تفسير الآية (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ)
تفسير الآية (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ)
نرجو من سماحتكم التفضل بالإجابة عن السؤال التالي: قوله عزوجل (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران 104) قرأت للبعض أنه يستشهد بهذه الآية على ضرورة التنظيم بدلالة قوله تعالى (ولتكن منكم أمة) أي مجموعة تمارس الأعمال المذكورة، والـ (من) هنا تبعيضية فما رأيكم بهذا التفسير؟
بسمه تعالى
1ـ يمكن أن تكون (من) بيانية فقوله تعالى (ولتكن منكم) أي لتكونوا ولتصبحوا، كما نقول للشخص (أريد منك أن تكون كذا وكذا) فالخطاب إلى كل الأمة ليتصفوا بهذه الأوصاف.
2ـ ويمكن أن تكون تبعيضية تدريجية أي أنه خطاب للبعض ليكونوا بهذه الأوصاف في الآن الأول لأنهم السابقون إلى الخيرات ثم يرتقي إلى ذلك البعض الثاني ثم البعض الثالث حتى تتصف الأمة كلها بذلك كقوله تعالى (اتقوا الله ما استطعتم) وصولاً إلى (اتقوا الله حق تقاته).
3ـ ويمكن أن تكون تبعيضية حقيقية باعتبار أن هذه الأوصاف ما لا يصل إليه إلا ثلة من الأولين وقليل من الآخرين فالآية تدعوا الجميع ليتسابقوا ويتنافسوا ليكونوا من ذلك القليل.
4ـ أما تفسير الأمة بالتنظيم فلأن الأمة لا تطلق على أي مجموعة أفراد إلا أن يكون لهم عنوان جامع فلا بأس أن يكون الجامع هذه الأوصاف مضافاً إلى أن هذا التفسير يعالج إشكالية الجمع بين كون (من) تبعيضية وبين كون الخطاب موجهاً إلى جميع الأمة فيكون الجمع بأن الخطاب موجه إلى جميع الأمة لكن التنظيم مخاطب به البعض. مضافاً إلى صحة الفكرة في نفسها.