المرجع اليعقوبي يدعو النخب لأخذ دورهم في التصدي للانحراف والفساد بمختلف انواعه

| |عدد القراءات : 3143
المرجع اليعقوبي يدعو النخب لأخذ دورهم في التصدي للانحراف والفساد بمختلف انواعه
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

المرجع اليعقوبي يدعو النخب لأخذ دورهم في التصدي للانحراف والفساد بمختلف انواعه

الثلاثاء 12/رجب/1440

الموافق 19/3/2019

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على ضرورة مواجهة الامراض والأوبئة الاجتماعية والأخلاقية والفكرية والظواهر المنحرفة التي تعصف بالمجتمع العراقي وتطويقها بمختلف الوسائل المشروعة.

وقال سماحته بكلمة القاها بعدد من الوفود من مختلف محافظات العراق بمكتبه في النجف الاشرف بذكرى وفاة عقيلة الطالبيين السيدة زينب بنت امير المؤمنين (عليهما السلام): ان المواقف الصادقة والشجاعة هي التي تخلد الشخصيات عبر التاريخ، وان سر خلود الثورة الزينبية هو موقف السيدة زينب (عليها السلام) البطولي الذي واجهت به السلطة الظالمة وكشفت زيفها امام الناس.

وتابع سماحته: وينبغي علينا التركيز على هذا الجانب وإظهاره وأخذ العظة والعبرة واستلهام الدروس منه، فالقيام الزينبي إنما هو امتداد للقيام الفاطمي المبارك ‏وامتداد لمواقف السيدة الزهراء (عليها السلام) في مواجهتها للانحراف، فالسيدة زينب لم ترث مصائب امها فحسب -بحسب تعبير الشاعر- وإنما ورثت مواقف أمها (عليها السلام) الشجاعة في مواجهة الظلم ونصرة الحق والذود عن حياضه.

‏وهذه المواقف هي احد مصاديق الاستجابة لله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال : 24] ومصداق للنهوض لأجل لله تعالى ولوجهه الكريم الذي ذكرته الآية الشريفة {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا } [سبأ : 46]

‏وأشار سماحته الى ان الله عزوجل يبارك بنصرة المظلومين بمختلف صنوفهم ويستنهض الهمم ويستنكر القعود والتواكل {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء : 75] والقتال الذي اشارت اليه الآية الكريمة ليس بالضرورة ان يكون بالسيف او السلاح وانما يكون بالكلمة الحقة والموقف الصادق الشجاع في سبيل الله جل وعلا.

‏وفي هذا السياق دعا سماحته (دام ظله) النخب الواعية من جميع طبقات المجتمع بأن تتحمل مسؤولياتها وتأخذ على عاتقها مواجهة الانحراف والفساد بجميع صوره وأشكاله ومراحله ومنع انتشار مظاهره وآثاره.

‏كما أشار سماحته إلى خطورة انتشار مظاهر الفسق والفجور تحت عناوين ومسميات مختلفة ‏ورواج تجارة المخدرات ومحلات بيع الخمور وغيرها من أماكن إشاعة الانحلال الأخلاقي والفساد في المجتمع، ودعا الى التصدي لها وغلقها بالوسائل المشروعة المتاحة – مثلاً بالنصح والموعظة وبيان مخاطر هذه الاماكن ثم الضغط اجتماعي- وتطويق مخاطرها ولكي لا تكون أمراً عاديا مستساغاً يسهل القيام بهِ مع مرور الوقت وغفلة المجتمع وعدم وجود رادع.  

‏ واستغرب سماحته من تركيز المناشدات، وتعالي الصيحات من هنا وهناك وتعبئة وتحشيد الرأي العالمي إزاء انتشار بعض الأمراض والأوبئة وإغفال المجتمع الدولي عن التصدي لمعالجة مخاطر انتشار الأوبة المجتمعية المتعددة والتي يعم ضررها الجميع و ‏من شأنها أن تخلق بيئة ملوثة ومناخاً مسموماً يساعد على نمو الرذيلة والتحلل الأخلاقي والانحراف وتفكك المجتمع وغير ذلك من نتائج والتبعات الخطيرة.

‏ومن جانب آخر حذر سماحته (دام ظله) من تهويل وتضخيم بعض الظواهر المحدودة وتصويرها وكأنها حالات شائعة وممارسات واسعة من أجل أهداف بعيدة المدى لا تخفى، مستشهداً بظاهرة (الإلحاد) -على نحو المثال -التي ‏تنفخ في نارها بعض الجهات والمؤسسات لجعلها حالة ‏عامة.. والحقيقة أنه لا وجود (للإلحاد) بالحجم الذي يتم تصويره الآن، وانما توجد تساؤلات واستفسارات يجد أصحابها ان من حقهم المطالبة عن إجابة لها، ‏وهذا ما يُنجّز مسؤوليات ‏إضافية ‏في الاجابة على هذه التساؤلات وايضاح الامور التي يجب الاستفسار عنها وهذه مسؤولية النخب ومن تربى في مدرسة محمد وآل محمد (عليهم السلام) قبل غيرهم.

وفي نهاية كلمته جدد سماحته (دام ظله) تأكيده على أهمية استلهام مواقف العقيلة زينب (عليها السلام) وتوظيفها في حياتنا العملية، ومنها التصدي للظلم والانحراف مهما كان ما نتخوف من زواله من جاه او منصب او مال او مكانة اجتماعية، فأنه لا يقاس بما حازته السيدة العقيلة من شرف وسؤدد وعزه ومكانه روحية واجتماعية وهي من بيت من اشرف بيوت الدنيا فلا ترقى امرأة لقدرتها و مكانتها في عصرها لكنها تحملت وخاضت المخاطر والاهوال وفُجعت بأهلها وأحبائها ولم يثنها ذلك عن الاستمرار في تأدية مسؤوليتها وإتمام دورها استجابة لله تبارك وتعالى وطلباً لرضاه جل وعلا.