يهمهم معها فشلها وتأخر تحقيقها سنة وسنتين بل يتربصون بنا الدوائر وينتظرون الانقضاض على حين غرةٍ من علماء الأمة ومفكريها ومثقفيها وعيونها المخلصة، فعلينا أن لا نتعب ولا نكل ولا تفتر عزائمنا، ونبقى متواجدين في ساحة العمل بوعي وبصيرة وعيون مفتوحة على رغم الصعاب وقلة الإمكانيات التي تفي بهذه المواجهة الواسعة.

وقد شاء التخطيط الإلهي أن يعرض الأمة لهذه الهجمة الغربية الكافرة بالتدريج، حيث كانوا قد اعدوا لتغلغل سريع وقوي وبمختلف وسائل التأثير كالمال والوظائف وتلبية الغرائز تحت أسماء عديدة كمنظمات إنسانية أو مؤسسات التدريب على الديمقراطية أو بناء المجتمع المدني أو مراكز التعليم والصحة، وكان يمكن لمثل هذا الهجوم الواسع أن يفعل فعلته في تخريب كيان الأمة لمفاجأتها به وعدم استعدادها بما يناسبه، ولكن تدهور الأوضاع وعدم الاستقرار في الساحة العراقية أرجع تلك المجاميع الضالة إلى حيث أتت، وبقي اختراق محدود استطاعت الأمة باستعدادها البسيط أن تقف في وجهه وهكذا شاء التخطيط الإلهي من باب [وَعَسَى أنْ تَكرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ] أن يأخذ بيد الأمة برفق وبالتدريج حيث إن الأوضاع كلما ازدادت استقراراً كانت فرصة هؤلاء الأعداء للقدوم أكبر ويزداد البلاء شدة، فلا بد من العمل الدؤوب السريع والواسع لكي نكون حذرين واعين مستعدين.

وإن أساس الهزيمة في كلا المواجهتين (مع النفس والأعداء الخارجيين) هي الغفلة لأن الإنسان لو كان حذراً واعياً مستعداً لما تمكن منه عدوه.

أي واحد منا لا يفعل المنكر إذا كان بمحضر الآخرين والتفاتهم أو أن كاميرا تلفزيونية تصوره لأنه يستحي منهم فكيف يفعله وهو يستنكره؟ ألا يعلم أن الله مطلع عليه وان أعماله مسجلة ومحفوظة وتعرض في لوح يصور حتى التفاصيل الدقيقة كخائنة الأعين وما تخفي الصدور [وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً] (الكهف:49)  وأن سجلات أعمالنا ترفع أسبوعياً إلى الإمام صاحب العصر باعتباره الإمام الفعلي لينظر فيها ويختمها ثم تحفظ إلى يوم العرض قال تعالى  [وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] (التوبة:105).

فأي غفلة وظلمات الجهل التي تعيشها هذه النساء الممسوخات المتجردات من كل معاني الفضيلة والإنسانية والأخلاق اللواتي يظهرن على شاشات التلفزيون وفي الإذاعة وهن يدعون إلى ما تستقبحه وتتنزه عنه حتى الحيوانات([2])؟

فالحذر الحذر من الغفلة والكسل والاتكالية والاسترخاء وحب الدعة والراحة، ولذا تجد الله تبارك وتعالى كثيراً ما يدعونا إلى التأمل والتفكير والتذكر والاتعاظ والتدبر والتعلم لأنها أساس الهداية والصلاح.

وبعد وضوح سعة المواجهة على المستوى النظري نشير باختصار إلى آليات العمل للنهوض بهذه المسؤولية الكبرى على صعيد العمل النسوي، وقد تضمن مشروعنا ذراعين رئيسيين للعمل النسوي:

أحدهما: جامعة الزهراء للعلوم الإسلامية بفروعها المنتشرة في المحافظات التي تتكفل بتدريس من تنطبق عليها شروط القبول، العلوم الحوزوية ببرنامج منتظم ومتطور وحديث على غرار جامعة الصدر الدينية، مع ملاحظة بعض الخصوصيات التي تنسجم مع طبيعة المرأة وظروفها، ويوجد كتاب باسم (جامعة الصدر الدينية: الهوية والانجازات) يشرح هذا النظام، ونأمل أن تصل من خلاله بعض النساء إلى درجة الاجتهاد لتتخصص في فقه المرأة فإنها اعرف بشؤون بنات جنسها وأقدر على فهم النصوص المتعلقة بها، وهو جزء من مشروع (الفقه المتخصص) الذي دعونا إليه.

وعندي كل الثقة بالقدرات العقلية لنسائنا وهمتهن وحماسهن وشعورهن الكبير بالمسؤولية، فقد نقلت بعض الإحصائيات أن عدد المهندسات في العراق يساوي عدد المهندسات في الولايات المتحدة مع أن سكان الولايات المتحدة عشرة أضعاف عدد سكان العراق، وهذا أحد الشواهد التي يؤخذ بها لمعرفة رقي الشعوب.

ولا أحتاج أن أؤكد أن العلم وحده لا يكفي بل لا بد أن ينضم إليه العمل الصالح وتهذيب النفس وتطهير القلب، ويضرب لنا القرآن مثلاً لرجل بلغ أعلى درجات العلم لكنه لم يستفد منها [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] (الأعراف: 175-176).

ثانيهما: رابطة بنات المصطفى بفروعها المتعددة وأسمائها المختلفة كرابطة فدك ورابطة الإمام الجواد التي أتشرف الآن بلقائها وخدمتها، والمهم هو المضمون وليس العنوان وهذه الروابط تتكفل بالعمل الاجتماعي بأنشطته المختلفة وقد وضعت لهم برنامج عمل بعنوان (ورقة عمل رابطة بنات المصطفى) وقد جمعت عدة كلمات وبيانات موجهة إلى المرأة في كتاب بعنوان (دور المرأة في بناء العراق الجديد).

أسأل الله تعالى أن يؤيدكن بنصره ويجمعكن مع خيرة النساء فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى أم المؤمنين وزينب العقيلة ومريم المقدسة وحسن أولئك رفيقاً.

 

محمد اليعقوبي

4 ربيع الأول 1426



([1]) تقرير الكلمة التي تحدث بها سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) خلال لقائه بوفد مشترك ضم العشرات من أعضاء رابطة فدك النسوية في حي المعارف ببغداد ورابطة الإمام الجواد النسوية في حي الرئاسة ببغداد يوم الأربعاء 4 ربيع الأول 1426 المصادف 13/4/2005 مع بعض الفقرات التي ذكرها في لقائه بالعشرات من المؤمنات الرساليات في رابطة بنات المصطفى وجامعة الزهراء في السماوة يوم السبت 7 ربيع الأول 1426.

([2]) دعت إحداهن إلى إباحة تعدد الأزواج للمرأة أسوة بالرجل الذي يجوز له التزوج بأكثر من واحدة !! ودعت إلى إباحة العلاقات الجنسية خارج رباط الزوجية؟!