القصيدة الخضراء

| |عدد القراءات : 2213
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

القصيدة الخضراء1

 

هنا الغريّ، وذا المولى الإمام، ومن

بل هاهنا باب علم الله مشرعة    

وفي البقيع بقايا، من رموس بني

وبالطّفوف دم قد سال من جسد  

أهليه ما بين مأسور ومنجدل       

وعند منعطف الزوراء باب ندى 

وفي مرابع طوس للرضا وطن    

وفي مشارف سامراء أضرحة      

ولم يزل حولها قوم سلاجقة       

فليت قائم آل الله يطلقها               

ويا أخا العلم، يا شيخي وذا لقب   

هما طريقان ذا حق وذا زيغ    

ضدان ما اجتمعا يوماً ولا التقيا  

لكنما الدهر قد يبدي لنا عجباً      

ويا أخا العلم يا مولاي معذرة        

قد جئت والشعر يجري بين أوردتي  

فكنت مأوى لآمال تراودني   

أنزلتني رغم بعد الدار منزلتي  

وليس ذا بغريب حين أنسبه      

وقد تلطف بي ربي وأيدني        

أتيت أحملها خضراء وارفة          

تبركت بالضريح الطهر اختلجت      

وأشرقت برذاذ النور حرفها           

فهاك خذها وقد رفّت مطالعها       

أغصانها بثمار الفكر ثقلة             

تنمي إلى نقطة الباب التي  قلبت         

تلك التي حار فيها الفهم وانبهرت         

لم لا وتحت ثراها المرتضى وبها        

لحكمة عند وادي التين قد رقدا           

يا نقطة الباء روحي فيك عالقة      

وسوف أبقى على عهدي ولي أمل            

 

قد نصّبته السما، في خير تنصيب

للقاصدين، من الشّبان والشيب  ا

لزهرا، وإن درست، في كف تخريب

مقدّس، شامخ الأوداج مسلوب   

كأنهم من سبايا الرّوم والنّوب    

 يأتي لرشف نداها كل مكروب    

ما زال مأوى غريب الدار محروب 

سجينة في متاهات السراديب    

جلف نواصب، في زي المجاذيب 

من سجنها يوم تطهير المحاريب

آثرته، رفعة عن كل تلقيب 

والحق نور صراح غير محجوب

فكيف نجمعهم في دار تقريب؟  

وذا لعمري من تلك الأعاجيب      

إذا مدحت فمدحي غير مكذوب   

أبغي لقاك، وحب العلم يحدو بي

وأنت مرفأ تعليمي وتهذيبي        

وقد تكفلتني في قطف مطلوبي 

لكوكب قد سما، من آل يعقوب 

فرحت أخطو، بتسديد وتصويب

ضمختها بشذاة الزهر والطيب  

بعبرة من رقيق الدمع مسكوب

وأورقت تحت دفق من شآبيب    

بآئية الحرف عصماء التراكيب

مخضوبة  بالسنا من دون تخضيب

وحرفها المتجلي غير مقلوب      

فيها عقول الموالي والأعاريب    

حل الضجيعان، ذو عزم وذو توب  

ولم يحلا بسينا، أو سرنديب 

مذ كنت طفلاً وها قد زارني شيبي 

دمت جارا لحامي الجار يعسوب 



 


([1] ) قصيدة طويلة تقدّم بها الشاعر صبري الزبيدي الذي كان طالباً إلى أستاذه سماحة الشيخ اليعقوبي في مسجد الرأس الشريف في النجف الأشرف في ذي الحجة/1422 المصادف مطلع عام 2002 وطبعت في ديوان الشاعر الذي عنوانه (تحت سدرة الانتظار) وقد نشرنا هذا الجزء منها لتسجيل أثر لتلك الفترة