أسماء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

| |عدد القراءات : 9511
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

أسماء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)[1]

س1: ما العلاقة بين الاسم والمسمى؟، وبتعبير آخر: ما هي المناسبة بين الاسم ومن يحمل الاسم؟

ج: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين كثيراً ما تطلق الأسماء على الأشخاص من دون مناسبة كتسمية الشخص (كريم) وهو (بخيل) ويسمّى (خالد) وهو فانٍ زائل ويسمى (عبد الله) وهو عبد الشيطان وأهواء النفس الأمّارة بالسوء، فمثل هذه التسمية الارتجالية لا علاقة لها بالمسمّى ويكون الاسم مجرد مشير إلى المسمى لكي يعرف به ويشار إليه به.

أما الاسم الحقيقي فهو ما تطابق مع المسمى كما عرّفه أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي الأسود الدؤلي عندما وجهه بوضع علم النحو قال (عليه السلام) (الاسم ما أنبأ عن المسمى) أي ما أخبر عن المسمى، كما ان اسم الكتاب وعنوانه يخبر عن محتوياته قبل  أن تقرأه، لذا يتأمل المؤلف كثيراً قبل أن يسمي الكتاب لأنه يختصر الكتاب كله.

س2: هل اهتم الشارع المقدس بقضية تسمية الأبناء.؟

ج: لاسم الشخص انعكاس مهم على شخصيته ونفسيته وسلوكه، فإن الاسم الجميل يعطي ثقة بالنفس لحامله ويجعله مرفوع الرأس، بعكس من كان اسمه قبيحاً فإن صاحبه يشعر بعقدة الحقارة كما يسميها علماء النفس والاجتماع، ويشعر دائماً بأنه مهان ومنبوذ اجتماعياً وخصوصاً إذا كان الآخرون يسخرون من اسمه، ويدعوه ذلك إلى الانزواء والابتعاد عن الناس أو الانتقام من المجتمع كردة فعل.

وإن الاسم قد يؤثر في صناعة شخصية الانسان وسلوكه من خلال محاولة الشخص ليكون مطابقاً لإسمه، ولعل جزءاً من تكوّن شخصية البطش والعنف والصدام لدى المقبور صدام كانت بدافع من اسمه، أو شخص يكون اسمه (محمداً) أو (علياً) فيحترم هذا الاسم ويسعى لأن يكون أهلاً لحمله، أو امرأة تسمى فاطمة فتكون امينة على هذا الاسم، بعكس ما لو كانوا على خلاف صفات صاحب الاسم فإن الآخرين ينتقدونها بأن اسمها فاطمة أو زينب وهي سافرة أو غير متدينة وهكذا.

لذا جعل الشارع المقدس من حق الابن على أبيه أن يحسن تسميته فعن الامام الكاظم (عليه السلام) قال (أول ما يبرُّ الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده) وروى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) (في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال: يا علي حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه ويضعه موضعاً صالحاً)، ويظهر أن تأثير الاسم يمتد إلى يوم القيامة أيضاً، فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة قم يا فلان بن فلان إلى نورك، وقم يا فلان بن فلان لا نور لك).[2]

وكان من عادة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتوا بالوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسمّيه تبركاً وطلباً لحسن الاسم، وتفاؤلاً لمستقبله أن يكون كما سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونذكر في هذه المناسبة أن الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين روى بسنده عن عبد الرحمن بن عوف قال (كان لا يولد لأحد مولود الا أُتي به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعا له، فادخل عليه مروان بن الحكم فقال هو الوزغ الملعون ابن الملعون)[3] ورويت مثلها عن ائمتنا (عليهم السلام) في مصادرنا.[4]

س3: هل يوجد استحباب شرعي لبعض الأسماء حتى يراعيها الآباء في تسمية أبنائهم؟

ج: أفضل الأسماء هي أسماء النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) لأن معانيها حسنة بل في منتهى الحسن، مضافاً إلى حث أهل البيت (عليهم السلام) على التسمية بها، روى الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ولد له ثلاثة بنين ولم يسمِّ أحدهم محمد فقد جفاني) وعن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبّحوا له وجهاً) وقال الإمام الصادق (عليه السلام) (واعلم انه ليس في الارض دار فيها اسم محمد الا وهي  تُقدّس كل يوم)[5] وقال الإمام الحسين (عليه السلام) (لو ولد لي مائة لأحببتُ أن لا اسمي أحداً منهم إلاّ علياً)[6]، ودخل رجل ولدت له بنت على الإمام الصادق (عليه السلام) فقال (عليه السلام): ما سميتها؟ قال: فاطمة فقال (عليه السلام) (آه آه آه ثم وضع يده على جبهته –إلى أن قال- أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبّها ولا تلعنها ولا تضربها).[7]

فالتسمية بأسماء أهل البيت (عليهم السلام) تتحقق بها أمور عديدة ففيها طاعة لتوجيهاتهم (عليهم السلام) وبركة لجميع عائلة الوليد، وفيها إحياء لذكرهم (عليهم السلام)، ونشر لوجودهم الشريف وردٌ على أعدائهم الذين حاولوا بشتى الوسائل طمس ذكرهم حتى منعوا من التسمية بعلي، وهذا وجه لما تقدّم من حديث الإمام الحسين (عليه السلام)، ما في ذلك من البر والوفاء لهم (عليهم السلام) حتى عُدَّ عدم التسمية جفاءاً لهم، مضافاً إلى ذلك فهي أسماء حسنة تبعث الراحة والانشراح والرفعة لمن يتسمى بها.

بعكس أسماء اعداء أهل البيت (عليهم السلام) فإنها مذمومة كمعاوية الذي يعني كلاباً تعاوت وأبوه صخر بن حرب وأمثالها من الأسماء المثيرة للاشمئزاز والكراهية.

س4: نعود إلى صاحبة الذكرى: السيدة فاطمة الزهراء فنسأل: كم عدد أسماء الزهراء (عليها السلام)؟

ج: إذا قصدنا بالاسم اسم الذات فاسمها (فاطمة) كما ذكرت في خطبتها الشهيرة (أيها الناس: اعلموا أني فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم))، لكن الاسم يراد به هنا ما هو أعم من ذلك فيشمل اللقب كالزهراء (عليها السلام) والكنية كأم أبيها، وبهذا اللحاظ فإن أسماءها عديدة.

وقد اختلفت الروايات في تعدادها، ففي كتب الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) الأمالي وعلل الشرائع والخصال بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل، فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدَّثة، والزهراء)[8]، ثم قال: أتدري أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت أخبرني يا سيدي، قال فطمت من الشر) وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): (فمن عرف فاطمة (عليها السلام) حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها)، وروي عن أبي هريرة أنه قال (إنما سميت فاطمة (عليها السلام)، فاطمة لأن الله فطم من أحبها من النار).

وتوجد رويات تشير إلى عدد أكبر من الأسماء للسيدة الزهراء (عليها السلام) كعشرين أو أكثر حتى تصل إلى تسعة وتسعين اسماً، وهذا واضح لأن الحديث المتقدم لم يتضمن أسماء مشهورة كالكوثر وأم أبيها وغيرها، قال ابن شهراشوب في المناقب (وصحّ في الأخبار: (لفاطمة عشرون اسماً، كل اسم يدل على فضيلة) ذكرها ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة (عليها السلام)[9] ويمكن فهم هذا الاختلاف في الاعداد باعتبار ان الروايات ليست بصدد حصر كل الأسماء فالحديث الأول يذكر الأسماء التي سماها الله تبارك وتعالى بها، والثاني يعدد الأسماء التي تكشف عن فضيلة من فضائلها، وهكذا فهي لا تنفي وجود أسماء أخرى.

وقد تضمنت نصوص زيارتها الكثير من الأسماء، وقد نظم أحد العلماء الأعلام ارجوزة شعرية في أسمائها (عليها السلام) ومما قال:

ألقابها تذكر في الكتابِ

 

كما أتت في كتب الأصحابِ

معصومة رضية مرضية

 

صديقة ميمونة زكيّة

ذات صفات من أبيها مورثة

 

والبعض من ألقابها محدَّثة

والدرة البيضاء والمباركة

 

سيدة النسا بلا مشاركة

أم أبيها قيل من كُناها

 

وليُطلَبُ التحقيق في معناها[10]

 

س5: هل في هذه الأسماء إشارة إلى معاني معينة.؟

ج: هذه الأسماء صدرت من الله تبارك وتعالى ومن رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) أو أطلقها عليها أولادها المعصومون (عليهم السلام) فهي مطابقة للحقيقة، وهي عين الواقع كما في الحديث السابق (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل)، وهي أما تعبير عن فضيلة تتصف بها –كما في الحديث السابق- أو منقبة حبيت بها، أو تكريم منحت إياه، وكلها تعبّر عن حقائق مقدسة في سيدة العالمين، وشرحت الأحاديث الشريفة معانيها.

فسميت بالطاهرة لأنها من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بنص القرآن الكريم، وسميت بالبتول لانقطاعها إلى عبادة الله تعالى كما في مجمع البيان للطبرسي، أو لانقطاعها عن نساء زمانها، أو عن نساء الأمة فضلاً وديناً وحسباً وعفافاً كما روي عن الزمخشري.

وسميت الكوثر لأنها الواسطة في تكثير نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبقائه، قال الرازي في تفسير الكوثر في سورة الكوثر (الكوثر أولاده، لأن هذه السورة نزلت رداً على من عابه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان).

وفي الكافي بسنده عن الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) (إن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة)، وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) في حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (يا علي إني قد أوصيت فاطمة (عليها السلام) ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك فانفذها، فهي الصادقة الصدوقة).

ومن ألقابها (ام الهناء) لأنها رأس كل هنيئة في الدنيا والآخرة.[11]

س6: لفت انتباهي ما ذكرتم في أسماء الزهراء (عليها السلام) (أم أبيها) فماذا يعني هذا الإسم.؟

ج: هذه الكنية للزهراء (عليها السلام) رواها العامة والخاصة، فمن العامة الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري وابن الأثير في أسد الغابة، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيين، وابن حجر في الاصابة وفي تهذيب التهذيب وفي كتاب تاريخ مدينة دمشق، وهي أشهر كنى الزهراء (عليها السلام).

وقد كنّاها بذلك أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويمكن أن يكون لهذه الكنية أكثر من منشأ.

1-  ان حب فاطمة (عليها السلام) لأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) وشفقتها وحنوها عليه كان كالذي تُغدقه الأم على ولدها، مع الالتفات إلى انه ليس مبنياً على العاطفة المجردة وإنما على المعرفة التامة التي تناسب مقامها المقدس الكامل.

2-  وتأتي الأم بمعنى الأصل كما في قوله تعالى (وَإنَّهُ في أُمِّ الكِتابِ لَدَينا) (الزخرف/4) يعني في أصل الكتاب أي اللوح المحفوظ، فالزهراء (عليها السلام) أصل أبيها لأن كل نسله وذريته منها فهي أصل امتداده (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة، وهي اصل امتداد رسالته (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم الساعة لأنها (عليها السلام) بموقفها وتضحيتها حافظت على خط الإسلام الأصيل وحفظته من الانحراف والتحريف.

3-  وتطلق الأم على خالصة الشيء وعصارته ومجمع محتوياته كما تسمى منطقة الدماغ من الانسان (أم الرأس) فيقال ضربه على أم رأسه، وكما تسمى مكة أم القرى وتسمى سورة الحمد أم الكتاب لأنها اشتملت على ما في القرآن الكريم من المبادئ العامة، فالزهراء (عليها السلام) أم أبيها بهذا المعنى لأنها جمعت الخصال الكريمة لأبيها، واعترف لها بذلك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامهات المؤمنين، قالت عائشة (ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ولا هدياً وحديثاً برسول الله في قيامه وقعوده من فاطمة).[12]

4-  ويمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كنّاها بذلك ليقطع الطريق على من تشعر من أزواجه بأن لها شرفاً وتفضيلاً على فاطمة (عليها السلام) باعتبار أنهن أمهات المؤمنين بنص قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب/6.

فكنى فاطمة أم أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتتقدم على أزواجه.

كما انه (صلى الله عليه وآله) لمّا آخى بين المهاجرين والأنصار في المدينة لم يجعل لعلي (عليه السلام) أخاً كالآخرين ولما سأله أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (صلى الله عليه وآله): أدخرتك لنفسي وآخاه.

س7: هل من دروس عملية تتضمنها الأسماء المباركة؟

ج: قال تعالى (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النحل60، فالمثل الأعلى الذي يكون الوصول إليه هو الهدف والغاية هو الله تبارك وتعالى، ولذا ورد في الحديث الشريف (تخلّقوا بأخلاق الله) أي اسعوا للاتصاف بأوصاف الله تعالى تعالى التي تعبّر عنها أسماؤه الحسنى، قال تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180 وقد نفهم (فَادْعُوهُ بِها) أي فنادوه بها كما ينادى أي مسمى باسمه، وقد يكون بمعنى فاسألوه بها أي من الدعاء بمعنى فتوسلوا إليه بأسمائه المباركة، والأدعية حافلة بذلك كدعاء كميل (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء) وغيرها من الدعوات المباركة الكثيرة.

فالأسماء الحسنى تعبّر عن حالة سامية تمثل القمة التي يسعى الإنسان الوصول إليها، وأهل البيت (عليهم السلام) مظهر من مظاهر الصفات الإلهية في فضائلهم وخصالهم وسلوكهم على أرض الواقع، وأسماؤهم لم تطلق عليهم اعتباطاً وإنما بمصداقية تامة.

فهذه الأسماء للزهراء (عليها السلام) هي صفات وخصائص تستحق أن تُجعل أسوة حسنة لكل من يتوق إلى الكمال والسعادة.

فمن اسم (فاطمة) يتعلم الإنسان أن يفطم نفسه من الشر والمعاصي والانحراف، ومن (الصدّيقة) يأخذ درساً في الصدق، ومن اسم (الطاهرة) يستلهم معاني تطهير النفس من الأهواء والطمع، وتطهير القلب من الغل والحسد والحقد وغيرها من الرذائل ومن اسم (الراضية) يحصل على الطمأنينة بقضاء الله وقدره، ومن أسم (المباركة) يتحفز لأن يكون وجوده مباركاً ومحضره محضر خير دائماً وكلامه فيه هدى وصلاح ورشد كما قال تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ) مريم/31، وهكذا الأسماء المباركة الأخرى، وهذا باختصار، وإلا فإن كل اسم يمكن الكلام فيه مفصلاً كما تحدثنا في كتاب (شكوى القرآن) عن صفات القرآن ومعانيها وآثارها.

س8: على هذا تكون الزهراء (عليها السلام) قدوة وأسوة للرجال والنساء معاً وليس فقط للنساء؟

ج: هذا صحيح وهي (عليها السلام) كذلك، بل هي حجة على الخلق أجمعين، وفي ذلك روي عن الإمام الحسن العسكري قوله (نحن حجج الله على خلقه، وجدّتنا فاطمة حجة الله علينا)[13]. وكان الأئمة يفخرون ويتشرفون بأنهم أولاد فاطمة الزهراء ويعلنون ذلك على الملأ، ولا يفخر المعصوم الكامل إلا بمن هو أسوة ومثل أعلى للخلق أجمعين وفي ذلك يقول الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في إحدى رسائله (وفي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي أسوة حسنة).[14]



[1] حوارية أجرتها قناة الأمل الفضائية مع سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء (عليها السلام) ليلة الجمعة 2/ج2/1432 المصادف 6/5/2011.

[2] هذه الروايات في وسائل الشيعة، كتاب النكاح، أبواب أحكام الأولاد، باب22.

[3] معجم رجال الحديث للسيد الخوئي (قدس سره): ج18 ص138.

[4] مجمع البحرين للطريحي، مادة (وزغ).

[5] الرواية وما قبلها في وسائل الشيعة، أبواب أحكام الأولاد، باب24.

[6] المصدر السابق، باب25.

[7] المصدر السابق، باب87.

[8] راجع المصادر في الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) 18/329.

[9] المصدر السابق: 18/438.

[10] المصدر السابق: 18/347 وتوجد منظومة أخرى في18/355.

[11] راجع في مصادر النصوص والكلمات: الموسوعة الكاملة عن فاطمة الزهراء: 18/ 320- 442.

[12] راجع المصادر من العامة: كتاب: السيدة فاطمة الزهراء: دراسة تاريخية: 521.

[13] راجع المصادر في كتاب السيدة الزهراء (عليها السلام)، دراسة تاريخية517.

[14] نفس المصدر السابق.