الجمعة 4 ذو الحجة 1346ه الموافق 18/9/2015م

بسمه تعالى
الجمعة 4 ذو الحجة 1346ه الموافق 18/9/2015م
بفضل الله تبارك وتعالى، أقامت البعثة الدينية في مقر إقامتها في مكة المكرمة، صلاة الجمعة المباركة، بحضور جمع من الفضلاء والمرشدين وحجاج بيت الله الكرام، وأستهل خطيب وإمام الجمعة فضيلة الشيخ ميثم الفريجي (دامت تأييداته)، خطبته الأولى بالمباركة للحجاج بسلامة وصولهم إلى الدار المقدسة، كما بارك لهم حلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام، لما فيها من البركة والفضل، وبارك لهم ذكرى زواج النور من النور الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والسيدة الزهراء (عليها السلام)، ومن أجل حثّ الناس على معرفة فضل الحج وكرامة الحاج على الله تبارك وتعالى، وتذكيرهم بما ينعمون فيه من الضيافة الإلهية، إستعرض خطيب الجمعة جملة من الروايات، التي تخصّ فضل الحج ومنها: (أن إعرابياً لقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يارسول الله إني خرجت أريد الحج، ففاتني وأنا رجل مميل، فمرني أن اصنع في مالي، ما ابلغ به مثل أجر الحاج، فالتفت اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أنظر إلى أبي قبس، فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء، أنفقته في سبيل الله، ما بلغت ما يبلغ الحاج)، ومنها:)عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وفد الله ثلاثة: الغازي والحاج والمعتمر).
كما أكد خطيب الجمعة على عدة توصيات، لحجاج بيت الله الحرام، وهي من جملة ما أوصى به العلماء الأعلام، والتي ينبغي على الحاج وعيها والعمل بها، ليكون من أفضل أصناف الحجاج، التي وردت في الحديث الشريف:( الحجاج يصدرون على ثلاثة أصناف، صنف يعتق من النار، وصنف يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه، وصنف يحفظ في أهله وماله، وذلك أدنى كما يرجع به الحاج)، وهذا التوصيات هي:
1 – الإخلاص في النية، وهو أساس العمل، وهو المعيار الذي يتقبل الله به العمل.
2- إتقان الحج بشكل صحيح، وتام الأجزاء والشرائط، ومتابعة المرشد الديني في تفاصل العمل.
3 – استثمار الأجواء الروحانية التي يعشيها الحاج في موسم الحج، بزيادة التقرب إلى الله تعالى بالإعمال المستحبة وهي كثيرة.
4 – التزود بالموعظة والعبرة من مناسك الحج، والاستفادة من التواجد في الأماكن المقدسة، فالحج مليء بالمواعظ والعبر، من أوله إلى آخره.
5 – الالتفات إلى البعد العقائدي مهم، واعني به مسألة الإمامة، والقيادة الدينية، التي أكد عليها رسول الله في حديث الثقلين، والإمام المهدي هو آخر العترة الطاهرة وأمير الحج، ولا يخلو موسم من وجوده المبارك، وفيوضاته التي تعم الحجاج، ولا بد من استشعار وجوده الشريف، وتكثيف الدعاء بتعجيل فرجه الشريف.
أما الخطبة الثانية، فقد ركّز فيها خطيب الجمعة، على شرح فقرات من خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع، وقد إختار الخطيب، مقتطفات من هذه الخطبة المباركة، وشرح بعض معانيها الشريفة منها:
1 – التقوى: وهي مرتبة لو وصلها الناس، لانفتحت لهم أبواب السماء، وقد أجملها الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله:(أن لا يفتقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك).
2 – الأخوّة الإيمانية في الدين، وهو الإسلام الذي يجمع كل من رفعه شعارا للتعبد به أمام الله تعالى، وكما وصف القرآن الحال فقال: إنما المؤمنون إخوة، فموسم الحج خير شاهد ودليل على هذه الأخوّة، فكل المسلمين متوجهون فيه الى قبلة واحدة، وقرآن واحد، ونبي واحد، وكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله تحقن الدماء وتحفظ الأعراض.
3 – إن التفاضل بين المسلمين بحسب درجة التقوى، وليس بالنسب أو الأموال أو الانتماء أو العشيرة:(ان أكرمكم عند الله أتقاكم).
4 – الأمان الذي وضعه الرسول الأعظم، لكي تبقى متوحدة متراصة غير متفرقة، وهو حديث الثقلين الشريف، وقال الخطيب في ختام خطبته، فعلى الأمة إذا أرادت وحدتها وكرامتها وعزتها في الدنيا والآخرة أن تأخذ بوصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتلتزم خط القرآن والعترة.