موجز مناسك العمرة والحج

| |عدد القراءات : 2733
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

موجز مناسك العمرة والحج

 

تتضمن كتب (مناسك الحج) تفاصيل فقهية كثيرة قد تُشتّت ذهن القارئ وتفوّت عليه إمكانية حصر المقدار الواجب ليأخذ عنه فكرة إجمالية واضحة في ذهنه ثم يدخل في التفاصيل لذا ارتأينا أن نذكر عرضاً موجزاً لما هو واجب او دخيل في معرفة الواجب قبل الدخول في تفاصيل الاحكام بإذن الله تعالى.

 

حجة الإسلام:

يجب الحج على المسلم مرة واحدة في العمر، وما زاد عنه فهو مستحب وقد يجب بسبب طارئ كالنذر أو إفساد للحج الأول.

والشخص الذي لم يسبق له الحج يسمى (الصرورة) ويرد عنوانه في بعض الأحكام كاستحباب استنابته عند عدم استطاعته.

وإذا توفرت عناصر الاستطاعة وجبت على الإنسان المبادرة إلى الحج، ولا يجوز له التسويف والتكاسل وإذا لم يفعل في سنة الاستطاعة عُدَّ عاصياً فعليه المبادرة في السنة اللاحقة.

   حج التمتع:

يقوم الحاج في حج التمتع بفريضتين متلازمتين([1]) في سفره:

(أولاهما) عمرة التمتع وهي مراسيم دخوله إلى مكة ثم يبقى منتظراً موسم الحج ليؤدي (ثانيتهما) وهي فريضة الحج المباركة، وإنما سُمّيت عمرة التمتع لأنه بعد أن يؤديها تباح له الاستمتاعات الجنسية مع زوجته حتى يحرم للحج.

وعمرة التمتع لا تكون إلا في أشهر الحج (شوّال، ذو القعدة، ذو الحجة) فمن سافر إلى مكة في غيرها فعليه أن ينوي العمرة المفردة وهذه غير مرتبطة بالحج وتتضمن طواف النساء إضافة إلى مناسك عمرة التمتع وبلحاظ استقلالها عن الحج تسمى (المفردة).

 

إحرام عمرة التمتع:

وأول ما يجب على الحاج فعله هو الإحرام من المواقيت المحددة التي لا يجوز للذاهب إلى بيت الله الحرام تجاوزها إلا وهو محرِم.

   و(الإحرام) حاله كحال الصلاة والصوم يتطلب من الحاج القيام بأفعال معينة واجتناب أمور معينة تسمى (تروك الإحرام).

وميقات المسافر القادم في طريقه عبر المدينة المنورة هو مسجد الشجرة القريب من المدينة المنورة، أما المسافرون جوّاً إلى مدينة جَدَّة فإنهم يستأجرون حافلة مكشوفة السقف لتنقلهم شمالاً إلى أقرب ميقات وهي الجحفة ويحرمون هناك ثم يهبطون إلى مكة (راجع ملحق مواقيت الإحرام)، وسنذكر بقية المواقيت في الموضع الخاص بها بإذن الله تعالى.

   وفي الميقات يتجرد الحاج من ملابسه الاعتيادية ويلبس ثوبي الإحرام ناوياً بلبسهما (عمرة التمتع إلى حج التمتع قربة إلى الله تعالى) ولا يدخل الإنسان حالة الإحرام أي تصبح تروك الإحرام عليه فِعليّة بمجرد لبس ثوبي الإحرام وإنما تتنجّز عليه بالتلبية التي هي كتكبيرة الإحرام بالنسبة للصلاة ثم يقصد مكة بسيارة مكشوفة لحرمة التظليل على المحرم أثناء السير، ومن حين عقد الإحرام يتوجب عليه اجتناب تروك الإحرام.

   فإذا دخل مكة طاف بالبيت سبعة أشواط ثم يصلي ركعتي الطواف ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ثم يأخذ شيئاً ولو يسيراً من شعر رأسه أو لحيته وكل هذه الأفعال (الطواف، الصلاة، السعي، التقصير) يأتي بها بنفس النية المتقدمة وهي عمرة التمتع إلى حج التمتع.

   فإذا تم ذلك فقد انتهت مناسك العمرة وتباح له تروك الإحرام حتى النساء عدا ما يتعلق بالأرض الحرام كالصيد ويبقى مُحِلاً غير مُحرِم حتى يبدأ موسم الحج.

  

الإحرام للحج:

وفي ليلة التاسع من ذي الحجة أو في صبيحته يجدد الإحرام بنية الحج هذه المرة من محل إقامته أو من البيت الحرام -وهو الأفضل- ويخرج إلى عرفات حيث يجب على الحاج أن يتواجد هناك من أذان الظهر إلى أذان المغرب فيشتغل بالعبادة والذكر وبعض المستحبات.

   وبعد أذان المغرب يذهب إلى المشعر الحرام (مزدلفة) فيمكث هناك حتى طلوع الشمس من يوم العاشر من ذي الحجة ويجمع خلال وجوده (49) حصاة لرمي الجمرات في منى ويستحب له أن يجمع (70) حصاة احتياطاً لاحتمال عدم إصابة بعضها للجمرات أو ضياعها.

   وبعد وصوله إلى منى يوم العاشر يذهب لرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيّات ثم يذبح الهَديَ (ثم يحلق شعر رأسه ان كان صرورة على الاحوط اما غير الصرورة فيتخير بين الحلق والتقصير فإذا أتمَّ مناسك منى الثلاث فقد أبيحت له تروك الإحرام إلا الطيب والنساء وما يتعلق بالأرض الحرام فيعود إلى ملابسه الاعتيادية ويبقى عليه عملان:

(الأول): أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة وفي نهار كل من هذين اليومين يذهب إلى الجمرات الثلاث ليرمي كل واحدة منها بسبع حصيّات مبتدءاً بالصغرى ومنتهياً بالكبرى، ويتخيّر الحاج بين المبيت بمنى أو قضاء الليل بالعبادة عند البيت الحرام.

(الثاني): أن يذهب إلى مكة ليطوف بالبيت سبعاً وهو (طواف الحج) ويصلي ركعتي الطواف ثم يسعى سبعة أشواط بين الصفا والمروة ثم يعود ليطوف بالبيت سبعاً وهو (طواف النساء) ثم يصلي ركعتين فاذا فعل ذلك أبيحت له الاستمتاعات الجنسية مع زوجته ومن هنا سُمّيَ هذا الطواف بطواف النساء.

       ويمكن للحاج أن يقوم بهذه الأعمال مباشرة بعد انتهاء أعمال منى يوم العاشر أو يقضي بها ليلة الحادي عشر أو الثاني عشر ليجعلها من العبادة التي تكون بدل المبيت بمنى.

   فإذا رمى الجمرات يوم الثاني عشر فينفر من منى بعد حلول الزوال وبأكماله لما تقدم كله يكون قد أنهى مناسك الحج بلطف الله تبارك وتعالى.



([1]) هذا لمن يحج (حج التمتع) وهي وظيفة كل من يبعد منزله عن المسجد الحرام (88) كيلومتراً وأزيد أما من كان منزله دون ذلك فوظيفته (حج الإفراد) أو (حج القِران) وهو حج مستقل عن العمرة وتلاحظ استطاعة الحج بمعزل عن العمرة ويفترقان بأن الثاني (حج القِران) يسوق معه هدياً ليذبحه في منى دون الأول.