استنكار الجريمة البشعة لقتل الأطباء

| |عدد القراءات : 3375
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 بسم الله الرحمن الرحيم

استنكار الجريمة البشعة لقتل الأطباء([1])

مرة أخرى يكشف القتلة المجرمون وأعداء الإنسانية والحضارة عن وجههم القبيح وأهدافهم الشريرة الهمجية بقتلهم أمس عشرة من الأطباء وعدد من مساعديهم كانوا متوجهين إلى محافظة الأنبار لمباشرة عملهم، وارتكبت الجريمة عن علم وعمد حيث أمروهم بالترجل من الحافلة ثم قتلوهم صبراً، وهم رسل الرحمة الإنسانية ذهبوا إليهم ليخففوا من آلامهم ويداووا جراحهم، فأي وحشية هذه وأي عداء للإنسانية أكثر من هذا؟ وماذا يريدون من ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة؟ وبماذا سنُقنع الأطباء والموظفين الصحيين لكي يذهبوا إلى تلك المدن المنكوبة ويرفعوا عنها معاناتها.

أن عجبي لا ينقضي من سكوت أبناء الرمادي والفلوجة وسائر مدن محافظة الأنبار الغيورة وعشائرها الأصيلة عن مثل هؤلاء الممسوخين الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة؟ وكيف يؤونهم ويساعدونهم ويقدمون لهم الدعم المادي والسلاح والمعلومات الاستخباراتية، ويحمونهم ليكونوا وصمة عار وخزي على أبناء هذه المدن العريقة.

إن محافظات الوسط والجنوب تنعم بأمان نسبي لأنها طهرت مدنها من الأرجاس الصداميين الذين يمثلون الحاضنة الأكبر للقتلة المجرمين من داخل العراق و خارجه؛ لأنهم رتعوا في الجريمة ويريدون أن يعودوا للسلطة من جديد فيتخذوا عباد الله خولا وماله دولا بينهم ويحرم الآخرين من أبسط حقوق الإنسانية.

إن هذه الدماء العزيزة التي تسيل على كل شبر من ارض العراق مهد الحضارات وموطن الأنبياء والأئمة والأولياء والعلماء تقدم الدليل تلو الدليل على ضلال هؤلاء المدعين للمقاومة والجهاد وهم يخدمون أهداف الاحتلال بقتل خيرة أبناء الشعب العراقي وعقوله الخيرة ورموزه العاملة ويديمون أمد الاحتلال ويعطونه الذرائع للبقاء فترة أطول متحكماً في مقدرات هذا البلد الكريم وبعضهم يفعل ذلك نتيجة جهله وتحجره وتخلفه وبعضهم يفعل ذلك عن علم وعمد ليناغي الاحتلال ويوصل له رسالة أنهم مازالوا أولئك الأوفياء لأولياء نعمتهم من الدول المستكبرة الذين جاؤوا بهم وسلطوهم على رؤوس هذا الشعب المستضعف.

فليحذر أبناء العراق هذه المؤامرة التي تستهدفهم سنة وشيعة لأنها تستهدف العراق اجمع وليميزوا بين صديقهم وعدوهم ويمدوا يد الأخوة فيما بينهم فإن في الطائفتين الكثير من المنصفين والمخلصين والوطنيين والأحرار الذين لا تنطلي عليهم هذه الضلالات ولا تجرّ أقدامهم إلى مثل هذه الفتن البغيضة واعلموا أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ] (الرعد:17).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد اليعقوبي

النجف الأشرف

5 رجب 1426

11 / 8 / 2005

 



([1]) ونشرت في الصادقين على الصفحة الثالثة من العدد الـ(30) الصادر بتأريخ 26 رجب 1426 الموافق 1 أيلول 2005.