خطاب المرحلة (186)... إلــى مواكب الوعي الحسيني للجامعات والمعاهد العراقية وملتقى العلم والدين

| |عدد القراءات : 4420
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 إلــى مواكب الوعي الحسيني للجامعات والمعاهد العراقية وملتقى العلم والدين([1])

 الحمد لله وحده كما هو أهله وكما يستحقه حمداً كثيراً وصلى الله على أفضل خلقه وأحبهم إليه محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 السلام عليك يا سيدي و يا مولاي أبا محمد الحسن السبط الزكي المجتبى،السلام على الحسين، و على علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.

تضمّنت واقعة كربلاء فصولاً مأساوية عديدة تركت جمرة في قلوب المؤمنين ، و ذوي الضمائر الحية لا تنطفئ أبداً، وستظل تنبض في عروقهم بروح الثورة ضد الطغاة والمستبدين و اللئام و منتهكي حقوق الإنسان في أن يعيش حياة حرة كريمة، و ستبقى هذه الجذور المباركة وتزداد اتقاداً حتى يأذن الله تبارك وتعالى بإقامة دولة الحق والعدل والمثل العليا   [وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ] (القصص: 5،6).

ولكن أكثر فصول تلك الواقعة إيلاماً وأشدّها تأثيراً في نفوس أهل البيت (عليهم السلام) كانت بحسب بعض المرويات قضية سبي بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي مقدمتهن عقيلة الهاشميين زينب بنت علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وبنت فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ونقلهن بعنف وإيذاء من بلد إلى بلد والتشفي بآل الحسين (عليه السلام) وإخراج الناس للتفرج عليهم حيث خلّفت هذه القضية حزناً عميقاً في قلوب أهل البيت (عليه السلام).

وحينئذٍ قد يسأل البعض عن سرّ اصطحاب الإمام الحسين (عليه السلام) لنسائه وأهل بيته من بني هاشم وأصحابه وأطفالهن بحيث كان مجموع النسوة والأطفال على بعض الروايات (83) وهو يعلم أن مصيره القتل وأعلن ذلك بوضوح في مكة المكرمة قبل خروجه إلى العراق؟

والجواب يمكن أن يُحال إلى أمرٍ غيبي بأن الحسين (عليه السلام) إمام معصوم ويعرف تكليفه جيداً ولا يحتاج إلى من يعلِّمه، ويمكن أن يقال أن الإمام الحسين (عليه السلام) أراد بذلك أن يبعث برسالة إلى الأمة جميعاً حتى للأجيال القادمة أنه رجل سلام وإصلاح وليس رجل حرب ويسعى لانقلاب عسكري على السلطة طمعاً في الحكم لأنه لو كان كذلك لاصطحب جيشاً وليس نساءً وأطفالاً بهذا العدد الكبير.

ويمكن أن يقال أنه أراد أن يتصرف كجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خرج لمباهلة نصارى نجران بأهل بيته خاصة علي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) ليثبت للآخر أنه متيقن من صحة موقفه ومطمئن إلى أنه صاحب الحق ولو كان عنده أدنى شك لخاف على عائلته من نتائج المباهلة ولذا انسحب الخصم المباهل خشية اللعنة.

هذا كله وارد وصحيح لكن الذي كشفت عنه الأحداث التي تلت الواقعة أن اصطحاب النسوة وتعريضهن لتلك الأخطار الجسيمة كان لهدف سامٍ يستحق تلك التضحيات، وهو قيامهّن بمسؤولية بيان حقيقة أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) من حركته المباركة وكشف زيف ادعاءات السلطات الجائرة في ظرف كممت فيه أفواه الناس وكان جزاء كل من يقول الحقيقة أن يقتل بأشنع الأساليب وينكّل به كما حدث لرسول كنيسة الروم ولعبد الله بن عفيف الأزدي وغيرهما.

فلم يكن بمقدور أحد أن يؤدي هذا الدور إلا عقائل النبوة وهو دور لا يقل أهمية عما أدّاه الرجال، ولولا هذا النصف الثاني من أحداث الواقعة لاستطاع الإعلام الأموي تزييف الحقيقة وتضليل الناس، وقد خُدعت الأمة فعلاً حيث صوّر الإعلام الحكومي يومئذٍ الحسين (عليه السلام) وأهل بيته بأنهم خوارج ومتمردون على القانون وقد نالوا جزاءهم؛ ولذهبت تضحيات أهل البيت (عليهم السلام) أدراج الرياح بل وانقلبت إلى نتيجة معاكسة.

إن دوراً بهذه الأهمية لا يقف عند حدود ما أدّته العقيلة زينب والهاشميات ومعهن الإمام السجّاد (عليه السلام) وإن وفوا بما عليهم وإنما يستمر في تحريك المصلحين وطلاب الحقيقة والتواقين للكمال ولإقامة الحق والعدل والسلام والحرية وكل المثل الإنسانية العليا في كل جيل ما دامت الأهداف لم يكتمل تحقيقها وما دامت الانتهاكات التي قام بها يزيد بن معاوية موجودة والتي خرج الإمام الحسين (عليه السلام) للاحتجاج عليها والمطالبة بإصلاحها وهي كثيرة كالاستبداد والاستئثار وإهدار المال العام و تسلط الفاسدين وقتل الأبرياء وخنق الحريات وتعطيل العمل بالقانون والتجاهر بالشذوذ الجنسي مع المحارم والحيوانات الى اخر القائمة الطويلة .

نعم قد تتنوع آليات العمل وشكل الخطاب بحسب اختلاف الزمان والمكان وتباين مستويات المجتمع البشري، لكن الهدف يبقى واحداً وهو السعي لتحقيق أغراض الثورة الحسينية المباركة والتي بيّنها الإمام بنفسه، فمن وصيته لأخيه محمد بن الحنفية (وإني لم أخرج أشِراً، ولا بطِراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله). وأريد أن أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين).

ومن رسالته إلى أشراف البصرة (وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه (صلى الله عليه وآله) فإن السنة قد أُميتت وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا قولي أهدكم سبيل الرشاد).

ومن خطبته (عليه السلام) أمام كتيبة الحر الرياحي التي عارضته في الطريق ورافقته إلى كربلاء (أيها الناس: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرّموا حلاله وأنا أحق من غيري).

ومن خطبته في أصحابه لما وصلوا كربلاء (ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً).

ومن خطبته قبل بدء المعركة: (ألا وإن الدعي بن الدعي، قد ركز بين اثنتين، بين السَلّة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) إلى غيرها من الكلمات الشريفة التي تبقى نبراسا هاديا للمصلحين .

  أيها الأحبة:

هذا ما يجب أن نوصله إلى جميع الناس من خلال شعائرنا ومجالسنا ومحاضراتنا، إذ لم يعد مقنعاً للآخرين خصوصاً الذين يعرفون المنزلة الرفيعة لأهل البيت (عليهم السلام) أن نفسّر لهم ثورتنا وغضبنا وتفجُّرَ عواطفنا هو لأجل أن رجالاً قتلت أو نساءً سبيت أو أطفالاً ذبحت أو شباباً أزهقت أرواحهم قبل أن يتهنوا بالعرس أو لأنهم حرموا من الماء المباح حتى قضوا عطاشى، وإنما لم يعد مقنعاً لأنهم يرون هذه الكوارث تحل بالعراقيين يومياً فيقتل الأبرياء وتلقى الجثث في العراء حتى تأكلها الوحوش وتقطع الرؤوس ويحرم الشاب من كل حقوقه في الحياة وليس الزواج فقط وتهجر مئات آلاف العوائل وتمارس كل أنواع الجرائم وتسرق أموال الشعب الذي يموت جوعاً ويعاني من تردي الأمن وخدمات الصحة والتعليم والغذاء وانتهاك للكرامة والحقوق والحريات فالأولى - من وجهة نظر الآخرين - أن نبكي ونثور ونغضب لحالنا وليس فقط لما جرى على الحسين وآله في كربلاء.

  أيها الجامعيون أساتذة وطلاباً وخريجين وإداريين وفنيين:

مَن أولى منكم بتفعيل هذه الحركة المباركة لتحرير الإنسان من أغلال الذل والهوان والحرمان، فاستلهموا من الحسين (عليه السلام) كل تلك القيم النبيلة وأنتم تجتمعون في حضرته الشريفة على تربة كربلاء المقدسة وتظلكم شآبيب رحمة الله تبارك وتعالى وألطاف إمامكم العظيم.

وتذكروا أيها الأحبة أن دوركم لا يقتصر على الساحة العلمية فقط رغم جلالة قدرها وعظم شأنها وإنما ترنوا إليكم الأنظار لكثير من المسؤوليات الجسيمة.

فأنتم رواد البناء والإعمار وإصلاح ما خرّبته الأنظمة الطاغوتية في هذا الوقت الذي تشتد الحاجة أكثر ما يكون إلى الإعمار والخدمات.

وأنتم من تستحقون قيادة البلد نحو الازدهار وليكون في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة وهو له أهل فمن المعيب على أي بلد أن يقوم أساتذة الجامعات أو المهندسون أو الأطباء وغيرهم من الكفاءات باحتجاجات واعتصامات مطالبين بحقوقهم من مسؤولي البلاد وهم أحقّ منهم في هذه المواقع .

وأنتم منطلق الوحدة الوطنية لتنفخوا في جسد العراق حب الوطن وروح المواطنة بعد أن مزّقته الطائفية والقومية والأنانية والحزبية والفئوية والأجندات التخريبية، وقد بقيت جامعات العراق ومعاهده عصيّة على هذه الفتن فلا تزال ترى فيها التنوع الطائفي والعرقي والآيديولوجي متعايشاً جنباً إلى جنب فلتغطي الجامعات بإشعاعها هذا كل ربوع الوطن.

ومنكم النخب والكوادر المتقدمة التي تستحق قيادة المجتمع وإدارة البلاد، ولكم بعد ذلك مطالب وحقوق واحتياجات فاغتنموا هذه الفرصة لإعلاء صوتكم بالمطالبة بتحقيقها، تبدأ من تكريم الأساتذة وحمايتهم وتوفير أسباب الحياة الكريمة اللائقة بهم إلى تطوير الجامعات وتحديث الوسائل التعليمية والمختبرات لتواكب الجامعات العالمية المرموقة مروراً بدعم الطلبة بمخصصات شهرية تعينهم على مواصلة الدراسة ولا تنتهي عند تحسين أوضاع الأقسام الداخلية وغيرها فليقم كيانكم الشريف بكل هذه الأعمال وليسع لتحقيق الطموحات.

ومن حسنات هذا التجمع المبارك انعقاد الملتقى الثاني للعلم والدين والذي ينعقد اليوم في ظل ظرف صعب حيث يشهد مجتمعنا خصوصاً شريحة الشباب عملاً دؤوباً لمشاريع وأجندات سياسية وعقائدية واجتماعية من أجل غسل أدمغتهم وتسخيرهم لتحقيق أغراض تلك المشاريع .

وما الحركات المدّعية للارتباط بالإمام المهدي الموعود (عليه السلام) زوراً وبهتاناً إلا واحدة من تلك المشاريع التي ما كانت لتنمو وتجد لها أتباعاً يقتنعون بآرائها الضحلة والمتناقضة لولا الجهل وفقر الثقافة والوعي والسذاجة المتفشي لدى أوساط عديدة من المجتمع مما يوجب على المفكرين والخطباء والأساتذة والعاملين الرساليين أن يقودوا حركة علمية فكرية واسعة لانتشال شبابنا من الضياع والضلال والخسران المبين باتباع تلك الأجندات الشريرة، فليس صحيحاً أن يبقى أهل الحل والعقد يتفرجون على سقوط هؤلاء الشباب ثم ينقضّون عليهم بكل بطش وقسوة ويصفونهم بأشنع الأوصاف مع أن بعضاً منهم - يمتلك نيّة حسنة لكنه- مخدوع ومضلَّل ومأخوذ بسذاجة، ولو قُدِّر لأيدي أمينة أن ترعاه وتحتضنه وتوجهه لما سقط في هذه الهاوية وأفقد الأمة عدداً لا يستهان به من الشباب الذين هم البنية التحتية الحقيقية للبلد.

كما أن الأداء السيئ للحكومة وفشلها في توفير أبسط حقوق الحياة الكريمة للإنسان ساهم في نشوء هذه الحركات من جهتين:-

الأولى: إنه أوجد حالة من الاستياء والنقمة في النفوس مما هيأ مناخاً ملائماً للتفاعل مع أي دعوة للتمرد والانقضاض على مؤسسات الدولة بحجة الإصلاح واستعادة الحقوق.

الثانية: إنه أعطى الفرصة لرؤوس الضلال أن يفرقوا بين الناس والمرجعية لأنها دعمت العملية السياسية التي أفرزت الحكومة فكان من اليسير تنفير الناس من المرجعية بتحميلها مسؤولية فشل المتصدين لإدارة البلد، ومع أن المرجعية لم تؤدِ هذا الدور مع ما فيه من تضحيات إلا لأن فيه مصلحة البلاد والعباد وليس لها مطمع في شيء وبذلت قصارى جهودها في توجيه الناس لما ينفعهم.

لكن أصحاب تلك الدعوات الضالة يعلمون أن العلماء حصون الأمة والمدافعة عن العقائد والسلوكيات السليمة وأنهم لا يستطيعون غواية الناس واستدراجهم إلا بتهديم تلك الحصون.

فلذلك تجد تلك الدعوات الضالة مع تباين مناهجها وأهدافها وتقاطعها في عملها أحياناً فإنها تتحد على قاسمٍ مشترك واحد هو تسقيط المرجعية وإبعاد الناس عنها وإلغاء دورها في حياة الأمة.

إذن أيها الأحبة:

علينا أن نهبّ جميعاً لتنوير أفكار الناس خصوصاً الشباب وتعميق إيمانهم بالله تعالى وملء عقولهم بالثقافة السليمة وقلوبهم بالمعرفة الإلهية وتوثيق صلتهم بالمرجعية الدينية فإن العلماء هم حبل النجاة والعروة الوثقى وهم وصية نبيّكم وأئمتكم المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) فعن الإمام الباقر (عليه السلام) (إنما كُلِّفَ الناس ثلاثاً: معرفة الأئمة، والتسليم لهم فيما ورد إليهم، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه).

وأرشدَ الإمام المهدي (عليه السلام) شيعته إلى الرجوع إلى الفقهاء المخلصين الذين اتصفوا بالاجتهاد والعدالة والورع والترفّع عن الدنيا والعمل بإخلاص لنفع الناس، فقال (عليه السلام) (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).

وحذّر الأئمة (عليهم السلام) من العمل بغير علم فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعةُ السير إلا بعداً)، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح) وعن الإمام الباقر (عليه السلام) (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه).

وإذا حصلت عند أحدكم شبهة أو شك فارجعوا إلى العلماء لمعرفة الرأي الصحيح كما هو ديدن العقلاء في كل نواحي الحياة إذ أنهم يلجأون إلى الطبيب إذا اشتكوا ألماً وإلى القاضي إذا حصلت منازعة، فارجعوا أيضاً إلى العلماء إذا وُجِد مدعي لعقيدة أو دعوى دينية، قال الإمام الباقر (عليه السلام) (الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثاً لم تروِه خيرٌ من روايتك حديثاً لم تُحصِه).

فإذا طلب أحد السلامة لدينه ودنياه فليتمسك بخطى المرجعية الرشيدة ولا يلتفت إلى المرجفين والمشككين والخارجين عن تعاليم أئمتهم (عليهم السلام) [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ] (آل عمران: 118).

نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيديكم في طريق العلم والعمل الصالح ويرزقكم شفاعة الحسين (عليه السلام) يوم الورود في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ملاحظة: نظم فضيلة الشيخ حسنين قفطان نشيداً لمواكب طلبة الجامعات أطلقه من وفد جامعة الكوفة الذي كان برفقته.

 

 


([1]) الخطاب الذي وجّهه سماحة الشيخ اليعقوبي مباشرة عبر شاشات التلفزيون إلى مواكب الوعي الحسيني للجامعات والمعاهد العراقية مساء يوم الجمعة 7صفر1429 المصادف 15/2/2008، وقد شارك فيها أكثر من (600) من أساتذة الجامعات وحوالي (15) ألف طالب توافدوا من مختلف الجامعات والمعاهد ومنها جامعتا ديالى و كركوك واكتمل توافدهم يوم الجمعة، وعقدوا الملتقى الثاني للعلم والدين في رحاب الحسين وأعلنوا عن تأسيس كيان (جامعيون) الذي دعا إلى تأسيسه سماحة الشيخ اليعقوبي في العام الماضي، ثم انطلقت مسيرتهم المباركة صباح اليوم التالي إلى الحرم الحسيني المطهر والروضة العباسية الشريفة.