خطاب المرحلة (234)... مما يقوّي عزيمة الفتيان والشباب في مواجهة المغريات

| |عدد القراءات : 2553
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save


بسم الله الرحمن الرحيم

مما يقوّي عزيمة الفتيان والشباب في مواجهة المغريات ([1])

 

مما يقوّي عزيمتكم على طاعة الله تعالى و مواجهات المغريات الكثيرة التي تتعرضون لها في هذا العمر المرهف بالإحساسات والذي يموج بالأماني والأحلام:

1- أن تستحضروا صور الفتيان والشباب الرساليين الذين امتلأت قلوبهم بحب الله تعالى فتنازلوا عن كل ملذاتهم الدنيوية لعلمهم بأنها فانية ليفوزوا باللذة الدائمة كالمسلمين الأوائل الذين واجهوا عتو قريش وطغيانها وإغراءاتها والتحقوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) وتعرضوا معه لألوان العذاب والأذى ومنهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) (10 سنوات) وصحابة آخرون في عمر (16 سنة) ومنهم الفتى المدلل المترف مصعب بن عمير الذي عاش في وسط أسرة ثرية لكنه تنازل عن كل ذلك وتحمّل الجوع والفقر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصاحبه حتى استشهد في معركة أحد ورقّ له رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو تستحضر صور فتيان الحسين (عليه السلام) كعلي الأكبر والقاسم وعبد الله ابني الحسن السبط والفضل بن العباس بن أمير المؤمنين وأبناء مسلم بن عقيل بين الحادية عشرة والتاسعة عشرة من العمر وكان أحدهم يبرز وحده لمقاتلة سبعين ألفاً غير مكترث بجمعهم حتى أن القاسم يقف ليصلح شسع نعله غير آبه بأمة الضلال التي احتشدت لتقطيع أوصاله، أو ذلك الفتى من الأصحاب الذي دفعته أمه ليستأذن من الإمام الحسين (عليه السلام) ويذهب للقتال فلم يأذن له وقال (عليه السلام) إن هذا الفتى قد قتل أبوه الآن في المعركة ولا أريد أن افجع أمه بهما فرجع إلى أمه التي ظنت أن الإمام الحسين (عليه السلام) استصغره حيث كان سيفه يخط في الأرض لصغر جسمه فقصرّت حمائل سيفه وإعادته إلى الإمام (عليه السلام) قائلاً إن أمي هي أمرتني بالقتال فأذن له الإمام (عليه السلام) فاستشهد.

فحينما يشعر الشاب والفتى انه بطاعة الله تبارك وتعالى يكون جزءاً من هذا المعسكر الشريف الناصع فلا شك انه سترتفع همته للحاق بهم خصوصاً وانه لم يكلف بما كُلف به أولئك من التضحية بالنفس وخوض المواجهة الرهيبة.

2- أن تتذكر أن اللذة التي تحصل لكم بتجنبكم لبعض اللذات التي تقترن بالمعاصي هي أكبر وأحلى فإن لذة المعصية زائلة وتبقى تبعتها وتكون مشوبة بالكدر وخوف الفضيحة وغيرها من الآثار السيئة. بل هي في الحقيقة لا لذة فيها ولكن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء تزيّن المعصية، أما إذا انتصر الشاب على نفسه فسيجد في قلبه حلاوة ولذّة سامية كما ورد في الحديث (النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس فمن تركها أبدله الله تعالى نوراً وإيماناً يجد حلاوته في قلبه).

3-  ما قلناه في بعض أحاديثنا السابقة وهو الالتفات إلى عظمة مقامكم وسمو منزلتكم بحيث ورد في الحديث (إن الله تعالى يباهي الملائكة بالشاب المؤمن الذي نشأ في طاعة الله تبارك وتعالى) فهل يليق بمن يباهي به ربه ملائكته أن يجده ربه على معصية؟ أو أن يهبط إلى مستوى الأشرار والسيئين.

4- التزود المستمر من الألطاف الإلهية والدفعات الإيمانية التي تشملكم حينما تتعرضون لها بزيارة مراقد المعصومين (عليهم السلام) والحضور في المساجد والاستماع إلى مجالس الوعظ والإرشاد والتوجيه والمشاركة في الشعائر الدينية وأمثالها، ولا شك أنكم الآن بقضائكم يومين في رحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام) في يومين شريفين هما عرفة ويوم العيد قد حصلتم على زاد روحي يمدكم بالطاقة والحصانة فهنيئاً لكم، وتزودوا من هذه الألطاف التي يفيضها الله تبارك وتعالى عليكم.



([1]) من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع حشد كبير قارب المائتين من طلبة المدارس  الإعدادية في الناصرية الذين وفدوا لزيارته وتهنئته بالعيد يوم السبت 10 ذ.ح 1430.