ظهور الإمام رحمة وليس نقمة

| |عدد القراءات : 4392
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
 
اعترض بعضهم على ما يجري على لسان سماحة الشيخ اليعقوبي وفي كتاباته من (أن الإمام المهدي (أرواحنا له الفداء) سيظهر رحمة للبشرية لهدايتها وسعادتها وكرامتها وسوف يفتح العالم بالإقناع المبتني على الحجة والدليل وسيلقى استجابة واسعة لمشروعه للظروف التي يعيشها العالم ولما يرون من خصائص الكمال في شخصه (عليه السلام) ومشروعه) إلا أن هذا المعترض قال ان الامام سيحصد الرقاب ويعمل بسياسة الانتقام وأجاب سماحته بابتسامته الحانية ان الحديث يقول (إن الله عند حسن ظنّ عبده) فبمقدار ما يحسن العبد الظن بربّه يكون الله تعالى كذلك وأكثر له، ولما كان المعصومون (عليهم السلام) متخلّقين بأخلاق الله تعالى كما أُمروا (تخَلّقوا بأخلاق الله)، فبالجمع بين هاتين المقدمتين تكون النتيجة أنهم (عليهم السلام) عند حسن ظن عباد الله بهم، فمن ظَنَّ بهم الرحمة والشفقة والأبوّة والعفو والصفح كانوا له كذلك ومن ظَنَّ فيهم الانتقام والقسوة والغلظة كانوا له كذلك فأختر ما تشاء.

ثم ان لهم أسوةً حسنةً بجدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي بُعِثَ رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وهذا لا ينافي طبعاً استعمال السيف في حق من لا يصلحه أي علاج خصوصاً المنافقين المتاجرين باسم الاسلام لكي يتسلطوا على رقاب الأمة وينالوا وجاهة عند الناس، والاسلام براء منهم ويسيئون اليه وينفرّون الناس منه، كما ورد في الرواية الشريفة عن أبان بن تغلب قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا ظهرت راية الحق لعَنها أهل المشرق والمغرب، أتدري لم ذاك؟ قلت: لا، قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه).

*نُشِر في العدد (44) من صحيفة الصادقين.