قصيدة (شاء الإله بأن يراك مقدما)

| |عدد القراءات : 2661
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 بسمه تعالى

(شاء الإله بأن يراك مقدما) (1)

سر للخلود وان بذلتَ له الدما

فلأنت يا شيخ الفضائل أُسوةٌ

في عالم كالذئب يمرح عابثاً

في عالم ما عاد فيه سوى الخنا

ولطالما جلد الهداة بسوطه

سر ما حييت وقد خبرتك في الدجى

لا تَعْبأَنَّ بمارق ذي نزوةٍ

يعدو لنيل المغريات مشمراً

وإذا خلا يوماً تراه بلا رِدا

لا والذي هطل الدماء بكربلا

كلا ولا بلغ الذرى ذو شهوة

يا شيخُ قد مرض العراق فداوِه

ترجو رضى آل الرسول فقم لها

ولقد مدحتك إذ مدحتك صادقاً

أنا لست ممن يُستَفزُّ بدرهمٍ

ولقد حباني الصدر تاجَ كرامةٍ

كم قد رُمِيتَ وقد رُمِيتُ بمثلها

فإذا نصَحتَ له أتاك مقاتلاً

سر أيها الجبل الأشمُّ فإنما

إنّ الهمامَ اللوذعَّي مؤهَّبٌ

لا تعجبنّ إذا المرجَّحُ قد بدا

هي من رمت صدر العراق وبايعت

تالله يا شيخَ الفضائلِ إننا

قل ما تشاء تجْد خميساً ثائراً

لا يَرجوَنّ سوى الشهادةِ غايةً

هو جيش ذاك الصدر انعم بالذي

جيش إذا دنت البغاة حدوده

هو في يديك الآن رهن إشارة

يرمي الحصاة على الرؤوس مسبحاً

سر فوق ألغام الحياة مكبراً

دَع من تقنّع غارقاً في وحله

شتانَ بين من إصطفى متيقناً

إن المنافق لو حميت ذماره

نفسي فدى شيخ يفيض محبة

فبمذهب الحق إعتلى متفرداً

كم من دَعيٍّ اذ بسمتَ تجهَّما

يكفيك حين حملت سارية الهدى

تالله لو أصغى لقولك مشرك

حيث إجتمعن بك الخصال وكلها

فبمثلك الاسلام يرفع راسه

ولمثلك المهديّ رشّح نائباً

ما جرد الشر الوخيم حسامه

كلا وما انتفضت سيول جهالة

أسِراجَ هذا العصر عذراً إنني

لكنّ في القلب المشوق سحابةً

خفف لظاك بخافقي أخشى على

فأذا سلمت فلن أميل لحيلة

وإذا حُفظت من الشتيمة لم أزل

 وإزرع على جسد الظلام الأنجما

لمن إصطفى درب الجهاد وصمما

وتراه يأكل كل آنٍ مسلما

فلطالما سلخ التقيّ الأعلما

ولطالما جهل الهمام الأحكما

قمراً إذا الوطن المعذب أظلما

قد طاف من أجل الفتاتِ وأحرما

وبساحة التمحيص فرَّ وأحجما

ومع الورى ذئباً تراه معمَّما

ما فاز جِبتٌ للعقيدة هدَّما

يوماً وإن ظن الزمان به سما

فلأنت تعطي للمريضِ المرهما

فسواك يرجو أن يصيب المغنما

وجعلت شعري للحقيقة سلّما

ويرى ثواب القافيات الدرهما

حتى ملكتُ من القناعةِ منجما

ولقد جنى وأصاب نفسه من رمى

وإذا ذكرت الباقيات تهكَّما

بلغ العلاءَ حصيفُ قومٍ قدّما

حتى إذا حمي الوطيس تقدَّما

فرداً يصول وذو الجهالة عُظِمّا

ذئب العراق وكم أباد وأجرما

سيفٌ أبى يومَ الوغى أن يُثلَما

صلب الفؤاد معاندا لن يهزما

يستلُّ إن نأتِ السيوفُ الأعظما

رأسُ الطغاةِ على يديه تحطَّما

جلد بأرواح البغاة تحكما

طيراً أبابيلاً يصيب من السما

ومياه موت من غمام قد همى

شاء الاله بأن يراك مقدما

فلسوف يجثو ذو الجهالة مرغما

نهجاً ومن سلك الطريق مُنجِّما

طول المدى من قوسه لن تسلما

حتى بوجه الكاشحين تبسَّما

وبسحر آيات الكتاب ترنما

كم من طويل إذ نَطَقْتَ تقزما

هُبل العراق على يديك تهشما

لأتى الشهادة ملء فيه وأسلما

رغم إمتداد سنينها لن تهرما

ولمثلك اشتاق التواضع وإنتمى

في بحر جور بالضلالة قد طمى

إلاّ وصرتَ لكلِ خيرٍ معلما

إلاّ وقد قاومت سدّاً محكما

ما زلت أعيا أن أقول وأنظِما

رعدت فمنها القلب حسّ فدمدما

قلبي بما حمّلته أن يضرما

إن كنتُ من نبل العدى لن أسلما

أرضى بكل دقيقة أن أشتما

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

(1) قصيدة للشاعر الأديب عباس العجيلي الذي طالما أنشد السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) حتى لُقّب بـ(فرزدق الصدر) وقد ألقى هذه القصيدة في مجلس الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) بمناسبة عيد الغدير الأغر لعام 1428.