الشيخ علي اليعقوبي

| |عدد القراءات : 6856
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الشيخ علي اليعقوبي

وهو ابن الأكبر للمرحوم الشيخ موسى، ولد في النجف في دار جده اليعقوبي الكبير في محلة البراق في النجف الاشرف والتي ذكرها الشعراء لأنها كانت تمثل منتدى أدبياً وعلمياً وملتقى لكبار رجالات الفكر من البلدان العربية والإسلامية، وممن ذكرها السيد محمود الحبوبي (رحمه الله) بقوله:

تزفُّ إليك مثل البرق عجلى          من البيت الممجّدِ في (البراق)

وسُرَّ به جدُّه كثيراً وقد أرّخ ولادته التي صادفت عيد الغدير 1368/1949 عدد من الشعراء وهنأوا به جده ومنهم المرحوم الشيخ صالح قفطان فقال:

بشرى أبي موسى محمد علي         بخير شبل للعلي مبجلّ

   هنِّ به العليَّ قدراً جدَّه                وازفف له لحن الهنا والغزلِ

  يا طالب التاريخ في ميلاده          ناد وأرخ (بالغدير يا علي)

دخل المدارس الرسمية حتى أكمل دراسته في كلية أصول الدين في بغداد عند عدد من الأساتذة اللامعين في الفقه واللغة والعقائد التفسير قبل أن يتلحق بكلية الآداب في جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1987، كان من شباب الكرادة الشرقية –حينما انتقل اليها مع والده من النجف عام 1968- اللامعين خلقاً وفضلاً حتى انهم قدّموه لإمامة الجماعة في جامع التميمي حينما غاب امامه السيد حسين السيد هادي الصدر وكان له في تلك الأيام فضل تربيتي وتوجيهي وأنا لم أبلغ الحُلم حيث كان يصطحبني ويشركني في لقاءاته مع اخوته المؤمنين ويجلب لي القصص الدينية المصورة للأطفال.

تزوج في عيد الغدير 1395 المصادف نهاية عام 1975 فهنأه عدد من الشعراء وأرخوا المناسبة ومنهم السيد عبد الستار الحسني[1] قائلاً:

زفاف علي فيه زُفَّت بشائر           من السعد والإقبال للأب والجدِ

فتى لم يزل ينحو أباه جدَّه             لنيل الأماني بالعزيمة والجدِ

رعى الله في عيد الغدير مؤرخاً      علي بن موسى ذا المكارم والمجدِ

110+ 52+ 116+70+332+84= 1395

 

 

وهذه أبيات العلامة السيد حسين هادي الصدر:

علي بن موسى طاب في الناس محتداً        فاكرم بمن ينميه للمجد محتد

فتى زانه الإيمان والبر والهدى                فراحت سجاياه الكريمة تحمد

تعلقت الأمان بالشبل ثرة              وكيف على غير الفتى الطهر تحمد

هتفتُ ودرب الحق أرخت (لا حب           قران علي زاهرٌ ومخلدُ)

14+351+110+680= 1395

 

بدأ دراسته العلوم الدينية ضمن حلقات كان يعقدها المرحوم السيد علي العلوي في جامع العبيدي ببغداد سنة 1970و 1971 في العطلة الصيفية كنت أرافقه –وأنا ابن عشر سنين- لأدرس عند أولاد السيد (رحمه الله) بعض المبادئ في الفقه والنحو وظل ملازماً لمجالس الكرادة الشرقية ومناسباتها الاجتماعية إلى نهاية السبعينات.

ارتدى الزي الديني نهاية عام 1990 والتحق بالدراسة في جامعة النجف وبرعاية عميدها المرحوم الحجة السيد محمد كلانتر، وكان يحبه ويدنيه ولنشاطه في الشؤون الإدارية كان يساعد السيد كلانتر (رحمه الله) في إدارة شؤون الجامعة وطلبتها يدفعه الى ذلك حبّه للآخرين وسروره بقضاء حوائجهم وحرصه على توجيههم وقد عُرف بهذه الصفات وربما تحمل العناء بسببها.

اكمل دراسة السطوح عند عدد من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية في جامعة النجف ومنحه السيد (قدس سره) شهادة إنهاء مراحل الدراسة في الجامعة وتعيينه مدرساً فيها، كما أجازه بالرواية عنه بإجازته من السيد عبد الأعلى السبزواري والشيخ أغا بزرك الطهراني (قدس سرهما) والسيد البهشتي، وبقي مرتبطاً بعميدها حتى وفاته، كما انه اشتغل بتدريس بعض المقدمات في الجامعة وكان درسهُ منبراً للتوجيه والإرشاد والنصح فاستفاد منه عدد غير قليل من الخطباء والفضلاء وأئمة الجماعات، ظل الكثير يشعر انه مدينٌ له بذلك وقد اتفق على هذه المعاني الخطباء الذين شاركوا في تأبينه في مجالس العزاء التي أقيمت له وكلّهم ممن استفاد من دروسه وتوجيهاته ونصائحه التي كان يسديها بصدق واخلاص ويتألم عندما يجد مخالفة لها أو تصرفاً لا يليق بطالب العلم أو بعامة الناس، كما عُرِف بالظرافة واستحضار النكتة وكان يطعم دروسه بها، يستأنس به جلاّسه لذا كان فراغه كبيراً بين اخوانه.

أقام الصلاة جماعة في جامع المدينة المنورة في النجف طيلة عشر سنوات تقريباً، وكان يلقي محاضرات في الفقه والموعظة بحسب ما تسنح له الفرصة ويضمنها الكثير من بيان المعاملات غير الصحيحة التي ابتلى بها الناس والتصرفات المخالفة للشريعة والأخلاق التي تصدر منهم.

حج البيت الحرام عام 1394/ 1974. واعتمر سنة 1415/ 1995.

زار بيت المقدس بصحبة جده سنة 1965 والسيدة زنيب عدة مرات.

مرَّ ببلاءات عديدة في العشرين سنة الأخيرة من حياته حتى ذهلت بوفاته وهو بين يديّ يوم الجمعة 14 جمادى الأولى 1423 الموافق 23/8/2002، وقد أرّخ وفاته الشيخ أحمد نعمة الخفاجي بقوله:

مرّ طيف الأسى فراع الخوار                 فجرت من دمٍ دموع النواظر

قد فقدناك يا علي بن موسى                  أنت فرع من أصل أهل المفاخر

أرخ (العلم والتقى لعليٍ                        لك وجداً يا طاهراً وابن طاهر)

1423

 

وأرخها أيضاً الشيخ حميد الناصري بأبيات جاء فيها:

ففقد أخيك ليس يهون حتماً            فأنت كما منيتَ به منينا

فيا نجل الكرام رحلت أرّخ            (تعزينا لفقدك مثكلينا)

538+234+651= 1423

 

وقد عبر عدد من الأدباء عن عواطفهم، منهم عمي الأستاذ الأديب صادق اليعقوبي، حينما زار بيته بعد وفاته فهاجت في نفسه ذكريات الابن والأب والجد والأنس بقربهم، فقال هذه الأبيات الرقيقة:

أعليُّ قد جدّدتَ لي    مذ غبتض فقد أبيك موسى

وأعدتَ ذكرى فقد جدِّ ـك       وهو جرحٌ ليس يوسى

كانت وجوهكم بافق الفـ       ـضل مشرقةً شموسا

غبتم فحلت نكبةٌ               هياء تعتصر النفوسا

فبقيتُ وحدي لم أجد           منكم جليساً أو أنيسا

 

ولم يغب (الصديق القديم) كما عنون أبياته وهو العلامة المحقق السيد عبد الستار الحسني عن هذه المناسبة فعبّر عن تعازيه ومواساته بأبيات بعثها إليّ يظهر فيها سمو أدبه الذي عهدناه منه قبل ثلاثين عاماً، وقد أرخ فيها عام الوفاة وهذه هي الأبيات:

من أفق أرباب الفضيلة كوكب        حاق المحاق به ولم يتمهل

ومضى الحمام بمعرق في فضله      زاكي النجار من (الطراز الأول)

من آل يعقوب الذين تبوؤا             في العلم والإرشاد أكرم منزل

ان غاله ريب المنون فذكره           باق بقاء فخاره المتأصل

من حقق الاجماع رفعة قدره          وأتى بمنقول لها ومحصل

بجوار حامي الجار طاب مقيله       وبجنة الفردوس قيل له انزل

وبه أتى قول المؤرخ (زا             هياً بحمى إمام المتقين ثوى علي)

24+60+82+631+516+110=1423

 

وأحتفظ ببقية القصائد عندي شاكراً لعواطف أصحابها ومواساتهم سائلاً العلي القدير أن يؤجرهم على ذلك.



[1] بحسب ما عثرت عليه في دفاتره الخاصة.