تفسير الآية (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ‏)

| |عدد القراءات : 1882
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

تفسير الآية (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ‏)

نرجو من سماحتكم التفضل بالإجابة عن السؤال التالي: ‏قوله عزوجل (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ‏وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ ‏هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران 104) قرأت للبعض أنه يستشهد بهذه الآية على ضرورة التنظيم بدلالة قوله ‏تعالى (ولتكن منكم أمة) أي ‏مجموعة تمارس الأعمال المذكورة، والـ ‏‏(من) هنا تبعيضية فما رأيكم بهذا التفسير؟

بسمه تعالى

‏1ـ يمكن أن تكون (من) بيانية فقوله تعالى (ولتكن منكم) أي لتكونوا ‏ولتصبحوا، كما ‏نقول للشخص (أريد منك أن تكون كذا وكذا) ‏فالخطاب إلى كل الأمة ليتصفوا بهذه ‏الأوصاف.‏

‏2ـ ويمكن أن تكون تبعيضية تدريجية أي أنه خطاب للبعض ليكونوا ‏بهذه الأوصاف في ‏الآن الأول لأنهم السابقون إلى الخيرات ثم يرتقي ‏إلى ذلك البعض الثاني ثم البعض ‏الثالث حتى تتصف الأمة كلها بذلك ‏كقوله تعالى (اتقوا الله ما استطعتم) وصولاً إلى ‏‏(اتقوا الله حق ‏تقاته).‏

‏3ـ ويمكن أن تكون تبعيضية حقيقية باعتبار أن هذه الأوصاف ما لا ‏يصل إليه إلا ثلة من ‏الأولين وقليل من الآخرين فالآية تدعوا الجميع ‏ليتسابقوا ويتنافسوا ليكونوا من ذلك ‏القليل.‏

‏4ـ أما تفسير الأمة بالتنظيم فلأن الأمة لا تطلق على أي مجموعة ‏أفراد إلا أن يكون لهم ‏عنوان جامع فلا بأس أن يكون الجامع هذه ‏الأوصاف مضافاً إلى أن هذا التفسير يعالج ‏إشكالية الجمع بين ‏كون (من) تبعيضية وبين كون الخطاب موجهاً إلى جميع الأمة فيكون ‏‏الجمع بأن الخطاب موجه إلى جميع الأمة لكن التنظيم مخاطب به ‏البعض.‏ مضافاً إلى صحة الفكرة في نفسها.‏