الممارسات التعبوية مظهر لقوة الأمة وحيويتها

| |عدد القراءات : 1738
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى 

الممارسات التعبوية مظهر لقوة الأمة وحيويتها[1]

كان لي حديث أمس عن تفسير قوله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (الأنفال:60) و تطبيقاتها و قلنا فيها ان لفظ القوة مطلق فيشمل كل مصاديقها ، وأريد ان اضيف اليوم ان من مصاديق القوة : الممارسات التعبوية و نعني بها الفعاليات التي تفجّر طاقات اللأمة خصوصا الشباب و تجعلها في حركة دائمه ، لان في هذه الحركة حفظ هويتها و تجديد قواها المعنوية و حفظ وحدتها و تماسكها و حمايتها من الإنحراف و التشتت و الضياع.

و خير مثال عله هذه الممارسات زيارة الأربعين و مشاركة الملايين من المؤمنين في اضخم و أوسع خلية عمل تعبوي بين سائر على قدميه و مواكب خدمة و اطعام ودعم لوجستي و توفير الأمن و الخدمات الطبية و البلدية و النقل وغير ذلك.

و ما يحصل في الزيارة الفاطمية بعد ان لم تكن شيئاً مذكورا و اذا ينهض مارد الامة و يكشف عن عشرات الاف الكنوز من شباب الامة و فتيانها الموالين حتى عمّت ببركة نهضتهم الشعائر الفاطمية العالم بأسره.

او تعبئة الحشد الشعبي التي انطلقت ردا على العدوان الغاشم الذي شنته القوى المستكبرة و الحاقدة و اتخذت من داعش و امثالها أداة لتنفيذ مشاريعها الشيطانية فساهم هؤلاء الحمقى في تكوين هذا التشكيل المبارك .

فالآية تامرنا بأعداد و تهيئة القوة -كل قوة- و منها الفعاليات التعبوية فتنظيم هذه الفعاليات و التفكير في تأسيس المزيد منها التزام بهذا الآية الشريفة، وبالأمس القريب كانت لكم ممارسة تعبوية رائعة نالت اعجاب الجميع وهي سد النقص في المناهج الدراسية للطلبة فنهض اهل الهمة والضمير الحي في مختلف المدن لطبع وتوزيع الكتب الدراسية مجاناً من دون كلل او ملل بل كان يملأهم السرور والانشراح والشعور بلذة الإنجاز الإنساني المثمر.

واذكر مزيدا من الأمثلة للإشادة بهذا النهضة التعبوية ولإلفات نظركم الى التنوع الكبير في هذه الفعاليات، فبعض الاخوة في الكوت أسسّوا جمعية لإصلاح ذات البين بين المتخاصمين خصوصاً بين الأزواج ونجحوا في اصلاح العشرات من الحالات بمساعدة مجموعة من الفضلاء واستعان بهم القضاة في المحاكم لمساعدة الباحث الاجتماعي الذي يُطلب منه محاولة الإصلاح قبل النظر في طلب الطلاق، وصارت تأتيهم طلبات عبر الهاتف لحل مشاكل في مدن أخرى فشجعتهم على انشاء فروع للجمعية في المحافظات.

وفعالية أخرى بدأت من كربلاء لوضع برنامج فاعل وشامل لتوزيع أمثل لصحيفة الصادقين حتى تصل الى أوسع قاعدة من المجتمع ونجحوا في ذلك ثم توسعوا الى المحافظات وأصبحت لهم ممثليات فيها ويستفيد اليوم عشرات الالاف من هذه الصحيفة المباركة.

ونشيد أيضا بمشروع (هويتنا العراق) الذي يسعى لترسيخ مبدأ المواطنة واعتماده كأساس في التعامل مع أبناء الوطن الواحد في منح الحقوق والقيام بالواجبات، وانطلق المشروع من لوحة رسم رائعة جسّدت تنوع المجتمع العراقي الموحّد والمتأخي.

ومن امثلتها أيضا السفرات التي ينظمها بعض الاخوة للطلبة والشباب والفتيان الى العتبات المقدسة برفقة عدد من المبلغّين ليستثمروا السفرة في التوعية والإرشاد والتوجيه.

ومنها أيضا الدورات الصيفية التي تنظَّم للطلبة والشباب في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة الى جوار الائمة المعصومين (عليهم السلام) لتعليمهم القرآن والفقه والأخلاق والعقائد وسيرة المعصومين مع برامج عبادية وتوعوية متنوعة .

ومنها أيضا الأرصفة المعرفية التي تقام في الشوارع الثقافية في عدة محافظات.

ومن هذه الفعاليات التي نبني عليها كثيرا من الآمال دورات التنمية البشرية وتأهيل القادة والتدريب على العمل المؤسساتي التي ينظمها المعهد الإسلامي للتطوير و الدراسات في مقره المركزي في كربلاء ومقراته الفرعية في المحافظات ونأمل ان تحظى مخرجات هذا المعهد بالدور المؤثر في بناء الدول واصلاح المجتمع، وانتم ثمرة من ثمرات هذا العطاء.

وهكذا اذن علينا ان نديم هذه الفعاليات التي تقوم بها الكثير من مؤسسات المجتمع المدني وعلينا أيضا ان نفكر بالمزيد مما هو نافع ومؤثر في خير الأمة وصلاحها بأذن الله تعالى.

وأود هنا ان ادعوكم الى جعل يوم نحتفل به سنوياً باسم ( يوم العفاف ) واخترنا له ذكرى ميلاد العقيلة زينب بنت امير المؤمنين (عليهما السلام) في الخامس من جمادي الأولى فهذه مناسبة جليلة تصلح للاحتفال فيها ببيان معنى العفاف وحدوده والتمييع الذي حصل له والأثار المباركة المترتبة على العفاف حتى ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله (العفة رأس كل خير) وقوله (عليه السلام) (افضل العبادة العفاف)([2]) .

وأحاديث جليل أخرى، وامامكم وقت كافٍ لوضع برامج تناسب الاحتفال بهذه الذكرى المباركة والفات الأنظار الى هذا المبدأ السامي الذي لا يخص المرأة فقط وانما هو يعني الرجال ايضاً لانه جاري في كل مظاهر السلوك فالعفة في العلاقة مع الجنس الاخر والعفة في اكتساب المال والعفة في الكلام والاكل والنظر وغير ذلك.

 

 



[1] - من حديث لسماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) مع عشرات الشباب من محافظة واسط الذين أنهوا دورة لتأهيل قادة المستقبل يوم السبت 1/ع2/1438 المصادف 31/12/2016

[2] ) ميزان الحكمة: 6/72