خطاب المرحلة (525) المشروع الإسلامي بين الماضي والحاضر - حركة السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) نموذجاً

| |عدد القراءات : 864
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
 

المشروع الإسلامي بين الماضي والحاضر([1])

حركة السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) نموذجاً

لقد كانت قضية إرجاع الناس الى ربهم ودينهم وتثبيت قيمومة القرآن ومرجعية الإسلام في تنظيم شؤون الامة كلها من اهم المشاريع التي كان يتطلع السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) لتحقيقها وهذا الهم الرسالي ليس مستغرباً ممن عاش في كنف الشهيد الصدر الأول (قدس) وتربى على يديه علمياً وفكرياً واجتماعياً خصوصاً بمثل قرب الشهيد الصدر الثاني وقرابته والتصاقه به.

وهي في الحقيقة رسالة الأنبياء والائمة (صلوات الله عليهم أجمعين) (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ) (الأحزاب:39) وقد لخصّها النبي شعيب عليه السلام فيما حكى الله تعالى عنه في القرآن الكريم بقوله (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود:88) ولا يصلح أمر الامة الا بالرجوع الى الله تبارك وتعالى ونبذ ما سواه والا بالعودة الى اسلامها النقي والاصيل كما ورد في مضمون بعض  الاحاديث الشريفة (لا يصلح أمر أواخر هذه الامة الا بمـا صلـح

 

به أوائلها)([2]).

وقد صلح أمر الامة بالإسلام والتمسك بالقرآن واتباع النبي (’) في أقواله وافعاله فيكون صلاحها اليوم وغداً بنفس هذا العلاج.

وكان السيدان الشهيدان الصدران ممن ورث هذا النهج في الزمن المعاصر حيث لا تخلو الأرض ممن يقوم بحمل هذه الرسالة في كل جيل كما في الحديث الشريف الذي رواه الامام الصادق (×) قال (قال رسول الله (’) يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين كما ينفي الكير – وهو ما ينفخ به الحداد – خبث الحديد )([3]).

لما عرض عليه ان يُغادر العراق كسائر طلبة الشهيد السيد محمد باقر الصدر وخواصه للتخلص من بطش النظام الذي كان يلاحقهم بالتصفية والاعتقال، أجاب: ((ان بقائي هنا في النجف وتعليم جاري سورة التوحيد خير مما احصل عليه بخروجي من العراق)).

عندما كنّا نتبادل الأفكار النهضوية والمشاريع الإصلاحية وهموم العمل الاسلامي من خلال رسائل في ثمانينات القرن الماضي ــ حيث كنّا سوية في إقامة جبرية ــ وطبعتها في كتاب (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه) و (قناديل العارفين) اعترضت على التخريجات الفقهية لبعض الظواهر المخالفة لروح الشريعة كجواز أخذ الفوائد المصرفية وفق تكييف شرعي معّين واعتبرته – وقد كنت شاباً متحمساً ومندفعاً – تحايلاً على الشريعة وتعويقاً لمشروع إقامة النظام الإسلامي فأيد (قدس) ذلك، رغم دفاعه عن الفقهاء وانهم يحاولون قدر الإمكان حماية الناس من الوقوع في المخالفة الشرعية وذكر في جوابه كلمة مختصرة الا انها قيمه وتختزن مشروعاً كاملاً فقال عن هذه التخريجات، ((إنها تعتبر تنزيلاً للدين الى مستوى الناس بينما ينبغي علينا تصعيد الناس الى مستوى الدين، وإنها تعتبر بشكل وآخر تنفيذاً او إجازة للوضع القائم المفروض على البلاد الإسلامية من قبل اعدائه))([4]).

وهذا من الفروق الجوهرية بين خط المرجعية الرسالي الحركي الواعي الذي ينتمي إليه الشهيدان الصدران وبين الخط التقليدي وأيضاً بين الفقه الفردي المتعارف في الرسائل العملية وبين الفقه الاجتماعي أو فقه النظرية الذي ندعو إليه.

وكان (قدس) لا يرى في وضعه الذي كان عليه في تلك الفترة مجالاً للقيام بحركة إصلاحية واسعة، إلى أن أُتيحت له الفرصة للانطلاق بالمشروع بعد ان انفرجت الأمور نسبياً ببركة الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 فتصدّى للمرجعية لأنه يعلم انها البوّابة المعتمدة من قبل الائمة المعصومين (^) لقيادة الأمة والأخذ بيدها نحو السعادة والصلاح، ولم ينطلق من باب آخر كالحركة الجهادية لإسقاط النظام أو تشكيل الأحزاب السياسية غير المنضبطة بايقاع المرجعية أو الاستعانة بالاجنبي لإحداث التغيير ونحو ذلك من الأساليب التي اتبعها غيره.

وكانت من ادواته لإحداث هذه الحركة المباركة:

1- توسيع قاعدة الحوزة العلمية لانها بعلمائها وفضلائها وخطبائها ومبلّغيها واساتذتها وطلبتها من يقودون المشروع الرسالي، لذا شجع الشباب على الانضمام الى الحوزة العلمية للتفقه في الدين والعودة الى مجتمعاتهم لنفعهم دينياً ودنيوياً انطلاقاً من الآية الشريفة (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122). وكان يعبرّ عن رغبته بوجود معمم في كل بيت وليس فقط في كل محلّة أو مدينة وهو أمر ممكن تفعله بعض العوائل حيث يشتغل افراد الاسرة بالكسب ويفرغّون أحدهم لطلب العلوم الدينية وهم يكفلون معيشته، لذا شهدت الحوزة العلمية في فترة مرجعيته اقبالاً واسعاً من الشباب العراقيين.

وكان يحب الحوزة العلمية ويسعى لخدمتها، جاء له أخي المرحوم الشيخ علي في أوائل مرجعيته بمبلغ معتد به من الحقوق الشرعية لأحد رجال الأعمال فاستأنس كثيراً وقال بإعجاب هذا يعني ان مبلغ كذا سيصل إلى الحوزة.

وكان يحب الزي الديني ويحرص على الظهور به ويلزم طلبة العلم بارتدائه لان الزي له تأثير في إنجاح الوظيفة كما ترتدي القوات المسلحة وبعض الشرائح المهنية أزياء خاصة، ولم يتخلِ (قدس) عنه حتى في أحلك الظروف كالأيام التي تلت إجهاض الانتفاضة الشعبانية عام 1991 حيث لم يكن أحد يستطيع الظهور بالزي الديني بل نقل لي انه كان يرتديه في معتقل الرضوانية ويضع عمامته أحياناً تحت رأسه عندما ينام على الأرض في المعتقل.

2- وسعى (قدس) إلى ان يقترن هذا النمو العددي بالتحسّن النوعي فجعل شروطاً للقبول تبدأ بجلب المتقدم لشهادتي تزكية من معتمدي المرجعية في مدينته ثم بمقابلة شخصية للثقافة العامة والمؤهلات ثم يجرى لهم امتحان تحريري في مسائل الفقه كنت اتولاه أنا، وكان مشروع (جامعة الصدر الدينية) تجربة طموحه لاحتضان النخب الاكاديمية ورفد الحوزة العلمية بها ليتحقق عندنا علماء وفضلاء في العلوم الدينية وهم اكاديميون متفهمون لمتطلبات الحياة المعاصرة.

3- شد المجتمع الى المرجعية والحوزة وكان يؤكد على المجتمع ان ((لا تقولوا قولاً ولا تفعلوا فعلاً الا بعد مراجعة الحوزة)) ويعني بها المرجعية ومن يسير على نهجها من فضلاء الحوزة العلمية وكان يستشهد بالمثل القائل ((إن الناس تميل مع كل ريح)) ويتساءل: لماذا لا تكون ريح الحوزة هي الأقوى والمؤثرة حتى يميل الناس معها ويسيروا خلفها ولماذا ندع السياسيين أو الرياضيين أو الفنانين مثلاً هم أصحاب الصوت العالي الذي يتأثر به المجتمع.

ومن ابداعاته في هذا المجال إحداث الصعقات للمجتمع من خلال إصدار فتاوى تلفت نظر الناس وقد لا يكون منفرداً بها لكن طرحها بشجاعة للناس شدّهم إلى الفتوى الدينية وما يصدر من الحوزة العلمية كعدم مفطرية التدخين في شهر رمضان أو إثارة بعض السلبيات الموجودة في سلوك الخط التقليدي وتخلّيه عن بعض مسؤولياته وهكذا، وقد نجح بإيصال صوته حتى الى العجائز الاميات في اقصى مدن العراق.

4- الاتصال المباشر مع الناس من دون اتيكيت أو حواشي أو حواجز ليسمع منهم مشاكلهم واسئلتهم وهمومهم واقتراحاتهم وليسمعوا منه الوعظ والإرشاد والأجوبة والتوجيهات لما يصلح أحوالهم حيث كان يستقبل الزوار المراجعين يومياً مرتين في مكتبه الشريف وسمح لجملة من المثقفين والاكاديميين بحضور درسه في تفسير القرآن الذي كان يلقيه يومي الخميس والجمعة في مسجد الرأس الشريف.

5- مخاطبة فئات المجتمع كافة بشكل مباشر كالعشائر والموظفين والأطباء حتى الغجر وهذا الخطاب المباشر يؤثر أكثر من الخطاب العام كما هو واضح، لان المتلقي يشعر أن هذا له دون غيره.

6- القيام بفعاليات ميدانية تعبوية تحفز الناس وتثير فيهم روح الحماس الديني وتعيد لهم الثقة بأنفسهم وتزرع عندهم الأمل بالتغيير والإصلاح وكان أبرزها الدعوة الى زيارة الامام الحسين (×) مشياً على الاقدام في النصف من شعبان واستجاب لها جمع كبير مما أقلق السلطة الصدامية ودفعهم الى الضغط على السيد الشهيد (قدس) وتهديده بالقتل حتى يسحب الأمر بالمشي، وعلى أثرها بدأ النظام بالتفكير جدياً في التخلص من السيد الشهيد وترتيب عملية اغتياله التي تمت بعد 3 أشهر تقريباً.

7- العمل بكل وسائل التثقيف والتوعية التي تتفاعل معها الأمة كالاستفتاء والبيان والخطبة والكتيب والصحيفة ولم يكتفِ بتأليف الموسوعات والكتب المفصّلة، وكانت صحيفة الهدى التي صدرت في الأشهر الأخيرة من حياته الشريفة رغم بساطتها وبدائية طبعها الا ان الجماهير كانت تترقبها.

8- التحذير من مؤامرات الاستكبار واعداء الإسلام التي تهدف إلى القضاء على مشروع الإسلام ومعالمه وهزيمته في النفوس واقصائه عن الحياة ويشير إلى المعلن والمخفي من تلك المؤامرة وفي احدى المرات أرفق مع رسالة له بحثاً ــ وكانت كلها بخط اليد يومئذ ــ عنوانه ((فلسفة الاحداث في العالم المعاصر)) خلاصته ان الصهيونية والماسونية هما المحرّكان للأحداث العالمية واستعباد الشعوب وتجاوز البحث أربعين صفحة وطلب تقييمه فأعدته إليه مع تعليقات وإضافات، أعجب بها فعلق عليها وأعادها جميعاً لكي ارتّب معلوماتها وقد نشرتها في كتاب ((الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه)) وكان محورها جميعاً هو التنبيه إلى المؤامرات على الإسلام حتى البسيطة منها، مثلاً كان ينتقد العادة الجارية باختصار الاسماء المركبة عند مناداة أصحابها فيقال (عِزّي) بدل (عزالدين) و(نوري) بدل (نورالدين) و(صدري) بدل (صدرالدين) وهكذا فكان يعتبرها مؤامرة على الدين واقصاء له بعلم أو بغير علم.

9- الاستفادة من التغيرات الجيوسياسية التي حصلت في نهاية الثمانينات داخلياً وخارجياً أما داخلياً فتمثلت بتصدع قبضة النظام بدرجة ملحوظة اثر هزيمته في الكويت وفرض الحصار الدولي عليه واما خارجياً فمن خلال انهيار الاتحاد السوفيتي وحلفائه في حلف وارشو وتفرد الولايات المتحدة وسعيها لإقامة نظام عالمي جديد وعزّزته بتواجد اساطيلها وقواتها الضخمة في المنطقة بحجة تحرير الكويت وكان لهذا الزلزال تداعيات وهزات ارتدادية واسعة في المنطقة لم تظهر للعيان الا على مدى سنيين.

وقد كان البعد الدولي واحداث التوازن في الصراع مع النظام ومع قوى الاستكبار حاضراً في خطاب السيد الشهيد (قدس) في صلوات الجمعة وفي أحاديثه المختلفة ساعده على ذلك متابعته السياسية الطويلة ووجوده في قلب الاحداث ومن آثار تلك المتابعة ما ذكرناه في النقطة السابقة من بحثه القيم.

10- وبلغت الحركة ذروتها بإقامة صلاة الجمعة المباركة ذات الاثار العظيمة وما تضمنته من إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي أسمى الفرائض وأشرفها بحسب الحديث الشريف، وكانت هذه المبادرة هي الأبرز في حركة السيد الشهيد وأحداث النقلة الكبرى في وعي واخلاق الأمة، وقد كلفته حياته الشريفة.

ولم يغفل (قدس) توجيه أهل القلوب والنفوس المؤهلة للتقدم أكثر في طريق الإسلام والانقياد لله تعالى على مسلك تهذيب النفس وتطهير القلب ووصفه في بعض كلماته بأنه غاية الغايات، وله رسائل عديدة مفصلة في الخطوات العملية والنظرية أثارتها اسئلتي وقد جمعتها في كتاب قناديل العارفين.

لقد ساهم (قدس) مع استاذه وابن عمه السيد الشهيد الصدر الأول والعلماء العاملين الآخرين في إعادة رفعة الإسلام وعزة المسلمين وكرامتهم في وقت كان الصراع في أوجه بين الإسلام واعدائه وكان المتدينون يوصفون بكل عنوان منّفر كالتخلف والرجعية والعمالة للإمبريالية ونحو ذلك وأصبح من النادر أن تجد شاباً يصلي في المسجد أو فتاة جامعية محجّبة في سبعينيات القرن الماضي، نقل لي أحد الأخوة الإسلاميين أنه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي قدمت له الهيئة التدريسية في الثانوية هديه لأنه مسلم (تقدمي)! وكأنها مفارقة غريبة أن يكون الإسلامي تقدمياً واعياً لأن غالب المثقفين كانوا من الملحدين واليساريين واللادينين حتى سقيت هذه الأرض المباركة بالدماء الزاكيات فأحياها الله تعالى بعد موتها (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج:5).

لكن الإسلاميين على قلتهم كانوا قمماً في الرسالية والتضحية والشجاعة والأخلاق أجبرت اعتى جلاوزة النظام البعثي على الخشوع بين أيديهم، نقل لي الكاتب والمحقق المبدع الأستاذ يوسف الهادي عن زميله المذيع المشهور في إذاعة طهران الإسلامية المرحوم هاتف الجبوري الذي كان اسمه الحركي بشير الجزائري ــ وهما من الديوانية ــ انه كان معتقلاً في قبضة المجرم المقبور ناظم كَزار مدير الأمن العام الذي قلّ نظيره في الوحشية والقتل بأحواض التيزاب ومكائن الثرم وتعرض المرحوم الجزائري للتعذيب مع الكوادر الأولى لحزب الدعوة عام 1971 وعند تجوال المجرم داخل اقبية الظلمة للاطلاع على أحوال المعتقلين شاهد تعذيب المرحوم الجزائري وذهل لصموده فقال له متصاغراً امامه: ويلك تتحمل كل هذا التعذيب حتى يسجّل لك التاريخ هذا الصمود والشجاعة، أعلم ان التاريخ يحتاج إلى شهود ليشهدوا على احداثه ويكتبوها وانت من الذي يشهد لك في هذه الزنزانة المغلقة؟ ولا تتوقع من هؤلاء ــ وأشار الى رفاقه وحمايته وزبانيته ــ أن يشهدوا لك لأنني أعرف في أي شوارع تتسكع امهاتهم واخواتهم من البغايا، معترفاً بحقارته وأصله ومن معه.

هكذا كان الإسلاميون في شموخهم وإبائهم وعنفوانهم وتمسكهم بمشروع الإسلام رغم المخاطر العظيمة، اما اليوم فبالرغم من اتساع رقعة الإسلام وانتشار صيته وإقبال الشعوب على الإسلام، لكن الإسلاميين مهزومون ومأزومون لانهم غرقوا في حب الدنيا وطمعوا في الفتات الذي قدّمه العدو المستكبر فابتلعوا الطعم بما فيه من السم الزعاف فتخلوا عن مشروع الإسلام وأخذوا يهربون من الإسلام واحكامه خشية اتهامهم به وتجردّوا حتى عن العناوين الإسلامية إرضاءً للأسياد و للاستزادة من هذه الدنيا الزائلة، وكانوا وبالاً على المشروع الإسلامي.

إننا نواجه اليوم تحديات عظيمة بين مكائد الأعداء وهجماتهم الشرسة وخططهم الشيطانية وعدّتهم الهائلة وبين جهل المنتسبين إلى الإسلام وطمعهم في الدنيا وتخلفهم وتفرقهم عن حقهم.

فما احوجنا اليوم إلى نهضة رسالية مباركة تعيد للإسلام بريقه وللمسلمين عزتهم ورفعتهم ولجميع الناس كرامتهم وانسانيتهم ويجب ان لانسمح باختطاف الإسلام من قبل المتاجرين به وأن يبقى لواءه خفاقاً بيد أبنائه المخلصين العاملين الواعين وما ذلك على الله ببعيد.



([1]) كلمة ألقاها سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في الندوة التي أقامها مركز عين للبحوث والدراسات المعاصرة بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) مساء الجمعة 11 / ذو القعدة / 1438 الموافق 4 / 8 / 2017 وحضرها جمع كبير من فضلاء الحوزة العلمية وأساتذة الجامعات والمثقفين والطلبة المشاركين في الدورة الصيفية السريعة.

([2]) راجع كتاب شكوى القرآن.

([3]) بحار الانوار: 2/93 ح 22 عن رجال الكشي بسنده عن إسماعيل بن جابر.

([4]) الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه: 96، واشكالي مذكور هناك.