البحث في معاني المفردات القرآنية

| |عدد القراءات : 2312
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البحث في معاني المفردات القرآنية ([1])

 

علمتُ أن بعضاً منكنّ قد حفظت القرآن الكريم كله، والبعض الآخر حفظن عشرين جزءاً أو أكثر أو أقل، وهذا لا يُنال إلا بلطفٍ الهي خاص فكونوا من الشاكرين.

وهنا ينبغي أن نلتفت إلى ما يعد ذلك من المراحل.

وأولها: استذكار ما حُفظ والمداومة عليه لئلّا يُنسى فتفوت درجة عظيمة، في رواية صحيحة عن أبي بصير قال: (قال أبو عبد الله (عليه السلام): من نسي سورة من القرآن الكريم مُثلّت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنة، فإذا رآها قال: ما أنتِ؟ فما أحسنك؟ ليتك لي، فتقول: أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا، ولو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان) وهذا الحديث الشريف شامل لكل من حفظ سورة فأكثر.

وثانيها: التدبر في معاني القرآن الكريم واستنطاق آياته واستخراج مكوناته، وعدم الاكتفاء بظواهره الشكلية من حفظ وتجويد وضبط الحركات ومخارج الحروف، لأن القرآن ما أريد به حروفه وألفاظه وإنما اريد به حقائقه المكنونة ومعانيه المودعة في هذه القوالب اللفظية، كالأمثلة التي تضرب ويراد منها إيصال معاني معينة.

إن الأنس بالقرآن الذي يصفه الإمام السجاد (عليه السلام) بأنه لو مات من في المشرق ومن في المغرب ما استوحشت ما دمت مع القرآن لا يُنال الا بالتدبر والتفكر والاستفادة من المعاني.

ولو تفكرنا في مفردات القرآن الكريم لملئنا منها مجلدات كثيرة، خذ مثلاً مفرده (التقوى) فما هي حقيقة التقوى، وكيف يمكن تحصيلها والمحافظة عليها؟ وما هي مراتب التقوى وما آثارها على حياة الفرد والمجتمع في الدين والآخرة؟ ولماذا كانت التقوى خير الزاد ومقياس التفاضل وغيرها من المعاني.

أو مفردة (الشيطان) فما حقيقة الشيطان وكيف يؤثر في الإنسان؟ وما حدود سلطانه؟ وما هي أدواته في العمل وما معنى خيله ورجله الذين يجلب بهم على بني آدم؟ ولماذا انظر إبليس أن يوم الدين؟ ولماذا انهار وفشل لحظة الاختيار بالسجود؟ وكيف نتحصّن منه ونقاومه؟ وما هي ثغراته التي ينفذ منها وغيرها.

وهذا البحث في (معاني المفردات القرآنية) خصوصاً الأخلاقية منها التي تؤدي إلى تهذيب النفوس وتكميلها وإصلاحها يستحق أن يكون درساً في الحوزات العلمية والمدارس القرآنية.

وثالثها: نشر هذه المعارف القرآنية فينطلق كل منكم بما تحمّل من علوم إلى المجتمع لينفعهم وينقل لهم هذا الخبر ففي الحديث النبوي الشريف (خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، وليختر كل واحد الآلية التي يراها مناسبة لنشر هذه المدرسة القرآنية.



[1]) من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع مجموعة من حافظات القرآن الكريم ومدرّسات وطالبات مجمع القرآن الكريم في البصرة يوم الخميس 21/شوال/1431 الموافق 30/9/2010.