أربعينية الفرج ... من عاشوراء إلى الأربعين

| |عدد القراءات : 9723
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

أربعينية الفرج ... من عاشوراء إلى الأربعين

     ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (فلما طال على بني إسرائيل العذاب.. ضجّوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون أن يخلّصهم من فرعون فحطّ عنهم سبعين ومائة سنة، هكذا أنتم لو فعلتم لفرّج الله عنّا، فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه)([1]).

     فبأيدينا طرف من تعجيل الفرج والنصر والتمكين لولي الله الأعظم (صلوات الله وسلامه عليه) وسبب من أسبابه، والإمام الصادق (عليه السلام) يدعونا إلى أن نقوم بواجبنا في تعجيل نصرهم وتمكينهم، ونشر الهداية والصلاح والعدل بين الناس، وتخليصهم من الظلم والجور والعدوان بأن نضجّ إلى الله تعالى ونتضرع إليه ونتوسّل ليصلح ما فسد من أمورنا بحسن حاله، وان لم نفعل فإن القضاء سيجري فيهم وفينا كما هو ولا يحصل تغيير نحو الأفضل ونكون نحن المسؤولين عمّا يجري عليهم وهم (سلام الله عليهم) مسلّمون لأمر الله تعالى على أي حال.

     إن الأيام الأربعين المرتبطة بالأمام الحسين (عليه السلام) والممتدة من عاشوراء إلى زيارة الأربعين، أربعينية مناسبة لهذه الضجّة ولهذا التضرع لارتباط قضية الامام الحسين (عليه السلام) بدولة العدل الإلهي، ولأنها ملهمة لكل خير ومصدر قوة بيد الهداة والمصلحين، وإن هذه الدعوات ستكون جديرة بالاستجابة لأن عشرات الملايين سيتوجهون إلى زيارة ضريحه الشريف أو يحيون مجالسه المباركة في أنحاء العالم، وإن الدعاء مستجاب تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام) وفي مجالسه المباركة واجتماع هذه الملايين بقلوب مفعمة بالإيمان (وجوارح سعت إلى أوطان تعبّدك طائعة وأشارت باستغفارك مذعنة)([2]) في المكان المقدس والزمان الشريف على طلب أمر، حريّ بأن يحظى بالاستجابة والقبول.

     ولنعلم أن تحريك اللسان بكلمات الدعاء لا يكفي وحده ما لم يقترن بالإخلاص والصدق، وتغيير داخل النفس نحو الأفضل، وعزم على إصلاح الواقع الفردي والاجتماعي كما في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) (فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة طاهرة أن يوفقكم)([3]).

 

محمد اليعقوبي – النجف الاشرف

ليلة 9/محرم الحرام/ 1441

الموافق 8/9/2019



([1])  تفسير العياشي: 2/154 ح49.

([2])  فقرات من دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل.

([3])  من خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر جمعة من شعبان.