الملتقى السنوي لمرشدي قوافل الحجيج

| |عدد القراءات : 3565
الملتقى السنوي لمرشدي قوافل الحجيج
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

الخميس 7- ذق-1432هـ

الموافق 6-10-2011

حث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (مد ظله) المرشدين لقوافل الحجاج على استثمار الفرص العظيمة التي أُتيحت لهم من خلال تشرفهم بخدمة حجاج بيت الله الحرام بإرشادهم وتعليمهم اداء مناسكهم وتوجيههم .

جاء ذلك ضمن الكلمة التوجيهية القاها في الملتقى السنوي لمرشدي قوافل الحجيج الذي يعقد بمكتبه في النجف الاشرف سنوياً.

وقال سماحته موجهاً كلامه للمرشدين وطلبة العلوم الدينية .. (بين يديكم فرص عظيمة لنيل رضا الله تبارك وتعالى، وهي كفالة أيتام آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) بالموعظة والارشاد والتوجيه وتعليم الأحكام، وعندكم فرصة إدخال السرور عليهم وقضاء حوائجهم، وقد اختاركم الله تبارك وتعالى لحمل هذه الأمانة فاستثمروا هذه الفرص، كلٌ منكم بحسب موقعه وساحة عمله)

كما حذر سماحته المؤمنين من الاستخفاف بالمعاصي وان صغرت لأنها قد تكون موجبة لغضب الله تعالى فيستدرجهم الى الهلاك .. مشدداً في الوقت نفسه على عدم استصغار أية طاعة واي عمل من شأنه ان يقرب الى الله تبارك وتعالى لأنه قد يكون موجباً لتحصيل رضا الله تعالى ، حيث قال:

 (... لذا على الإنسان الذي يعرف قيمة نفسه وأن لا يقصّر في استثمار فرص الطاعة مهما اعتقد بضآلتها فلعل ذلك العمل يكون موجباً لتحصيل الرضا الإلهي، وأن لا يستخف بمعصية فلعلها تكون موجبة للغضب الإلهي والعياذ بالله ولا يغرّه توالي النعم عليه فيظن أن له حظوة عند الله تبارك وتعالى، بل عليه أن يخشى من ذلك إذ ربما كان من المستدرجين إلى الهلاك بهذه النعم، فمن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة قوله: (إنّه من وُسِّع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجاً فقد أمن مخوفاً) وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله (كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه، وكم من مستدرج يستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه) وورد عنه (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (الأعراف: 182-183).

 

واضاف سماحته قائلاً:

 (... فتواتر النعم من مواطن الحذر من الاستدراج الإلهي نحو المقت والسخط، ومن مواطنه أيضاً غفلة الإنسان ووقوعه في المعاصي بعد مواسم الطاعة وتمتعه بنعم الرحمن وموائده المعنوية، فهذا الذي يُحصل في عيد الفطر بعد مائدة شهر رمضان المعنوية، أو ما يحصل في عيد الأضحى بعد يوم عرفة وأيام ذي الحجة المباركات، أو يقضي الإنسان صلاة الجماعة في المسجد ولا يقدّر هذه النعمة المعنوية وغيرها فهذه كلها من مواطن الحذر والخشية، ويطبق بعضهم على هذه الموارد قوله تعالى في طلب حواريي المسيح عيسى (عليه السلام) مائدة من السماء (قال عيسى ابن مريم اللهم أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين، قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعدُ منكم فإني أُعذّبه عذاباً لا أُعذّبه أحداً من العالمين) (المائدة: 114- 115).