كيف يمكننا تدارك الغفلة والنسيان قبل ان توضع الموازين القسط في عرصات القيامة؟

| |عدد القراءات : 892
كيف يمكننا تدارك الغفلة والنسيان قبل ان توضع الموازين القسط في عرصات القيامة؟
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

كيف يمكننا تدارك الغفلة والنسيان قبل ان توضع الموازين القسط في عرصات القيامة؟ 

الأربعاء 18 ذو القعدة الحرام 1444

الموافق 7-6-2023

أكّد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على حقيقة ستكون ماثلة أمام أعين الناس جميعاً في يوم القيامة وهي أن الله سبحانه وتعالى احصى أعمالهم بكل تفاصيلها الدقيقة.

 جاء ذلك خلال درس تفسير القران الكريم الاسبوعي الذي يلقيه على جمع من طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الاشرف، في ضوء تفسير الآية المباركة {أحصاه الله ونسوه} [المجادلة: 6].

ولفت سماحته (دام ظله) الى ان الآية المباركة يمكن ان تُفهم باتجاهين:

الاول: إن الله سبحانه وتعالى يحصي الأعمال الصالحة فتحصل لأصحابها مفاجأة سارة، لأنهم سيرون أنه سيثيبهم بما لم يخطر ببالهم على أعمال لم يكونوا يحتسبونها او إنهم نسوها او تناسوها تواضعاً لله وحذراً من العجب والرياء، لأن من صفات العاقل العارف بوظائف العبودية أنه لا يرى لنفسه وزناً امام عظمة الخالق ونعمه الجليلة، مشيراً الى بعض الآيات الكريمة والروايات الشريفة التي تصلح ان تكون من تطبيقات هذا المعنى، فيكون في الآية الكريمة على هذا الأساس تطمين لكل من يؤدي عملا حسناً انه بعين الله تعالى.

الثاني: إن الله سبحانه وتعالى يحصي الاعمال السيئة وسيفاجأ اهل المعاصي والتقصير بالنتائج المؤلمة لأعمالهم التي نسوها ولم تبقَ إلا تبعاتها او لعدم اكتراثهم بها ولغفلتهم عما صدر منهم من الاقوال والافعال مستشهداً لهذا المعنى بعدة آيات قرآنية كريمة، منها قوله تعالى {لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} [ق :22]، مشيراً الى أن الكلام فعلاً يكون في هذا القسم الثاني لأنه مقتضى السياق القرآني وإن كانت الآية عامة كما تقدم.

 واوضح سماحته (دام ظله) أن سبب المفاجأة والدهشة التي ستصيب الناس يومئذ هو نسيان اعمالهم وعدم ضبطها، لافتاً الى أن هذا النسيان له اسباب عديدة عرض لبعضها مستنطقاً الآيات الكريمة ومستشهداً بالأحاديث الشريفة، منها:

1- الجهل فقد لا يعرف الانسان ان هذا الفعل محرم فيرتكبه بسبب عدم تفقهه في امور الدين.

 2- الغفلة وعدم المراقبة، فمن ترك المراقبة لنفسه كان عرضة للوقوع في الحرام.

3- تعمد فعل الحرام تهاوناً او عصبية او اتباعاً لهوى أو غير ذلك، فيطبع الله على قلبه فلا يبصر افعاله.

4- استصغار شأن بعض الذنوب وقد ورد التحذير الشديد من هذا الفعل.

5- عدم معرفة السنن الإلهية الجارية في الخلق والتي منها (إن الحسنات يذهبن السيئات).

 ثم ختم سماحته (دام ظله) حديثه بذكر العلاج لحالة النسيان هذه من خلال إجراءات عدة وردت عن اهل البيت (عليهم السلام) منها:

 1- الاستغفار المستمر وطلب التوبة مما يعلم ومما لا يعلم من الذنوب والمعاصي.

 2- اداء الصلوات في اوقاتها لأنها كفارة لما بينها ولأن فيها تذكيراً بالله تعالى وعودة اليه.

 3- الإكثار من الطاعات لأن الحسنات يذهبن السيئات.

4- تجنب الغفلة لأنها الاصل في الوقوع بالمعاصي.

 5- محاسبة النفس يومياً لأن المحاسبة والتدقيق والمراجعة تكشف اموراً يُغفل عنها لو لم يُجر هذه المحاسبة.