{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}

| |عدد القراءات : 221
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}[1] [النساء: 79]

 

        تصحح الآية الكريمة جملة من الاعتقادات والتصورات المشوّهة لدى الناس، ومحل الحديث ما نجده على أرض الواقع وهو أنه إذا أصيب أحد بمصيبةٍ كمرض أو حادث سيارة أو فقدان عزيز أو خسارة مال فإنه ينسب الفعل إلى الله تعالى ويعتقد بأن الله تعالى هو من فعل به ذلك ويجد في نفسه عتباً على ما ابتلاه الله به حتى إذا صبر وسلّى نفسه، وربما يعترض على القدر الذي تعرض له، وفي هذا الاعتقاد سوء ظن بالله تعالى، وقد يؤدي إلى أنه لا يحب الله تعالى لأنه لم يختر له ما يحب، فلا بد من تصحيح هذا الاعتقاد، لأننا لا يسعنا إلا أن نحب الله تعالى على عظيم نعمائه ومداراته لنا واختيار ما فيه صلاحنا، وأن نصحّح هذا الاعتقاد للآخرين أيضاً حتى يحبّوا الله تعالى.

        لأن الله تعالى لا يصدر منه إلا الخير المحض {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7] وهو شفيق بعباده ورحيم بهم، فعلينا أن نعمل لتحبيب الله تعالى إلى الناس لنكون من أهل الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إني لأعرف ناساً ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمنزلتهم يوم القيامة: الذين يحبّون الله ويحبّبونه إلى خلقه يأمرونهم بطاعة الله فإذا أطاعوا الله أحبّهم الله)[2].

        فالآية الكريمة تقول ما أصابك من خير وما فعلت من حسنات فهو من الله تبارك وتعالى لأنه تعالى هو الذي هداك إلى الإيمان وزيّنه في قلبك ووهبك النعم التي تمكنت بها من الطاعة ووفر لك ظروف الامتثال، ثم يتقبَّل منك العمل ويثيبك بأحسن الجزاء، وما اجتنبت من المعاصي فبقدرة الله تعالى وعصمته ومعونته لك، ورد في دعاء الإمام السجاد (عليه السلام) في طلب التوبة (اللَّهُمَّ وَ إِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ ، وَ لَا اسْتِمْسَاكَ بِي عَنِ الْخَطَايَا إِلَّا عَنْ قُوَّتِكَ ، فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كَافِيَةٍ ، وَ تَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مَانِعَةٍ) [3]

        أما السيئة التي تصيب الإنسان فهي من فعله وتسبيبه، فهو الذي لم يلتزم بقواعد السلامة والأمان أو غيرُهُ فحصل حادث سير، وهو الذي لم يعتنِ بالتعليمات الصحية في الغذاء وغيره فأصيب بمرض، وهو لم يحسن تدبير المال ولم يقرأ السوق والأحداث الاقتصادية بشكل جيد فخسر المال، وهو الذي اتبع شهواته ونزواته وهوى نفسه فوقع في المحذور، وهو الذي لم يتصرف بحكمة ولم يعمل بمنطق العقل وانقاد إلى غضبه فأضرّته حماقتُهُ وارتكب جريمة وهكذا، فلماذا ننسبها إلى الله تعالى؟، قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): (يا ابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أدّيت فرائضي وبنعمتي قويت على معصيتي، جعلتك سميعاً، بصيراً، قوياً، ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذاك أني أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني)[4]، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (كما أنَّ بادئ النعم من الله عز وجل وقد نحلكموه، كذلك الشرّ من أنفسكم وإن جرى به قدره)[5].

        وعلى هذا فالآية الكريمة وإن كان لسانها توجيه الخطاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) إلا أنها في الحقيقة موجّهة إلى الناس من خلال النبي (صلى الله عليه وآله) على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة).

        وقد يكون المراد {مِنْ نَفْسِكَ} ما سوى الله تعالى الشامل له ولغيره إذ لا شك أن بعض ما يصيب الإنسان هو بسبب حماقة الآخرين وجهلهم أو عمدهم وعدوانهم قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] وظاهر الآية نسبة سبب المصيبة إلى الجميع وكلما ازداد إيمانه والتزامه كثر ابتلاؤه بالناس، وأن ما حلَّ بالأنبياء العظام والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم اجمعين) كان بسبب أفعال الناس.

        ولا تنافي بين هذه الآية وآيات أخر نسبت الحسنة والسيئة إلى الله تعالى، كقوله تعالى في الآية السابقة: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78] لاختلاف الموضوع أي المراد من الحسنة والسيئة في الآيتين اذ يراد من الحسنة والسيئة في الآية محل البحث الأفعال الموصوفة بذلك، اما في هذه الآية فيظهر من السياق أن المراد بالحسنة ما يلائم طبع الإنسان ويستحسنه من الخيرات والرفاهية وفي قبالها السيئة من النقم والبلايا، كوفرة المحصول مقابل الجدب والقحط، والأمطار مقابل الجفاف، وتكاثر الماشية مقابل عدمه وهذه كلها من عند الله تعالى وتجري وفق سنن إلهية، والإنسان يسعى لجلب الخير لنفسهِ لكنه ليس من الضروري نجاحه في ذلك وهذا دليل على أن الأمر ليس كله بيده، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (عرفت الله بفسخ العزائم، وحل العقود، ونقض الهمم)[6] فيكون موضوعها غير موضوع الآية التي نحن فيها، وتكون الحسنة والسيئة نسبية حينئذٍ، فالآية الكريمة نزلت للرد على عقيدة فاسدة حيث كانوا ينسبون الخير إلى الله تعالى إذا كثرت الأمطار وأينعت الأراضي وساد الأمن وإذا حصل شر كالقحط والجفاف نسبوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو من التفريق بين الله ورسوله والطعن في القيادة الربانية لإيجاد المبرر لعصيانها وعدم تحمل معاناة الطاعة {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} [النساء: 150-151] على نهج بني إسرائيل الذين كانوا يتطيرون بموسى (عليه السلام) {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131].

ويمكن الجواب بناءً على وحدة الموضوع في الآيتين وهو ما يلائم الطبع كالنعم والخيرات والرفاهية أو ما ينافرها كالنقم والبلايا بقرينة الإصابة التي لا تقال للأفعال إلا بلحاظ آثارها والحسنة والسيئة، أو أن الموضوع الواحد هو الأفعال السيئة والحسنة وإنما نسبت السيئة إلى الله لأنها ما وقعت إلا بإذنه وضمن القوانين التي أجرى الخلق عليها {ما أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [التغابن: 11] {قلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا} [التوبة: 51] ولو شاء الله تعالى لدفعها كما عطّل خاصية الإحراق لنار إبراهيم (عليه السلام)، فالفعل ينسب إلى الله تعالى من هذه الجهة لكنه لا ينفي المسؤولية عن فاعله، كمن رمى نفسه من شاهق فإنه مسؤول عن إتلاف نفسه، ولكن أيضاً لولا قانون الجاذبية الذي وضعه الله تعالى لمصلحة مخلوقاته ولتستقيم حياتهم لما هوى نحو الأسفل، ففي هذا القانون جنبة إيجابية حسنة من الله تعالى، وفيه جنبة سيئة من الانسان ومثاله أن من زرع العنب لا يلام لو اتخذه أحد خمراً، وصانع السكين للانتفاع بها لا يؤاخذ لو استعملها أحد في جريمة، فالقانون من طرف الله تعالى خير محض لكن الإنسان الأحمق أساء الاستفادة منه {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [المائدة: 49].

وتشرح الرواية التالية هذه العلاقة فقد روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان مستنداً إلى جدار آيل للسقوط فقام عنه، فقيل له: يا أمير المؤمنين أتفر من قضاء الله؟ قال (عليه السلام): أفر من قضاء الله إلى قدره عز وجل[7]، أي أن الله تعالى قضى أن الحائط الثقيل إذا سقط على إنسان فإنه يسبب هلاكه لكن تقدير الأسباب له طرف بيديَّ فأستطيع تجنب الوجود إلى جواره.

 والخلاصة أنه على مستوى العقيدة لا بد من التسليم بأنَّ الله تعالى هو مدبّر الأمور ومسبب الأسباب ولا يستقل أحد بشيء دون معونته {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: 123] أما على مستوى الفعل والوقوع والتحقق فإن الإنسان هو السبب المباشر لحصول السيئة، لكنه لا يستطيع أن يفعل ما يشاء إلا بإذن الله وتقديره، وهذا معنى قول الإمام الصادق (عليه السلام): (لا جبر ولا تفويض وإنما أمر بين أمرين)[8] الذي ردَّ به المذاهب الباطلة[9]، فلو فرض أن شخصاً له يد مشلولة لا تتحرك إلا بجهاز فإذا ارتكب هذا الشخص جريمة فإنه مسؤول عن فعله ويعاقب عليه إلا أن الفعل يصح نسبتهُ إلى مشغّل الجهاز لأنه لولاه لما استطاع هذا الشخص فعل شيء.

        ورغم أن السيئة من فعل العبد إلا أن الله تعالى لم يوكله إلى نفسه رحمةً به وشفقةً عليه فتولى رعايته والإحسان إليه من خلال عدة أمور:

1-            أنه تعالى يدفع عنه ويمنع وقوعه وإن أتى الإنسان بأسبابه، قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] يحفظونه من امر الله بأمر الله[10] لكنه مع إصرار الإنسان على ارتكاب الخطأ فإن هذه الحماية ترتفع في لحظة ما لعدم صحة تعطيل القوانين، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، وإن الأجل جُنّة حصينة)[11].

2-            إن الله تعالى يعفو عن كثير من سيئات الإنسان ويلغي تأثيراتها السلبية وما يصيبه فهو من القليل المتبقي، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] وقال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: 45].

3-            إن الله تعالى يثيب العبد على ما يصيبه وإن كان بسببه ويجعل البلاء كفارةً للذنوب، وبذلك يحوِّل الله تعالى البلاء والمصيبة التي جرّها العبد على نفسه إلى نعمةٍ لصالحه، في علل الشرائع عن علي بن الحسين عن أبيه (عليهما السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ولو كان المؤمن على جبل لقيّض الله عز وجل له من يؤذيه ليأجره على ذلك)[12]حتى أن الروايات دلّت على أن المؤمن لما يرى ما أعدَّ الله تعالى له من الثواب العظيم يتمنى أنه لم يرفع عنه بلاء؛ عن عبد الله بن أبي يعفور قال: (شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ما ألقى من الأوجاع وكان مسقاماً، فقال لي: يا عبد الله، لو يعلم المؤمن ماله من الأجر في المصائب لتمنّى أن يُقرض بالمقاريض)[13].

4-            إنه سبحانه يجعل البلاء سبباً لتكامل الفرد وقربه من الله تعالى، لأن طول فترة الرفاهية والرخاء تؤدي إلى ضعف في الإيمان وغفلة عن الله تعالى، قال علي (عليه السلام): (كفى بالسلامة داءً)[14] وقال (عليه السلام): (إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك البلاء فقد أيقظك)، (إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك النعم مع المعاصي فهو استدراج لك)[15] فتكون في البلاء نعمة التذكير والرجوع إلى الله تعالى روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه المنّ والابتلاء)[16].

       في الكافي بإسناده عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: (ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء وما يخص الله عز وجل به المؤمن، فقال: سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال: النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه)[17].

 



[1] - الخطبة الثانية لصلاة عيد الأضحى المبارك للعام 1445 الموافق 17/6/2024.

[2] - مجمع الزوائد للهيثمي:1/126، راجع قبس {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، قبس 32 من نور القرآن، ج1، ص358.

[3] - الصحيفة السجادية، الدعاء الحادي والثلاثون.

[4] - نور الثقلين: 1/519، تفسير العياشي: 1/285.

[5] - بحار الأنوار: ج ٥ - ص١١٤.

[6] - نهج البلاغة: الحكمة ٢٥٠، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١٠ – ص٧٩.

[7] - توحيد الصدوق: 369.

[8] - ميزان الحكمة: ج ١ - ص ٣٦٣.

[9] - لا يسع المنصف من طوائف المسلمين إلا التسليم بهذه العقيدة التوحيدية النقية (راجع تفسير في ظلال القرآن عند هذه الآية).

[10] - راجع القبس القرآني (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) من نور القران: ج2/ ص313

[11] - شرح نهج البلاغة: ج ١٩ -ص ٢١.

[12] - علل الشرائع: ج ١ -ص ٤٥.

[13] - بحار الأنوار: ج ٧٨ - ص ١٩٦.

[14] - بحار الأنوار: 81/174، ح1.

[15] - غرر الحكم: 4046-4047، ميزان الحكمة: 1/462.

[16] - التوحيد: 354، ح1.

[17] - الكافي: ج ٢ - ص٢٥٢.