دور وسائل الاعلام في صناعة الرأي العام

| |عدد القراءات : 3440
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دور وسائل الاعلام في صناعة الرأي العام([1])

 

 من وظائف وسائل الاعلام صناعة الراي العام ليتخذ موقفاً ازاء مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية والدينية وغيرها فإنها تساهم مع الكتّاب والخطباء وأئمة المساجد وغيرهم في صنع هذا الموقف العام. ونحن نعاني من أزمات على كل هذه الأصعدة ويتطلب الحل نشر ثقافةٍ خاصة للتمهيد له.

 

فمثلاً هذه (الصحوة) التي حصلت لكثير من العشائر وأبناء الوطن الغيارى لم تولد بين عشية و ضحاها وإنما جاءت حصيلة تحشيد وتثقيف باتجاه حب الوطن والناس جميعاً والتسامي عن الأنانية والخروج عن التخندقات الطائفية واستشعار العواقب الوخيمة التي يولدها العنف والاقتتال.

 

ومثلما حصل في الحركة المباركة لسيدنا الأستاذ الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) حينما استطاع بفضل الله تبارك وتعالى أن يقضي على كثير من الظواهر المنحرفة والموبقات التي تفشت في المجتمع عن طريق تعبئة الرأي العام وحشده ضد هذه المفاسد من خلال الخطب الجمعة المباركة فحوصر الفساد والانحراف و اضطر فاعلوا المنكر لتركه اما اقتناعاً وانسياقاً مع التوجه العام أو حياءاً من الآخرين بحيث اعترف مسؤولوا النظام بأن الجرائم قلت بدرجة 90% وهي نسبة عالية جداً عجزت كل الوسائل التنفيذية للقضاء على الجريمة عن تحقيقها.

 

وهذه الطريقة مستفادة من سيرة المعصومين سلام الله عليهم فإنهم لم يستعملوا العنف للقضاء على المنكر وانما عملوا على اشاعة الفضائل وخصال الخير واقناع الناس بطريق الصواب بحيث غدا المنكر مفضوحاً وعاراً على صاحبه.

 

ولكي تنجح وسائل الاعلام في اداء هذه الوظيفة لابد لها ان تنشئ قسماً يقوم بتشخيص القضايا التي تتطلب حشد الرأي العام باتجاهها ودراستها ووضع الحلول لها وآليات اقناع الرأي العام بالأخذ بهذه الحلول.

 

وقد التفت قادة العالم الى اهمية هذه الوظيفة فجعلوا لقضايا البشرية المهمة كمكافحة الآيدز وتلوث البيئة وقضايا المرأة والفقر والتعليم يوماً مخصصاً في السنة يقومون فيه بمختلف الفعاليات لشد الانتباه لهذه القضايا وتحفيز الهمم للمشراكة في معالجتها.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

[1] من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع مدير وموظفي اذاعة البلاد التي تبث برامجها من بغداد, يوم الخميس 18 ذي القعدة 1428 المصادف 29/11/2007.