درس من سيرة الأنبياء
درس من سيرة الأنبياء (عليهم السلام) ([1])
تتكرر في سيرة الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) مقولة حكاها لنا القرآن الكريم، وهي قولهم (فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجري إلا على الله واُمرت أن أكون من المسلمين) (يونس / 72) (قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيءٍ شهيد) (سبأ/47) (يا قومِ لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون) (هود/ 51).
وهكذا ينبغي لكل من يتأسى بالصالحين ويريد أن يكون منهم أن لا يبتغي من أحدٍ أجراً على إحسانه فضلاً عن المنّ على من أحسن إليه، لأنه إنما يحسن لنفسه أولاً قبل أي أحد (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)، وتكون درجته أرقى حينما يحسن إلى الناس بل إلى الحيوان باعتبارهم خلق الله تبارك وتعالى وعياله، ومن كانت هذه نيته فسيجزيه الله تبارك وتعالى على إحسانه بأضعافه، لأن الله تعالى يعتبر الإحسان إلى خلقه إحساناً إليه، كما أن الأب مثلاً يعتبر الإحسان إلى أولاده إحساناً إليه.
نعم ورد في رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) أنه اشترط أجراً على الرسالة، نقله قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) (الشورى/ 23) لا لأنهم قربى نسبيون بل لأنهم حملة الرسالة وامتدادها ومودتهم من مودّة الله تبارك وتعالى ورسوله، ولإقامة الحجة البالغة على الأمة التي علم الله تبارك وتعالى أنها ستظلم آل النبي (صلى الله عليه وآله).
فمودة أهل البيت (عليهم السلام) من صميم الرسالة لأنهم الصراط المستقيم بعد رسول الله (ص) والسبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى، قال تعالى (قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً) (الفرقان/ 57) والمتأدب بأدب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعمل بهذه الآية فلا يطلب أجراً ممن أحسن إليه إلا أن يحسن هذا إلى سائر المؤمنين لأنهم أقرباؤنا الحقيقيون بآصرة الدين وولاية أهل البيت (عليهم السلام).
وهذا ما أقوله لمن يشعر بأنني أحسنتُ إليه بشكل أو بآخر كالذين حصلوا على مواقع متقدمة بدعم المرجعية وأقول له إن جزائي أن تُحسن إلى الناس وتخدمهم بكل ما تستطيع لأنهم قرباي الذين جعلت مودتهم والإحسان إليهم أجراً وجزاء للإحسان.
وفرص الإحسان للناس موجودة بشكل واسع وعلى كافة المستويات المادية والمعنوية خصوصاً في مثل محافظة ديالى المحرومة المنكوبة بتقديم الخدمات الأساسية لهم أو توظيف أبنائهم أو تحسين أحوالهم أو نشر التبليغ الإسلامي والشعائر الدينية في مدنهم وقراهم وغيرها.