المواقيت الشرعية للفرائض والنوافل
المواقيت الشرعية للفرائض والنوافل
يمثل هذا الكتاب استجابة واعية لدعوة سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في كتابه (الرياضيات للفقيه) حول ضرورة الاهتمام بالحدود الشرعية للمواقيت فهو يحاول ان يثير مسالة تعميق المعرفة الفلكية للفقيه وهذه الضرورة تأتي من عدة اسباب:
1- ارتفاع مستوى الايمان لدى الامة بحيث اصبحت ملتفتة الى النوافل ومنها صلاة الليل.
2- معرفة وقت انتهاء صلاة الجمعة لمراعاته من قبل ائمة الجمعة المباركة اذ ان فتوى الفقهاء تقتضي انتهاء وقت صلاة الجمعة ببلوغ ظل الشاخص مثله فينتقل تكليف المؤمنين الى صلاة الظهر.
ولما كان هذا الحد الشرعي مجهولاً تماما لذا كان بعض المؤمنين يحتاطون بضم صلاة الظهر الى صلاة الجمعة اذا تجاوز وقت الخطبتين الساعة وربع الساعة.
وبقي المشروع غير تام بسبب انشغال سماحته (دام ظله) بمسؤولياته الحوزوية والاجتماعية والسياسية حتى تقدم الشاب المهذب المهندس (عماد علي الهلالي) يدفعه وعيه الإسلامي المدعم بتحصيله الأكاديمي ودراسته الحوزوية لإكمال المشروع حيث طلب سماحته منه إنجاز الحسابات وقد تيسرت له وسائل تقنية حديثة في المعلومات.
فشمر هذا الشاب ساعد الجد وكان هذا الكتاب الذي يمثل خطوة إضافية وتوسيع لكتيب صدر من مركز الدراسات الفلكية في قم وهو مجموعة (جداول للأوقات الشرعية في مدينة النجف الاشرف ومن عراقية اخرى).
وقد حاول ان يتقدم في كتابه خطوة الى الإمام من عدة نقاط:
1- انه يتناول بعض الأوقات التي فات ذلك الكتاب الصادر من مركز الدراسات الفلكية التعرض لها مثل وقت غروب الشمس وهو غياب قرص الشمس عن الأفق حيث ينتهي وقت صلاة الظهرين وتختص العصر قبله بمقدار أدائها وكذلك الوقت الذي يبلغ الشاخص سبعة او سبعيه او أربعة أسباعه او ستة أسباعه.
2- ان الجداول التي في الكتاب الأول تشير الى مدن مراكز المحافظات فقط مع العلم ان بعض المحافظات تختلف فيها الأوقات بين شرقيها وغربيها اذ يصل أحيانا الى ثلاث دقائق.
بالإضافة الى الثقافة الفلكية الخاصة بالمواقيت فان الكتاب يتكون من جدولين: الأول خاص بالمواقيت الشرعية لمدينة النجف الاشرف والثاني خاص بالفوارق الشرعية في الوقت بين مدينة النجف وعدة مدن عراقية أخرى.
حيث يبدأ أوقات الفرائض ونوافلها ابتداء من صلاة الصبح فيبين وقت هذه الفريضة وهو طلوع الفجر الصادق وفرقه عن الفجر الكاذب ويوضح كذلك الأسباب الفلكية لطلوع الفجر باعتباره ظاهرة كونية طبيعية لها اسبابها التكوينية.
بالإضافة الى معرفة الوقت الأفضل لصلاة الليل وهو السدس الأخير من الليل.
وحينما يصل الى وقت صلاة الظهر وصلاة العصر ونوافلها وصلاة الجمعة يبين ما هو الزوال وكيف يتكون كظاهرة طبيعية ولماذا يختلف وقته في البلدان المختلفة مدعما بالرسم التوضيحي.
تغير الأوقات بحسب المسافة الأفقية والمسافة العمودية وبالإضافة الى جدول الأوقات الشرعية بمدينة النجف يحتوي الكتاب على جدول آخر ينفرد به وهو خاص ببيان فروق الأوقات الشرعية بين هذه المدينة وعدة مدن عراقية أخرى.
حيث يقول المؤلف: انه بامكان القاريء استخدام أي خارطة جغرافية لمعرفة بعد المنطقة المراد معرفة مواقيتها عن مراكز المحافظات المعلومة التوقيت ويتم ذلك بحساب المسافة الأفقية والعمودية على الخارطة بمساعدة خطوط الطول وخطوط العرض الموجودة عليها ثم تحويلها الى الكيلومترات بضربها بمقياس يؤخذ من قياس المسافة بين خطوط العرض وحتى لا يكون هذا الكلام مبهماً فان الكاتب يقدم شرحاً مبسطاً عن معنى كل ذلك من خلال مثال تطبيقي عن كيفية معرفة مواقيت بعض المناطق النائية من خلال معرفة مواقيت مدينة النجف اولا ومعرفة الفارق بينها بين مراكز المحافظة لتلك المناطق النائية ثانياً.
ففي مدينة الجبايش يمكن معرفة وقت الصلاة من خلال معرفة الفارق في التوقيت بين مدينة النجف ومدينة الناصرية،ومن ثم معرفة المسافة بين الناصرية والجبايش يمكننا بالاخير معرفة الفرق بينهما.
فجزى الله هذا الشاب الذي اتعب نفسه لكي يسهل على المسلمين معرفة اوقات صلاتهم ونوافلها فابدع هذا الكتاب الذي يستحق ثقتنا وإعجابنا الكامل.
والحمد لله رب العالمين