إستفتاءات الحج

| |عدد القراءات : 3249
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 إستفتاءات الحج ....

الاحرام من المواقيت

 

س1/ حصلت مشكلة في العام الماضي وإرباك حول قضية الاحرام فأحرم بعضهم من الطائرة وآخرون من جدّة وذهب آخرون الى الجحفة. فما هو الموقف الشرعي الصحيح للحجاج العراقيين (أيّدهم الله تعالى)؟

 

ج: الاحرام للحج لابد ان يكون من المواقيت، والميقات للحجاج العراقيين الذاهبين براً من مسجد الشجرة قرب المدينة المنورة ، اما المسافرون جواً فان حصل عندهم الاطمئنان أن الطريق الجوي يمرّ على بعض المواقيت (ونعلم ذلك من سؤال اهل الاختصاص) والمفروض عدم جواز عبور المواقيت الا باحرام فيجب الاحرام من الطائرة ولما كان الاحرام قبل الميقات غير جائز فيمكن إيجابه بالنذر بالصيغة الشرعية وعليهم ذبح شاة كفارة للتظليل المحرم على الرجال وإن لم يحصل مثل هذا الاطمئنان - كما هو المنقول عن الثقات - او قلنا ان عبور الطائرة لا يعدّ مروراً بالميقات أو يعقد المسافر عزمه أنه قاصد للسفر الى جدة وليس الى مكة فعلى هؤلاء أن يذهبوا من جدة الى أحد المواقيت والاقرب اليهم هو الجحفة التي تبعد عن جدة حوالي (180) كم ويحرموا من هناك والفرصة لمثل هذا العمل ميسّرة بعد ان تحرّر الشعب العراقي من قيود صدام اللاانسانية وتوجد سيارات مكشوفة في مطار جدة يمكن استئجارها لهذا الغرض حيث يلتزم اتباع اهل البيت (ع) بحرمة التظليل تأسياً برسول الله (ص) والائمة المعصومين (ع) من أهل بيته حتى اصبحت هذه الظاهرة من اوضح العلامات لشيعة أهل البيت (ع) . واذا تعذر الذهاب الى الجحفة فيحرم الحجاج من جدة بالنذر ويجددونه عند الوصول الى الحديبية باعتبارها أدنى الحل.

 

حرمة التظليل مطلقاً

 

س2/ هل يحرم التظليل على كل حال ام هو خاص بحالة وجود الشمس او المطر فلو كان السفر ليلاً ولا يوجد مطر فلا يحرم التظيل؟

 

ج: حرمة التظليل مطلقة على كل حال لاطلاق الادلة وذكر الشمس والمطر في بعضها من باب اوضح المصاديق لا للحصر بها . ويُفهم من بعضها ان المطلوب من الحاج هو البروز والظهور لمن احرم له وليس بلحاظ ما ظهر له .

 

عدم حرمة ركوب  المصعد الكهربائي

 

س3/ استشكل البعض على ركوب المحرم في المصعد الكهربائي باعتبار ان فيه سقفاً متحركاً.

 

ج: حرمة التظليل مقيدة بحالة السير وحركة المصعد الكهربائي لا تعتبر سيراً عرفاً كما ان سقف المصعد لا اثر له فوجوده كعدمه لوجود سقف البرج الذي يتحرك فيه المصعد وفي مثل هذه الحالة لايحرم التظليل .

 

تحصيل الرخصة بالسفر ببذل المال

 

س4/ هل يجوز لمن يريد الحج ان يستعمل جاهه أو يدفع اموالا للجهات المسؤولة حتى يحظى بالرخصة من دون المرور بالقرعة ونحوها من الضوابط الرسمية.

 

ج: لا يجب عليه ذلك حتى لو كان مستطيعاً مالياً . نعم، لو تعلق الحج بذمته لاستطاعته في سنين سابقة وجب عليه فعل هذا ونحوه من اجل تمكينه من ابراء ذمته مع مراعاة اخلاقيات التعامل مع الآخرين وحفظ النظام الاجتماعي العام.

 

مخالفات شرعية يرتكبها الحجاج

 

س5/ هل اطلعتم خلال سفركم العام الماضي على اخطاء وقع فيها الحجاج يمكن ان تنبّهوا اليها المؤمنين ليجتنبوها وما هي نصائحكم للحجاج؟

 

ج: تتضمن شعيرة الحج اعمالاً وسلوكيات ذات أبعاد فقهية واخلاقية واجتماعية واذا اراد المسلم ان يحظى بالالطاف الالهية المدخرة لمن حج بيت الله الحرام فعليه ان يلتزم بها جميعاً وهذا ما يندر وجود من يلتفت اليه والحد الادنى من وظيفة الحاج ان يأتي بما يبرئ ذمته امام الله تعالى من افعال وتروك وقد وضعها الفقهاء في كتيبات مستقلة ليسهل على الحاج اصطحابها والاستفادة منها وهي تقتصر على ذكر الاحكام الفقهية التي تبرئ ذمة المكلف اما الجوانب الاخلاقية والاجتماعية فتتكفل بها كتب أخرى.

 

وقد شاهدت خلال سفري العام الماضي عدة مخالفات شرعية منشأها الجهل وعدم الاستعداد الكافي قبل السفر الى الحج باستيعاب المسائل المتعلقة به وعدم وجود العدد الكافي من المرشدين القادرين على تعليم الحجاج لكل تفاصيل المسائل وقيادتهم لاداء الاعمال بشكل صحيح إضافة الى عدم تورّع متعهدي نقل الحجاج واهتمامهم بالربح المادي لا المعنوي وعدم اكتراثهم لتضييع الحجاج لهذه الشعيرة المقدسة. فقد رأيت كثيرا من الحجاج بلا مرشد ديني وراحوا يتشبثون بأي مجموعة ليتابعوها الاعمال من دون السؤال هل ان وظيفتهم هذا العمل ام غيره فلعل هذه المجموعة قد سبقتهم بفعل معين لم يؤدوه هم .

 

ومن هذه المخالفات:

 

1 - عدم الوقوف في ا لحدود الشرعية للشعائر المقدسة كعرفات والمزدلفة وعدم الوصول الى نهاية السعي بين الصفا والمروة.

 

2 - مخيمات الحجاج العراقيين كانت خارج حدود منى كما هو مؤشر في اللوحات فكان عليهم ان يقتربوا الى داخل الحدود ليؤدوا مناسك منى كالحلق والمبيت.

 

3 - الالتفات في الطواف حول الكعبة عنها وعدم الالتزام بكون الكعبة إلى يسار الطائف في جميع الأشواط.

 

4 - عدم التورع عن النجاسات عند التخلص من البول والغائط او بسبب خروج الدم ونحوها.

 

5 - عدم الاهتمام بالاحرام من الميقات للمسافرين جواً كما تقدم مع تمكنهم من الذهاب اليه.

 

6 - المهاترات الكلامية والفحش من القول والجدال والنزاع على اتفه الامور هذا غير الغيبة - اعاذنا الله واياكم - مع ما جاء في القرآن (لافسوق ولاجدال في الحج ) .

 

7 - دخول الرجال الى الشقق المخصصة للنساء للالتقاء بذويهم من دون الاعلام الكافي ولا التحرز الكافي ايضا من جهة النساء مما أدى الى ظهورهن بلا حجاب امام الرجال.

 

8 - عدم الالتزام بالصلاة عند مقام ابراهيم (ع) وعدم الالتزام بالمرور بينه وبين الكعبة عند الطوف كما هو المشهور لدى الامامية رغم عدم المشقة في الالتزام بذلك .

 

9 - عدم الترتيب في مناسك منى حيث اولها الرمي ثم الذبح ثم الحلق.

 

10 - حلق او تقصير بعض الحجاج لبعض رغم عدم حلهم من الاحرام بعدُ وأخذ الشعر من تروك الاحرام له ولغيره.

 

11 - بعض المحرمين كان يستعمل جهاز الهاتف النقال وهو لا يخلو من اشكال لحرمة تغطية الاذن على المحرم وعلى اي حال فان كتب المناسك التي الفها علماءنا مليئة بالالتفاتات التفصيلية التي ينبغي الاطلاع عليها.

 

س6/ ما هي الامور التي تنصح الحجاج باصطحابها؟

 

ج: اول هذه الامور واهمها المرشد الديني ذوالفضيلة العلمية والأخلاق الحميدة الحريص على هداية الحجاج وتعريفهم مناسكهم وثانيها: المتعهد الامين الذي يخلص في خدمة الحجاج طالباً الاجر والثواب من الله تبارك وتعالى الخبير بشؤون رحلات الحج ومتطلباتها والبصير بالاماكن والمشاهد والشعائر المعظمة حتى يوقفهم على المناسك والشعائر بدقة، وثالثها: القرآن الكريم اذ من المستحب ختم القرآن مرة في سفرته الى الحج ، ورابعها: كتاب مناسك الحج لمرجع تقليده حتى يراجعه باستمرار عند كل موقف يصل اليه والافضل ان يأخذ عدة كتب للمراجع الذين تدور الاعلمية فيهم ويعمل باحوط الاقوال، وخامسها: كتاب الادعية والسنن والمستحبات ، وسادسها: بعض المستلزمات الضرورية كثوبي الاحرام والافضل ان يأخذ بديلاً له خشية تنجسه او تلفه ومقص للتقصير وماكنة للحلق ودفتر وقلم ليسجل مذكراته ومشاهداته ونظراته.

 

وسابعها: بعض الكتب التي تناولت الجوانب الاخلاقية والروحية والاجتماعية للحج لكي يعيش المسلم المعاني الحقيقية لمناسك الحج وليملأ وقته بما هو مفيد بدلاً من الاحاديث الفارغة او التسكع في الاسواق . وقد كتب الكثيرون في هذه الامور كالشهيد علي شريعتي الذي يروي احد الاساتذة المغربيين انه دخل على الشهيد الدكتور مفتح في مكة فرآه يقرأ في كتاب ( الحج : الفريضة الخامسة) للشهيد الدكتور علي شريعتي وهو يبكي ، وللشهيدة بنت الهدى ذكريات عن سفرتها الى الحج وتناولت كتب الاخلاق كجامع السعادات واحياء علوم الدين للغزالي الاسرار المعنوية للحج.

 

وثامنها: ان يقرأ آداب المعاشرة مع الاخوان والتعامل الاسلامي النظيف من الآخرين لان السفر ميزان الاخلاق وان مدة السفرة البالغة عشرين يوما بالمعدل تتطلب شيئا من الصبر وسعة الصدر والايثار والتراحم والتعاطف والتعاون وغيرها. وتوجد كتب في آداب العشرة كما ان صاحب كتاب وسائل الشيعة جمع أحاديث الائمة الاطهار (ع) في الجزء الثامن من الكتاب فينبغي وضع خلاصة لها في دفتر خاص لتسهل مراجعتها باستمرار واشير هنا الى ان كثيرا من هذه النصائح لا اتوقع ان كل الحجاج قادرون على الاخذ بها وهنا تكون مسؤولية المرشد الديني كبيرة في ممارسته لوظيفته على طول السفرة ليرشدوهم الى هذه الامور وليحرص على اقامة صلاة الجماعة بهم وعقد المحاضرات والندوات ومجالس الذكر لاهل البيت (ع) باستمرار وان يبيّنوا لهم عظمة الفريضة التي انطلقوا لادائها ومنها قول الامام الصادق (ع) : (الحجاج يصدرون على ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النار وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه وصنف يحفظ في أهله وماله فذاك أدنى ما يرجع به الحجاج) وعن الامام الصادق (ع) قال: (الحاج والمعتمر وفد الله إن سألوه اعطاهم وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفعهم وإن سكتوا ابتدأهم ويعوضون بالدرهم الف درهم ) وعن الامام الرضا (ع): (ما وقف أحد في تلك الجبال الا استجيب له فأما المؤمنون يستجاب لهم في آخرتهم واما الكفار فيستجاب لهم في دنياهم)

 

الحجاج والانتخابات

 

س/ بعد ان أمرت الحوزة الشريفة بوجوب الانتخابات لوحظ انها ستكون قبل عودة الحجاج من بيت الله الحرام والكثير من المؤمنين سيؤدون هذه الفريضة ، فما هو تكليفهم في هذه المسألة

 

بسمه تعالى / اذا امكن الرجوع قبل موعد الانتخابات فهو متعين ، والا فليطالبوا المسؤولين العراقيين هناك بتوفير صناديق اقتراع خاصة بهم شأنهم شأن العراقيين المقيمين بالخارج .