حوارات سياسية (لقاء صحيفة الحياة) العمل الإسلامي والأمة الوسط

| |عدد القراءات : 2472
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

حوارات سياسية (لقاء صحيفة الحياة)

العمل الاسلامي والأمة الوسط

 

بسمه تعالى

 

استقبل المرجع الديني سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله ) في مكتبه في النجف الاشرف المحلل السياسي والاعلامي السيد صادق الموسوي مدير المركز الوطني للاعلام العراقي في لندن ورافقه  رئيس تحريروكالة الانباء العراقية(أصوات) ومراسل صحيفة الحياة اللندنية الاستاذ فاضل رشاد ، وطلب السيد الموسوي الاستئناس برأي المرجعية الدينية في النجف الاشرف في جملة من القضايا السياسية وجرى الحوار التالي :           

 

الشعب يطالب بالتغيير                               

 

سؤال / هل تتوقعون تغييراً في الخارطة السياسية في ضوء نتائج انتخابات مجالس المحافظات المقبلة والانتخابات العامة في نهاية السنة القادمة ؟                            

 

سماحة الشيخ  / الشعب يريد التغيير بعد ان نفض يده من الحاكمين ، لكن فرصة التغيير ضعيفة لان الاحزاب الحاكمة تمتلك كل عناصر التأثير على الناخبين  او المرشحين بالترهيب والترغيب ، فبأيديهم السلطة ، ويحتكرون وظائف الدولة ، ولديهم المال الذي هو ثروة الشعب ، ويسيطرون على القوى الأمنية التي تُوَظََّف في كثير من الأحيان لتنفيذ أجندات الأحزاب لتصبح مليشيات بلباس رسمي, ويستطيعون أيضا استغلال الدين واسم المرجعية الدينية أو القومية أو الطائفية ، فالتعويل على تداول حقيقي للسلطة احتمال ضعيف ، والديمقراطية التي يتحدثون عنها وصفتُها بالعوراء ، لأنهم يتمسكون بها بمقدار ما يقوي سلطتهم ويحقق مصالحهم ويتركون الجانب الاخر منها .                 

 

نعم قد يحصل تغيير بطيء على المدى الطويل اذا لم تستغل الكتل المهيمنة على السلطة هذا الوقت لاحكام قبضتها وسد الفرصة على الآخرين ، وقد يحصل قبل ذلك (حتى اقرب من الانتخابات) حينما  تعي الكتل السياسية  مسؤولياتها امام الله تعالى والشعب والتاريخ وتسعى بجد لاصلاح الحال ، ويقترن ذلك بأن تترك الولايات المتحدة القوى السياسية تمارس العملية الديمقراطية بشكل صحيح من دون أن تمارس ضغطاً لإبقاء الوضع الذي يلائم مصالحها ولايربك أوضاعها الداخلية ويساهم انسحاب القوات الأمريكية في إجبار السياسيين المتصارعين على الجلوس إلى مائدة الحل خوفاً من انفراط عقد مصالحهم كلياً, أما وجود قوة كبيرة تؤمّن لهم بقاء الوضع فإنه يشجعهم على الاستمرار في الصراع.                                 

 

أغراض أمريكا من عدم تغيير الخارطة السياسية

 

سؤال / من المعلوم أن بعض الكتل الحاكمة - وأعني الاسلامية منها – لاترغب الولايات المتحدة في بقاء نفوذها ، ولها أجندات سياسية تعارض التوجهات الامريكية فلماذا لا تسعى أمريكا للتغيير والحد من نفوذها ؟ وهل هي عاجزة عن ذلك ؟

 

سماحة الشيخ / هذا مرتبط بحسابات داخلية وخارجية تخصُّها ، ولا اعتقد أن هذه القوى تعارض الارادة الامريكية الابمقدار الاستهلاك الاعلامي وذ ّر الرماد في العيون فهي تتميز ببراغماتية مدهشة – على حد تعبير احد مراكزالدراسات في امريكا – ومستعدة للتخلي عن كل ماتؤمن به اذا شعرت بأن ذلك يستفز امريكا ويدفعها الى إبعاد هذه القوى عن السلطة  فماذا تريد امريكا اكثر من تحقيق مصالحها على أيدي الإسلاميين !!          وبالتالي سقوطهم في اعين الناس وفشل مشروعهم .

 

بل اننا نرى كيف تتسابق الجهات الاسلامية الحاكمة لاعلان البراءة من المشروع الاسلامي وتبنيها لما يخالف الدين ، حيث جعلوا علامة التحسن الامني وقضائهم على الجماعات المسلحة ، إشاعة الفسق والفجور وتجارة الخمور التي تباع علناًعلى قارعة الطريق التي يسلكها زعماء الائتلاف في الكرادة والجادرية وبمقربة من مقراتهم وتحت حماية القوى الامنية مما لا يوجد نظيره حتى في أكثر الدول تحرراً من الدين ، ولا ادري ماهي الملازمة بين الامرين! وهل هو نصرٌ على الاسلام  ام على الجماعات المسلحة والقوى الارهابية التي تحمل اسم الاسلام زوراً .

 

الشك في نزاهة الانتخابات

 

سؤال / هل تشككون بامكان اجراء انتخابات نزيهة وشفافة ؟

 

سماحة الشيخ / يوجد لدينا ولدى كل المراقبين أكثر من الشك , وخيار التزوير في الانتخابات قائم، والمراقب لتصرفات الاحزاب المتسلطة واستخدامها مختلف الوسائل حتى غير المشروعة لإحكام قبضتها على السلطة وتصفية الخصوم  لايبقى لديه شك في انهم لايتخلون عن السلطة بهذه الطريقة السلمية الشفافة عبر صناديق الاقتراع وكمثال على ذلك لاحظ العراقيل التي وضعوها لكي لا تجري الانتخابات في وقتها, فاستعملوا النقض الرئاسي ضد قانون مجالس المحافظات الذي لم يُمرَّر إلا ضمن صفقة القوانين الثلاثة, ولم يتراجعوا عن نقضهم إلا بضغط أمريكي عندما زار( ديك تشيني) نائب الرئيس الأمريكي بغداد, ثم شككوا في آلية تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومكاتبها الفرعية لإعادة العملية إلى نقطة الصفر رغم أن الآلية اقرّها البرلمان وساروا عليها, ثم الملابسات التي رافقت إقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات .